- اربع مفاجآت من العيار الثقيل حملتها نتائج الانتخابات الاسرائيلية اول امس، اولها الضربة القوية التي وجهت لتحالف»نتنياهو-الليكود-ليبرمان-اسرائيل بيتنا»، الذي حصل فقط على 31 مقعدا في الكنيست، بعد ان كان لهذا التحالف 42 مقعدا في الكنيست المنتهية، غير ان نتنياهو وفق التحليلات سيعود ثالثة رئيسا للحكومة الاسرائيلية القادمة، والمفاجأة الثانية تتعلق بظاهرة يائير لبيد الصحافي-الاعلامي الاسرائيلي المعروف في القنا ة الثانية الاسرائيلية الذي فاز ب 19 مقعدا، ليصبح الحزب الثاني من حيث الحجم في الكنيست الاسرائيلي، وستكون له على الارجح كلمة حاسمة في التشكيلة الحكومية القادمة، بينما كانت المفاجأة الثالثة لشيلي يحيموفتش التي زادت عدد المقاعد الخاصة بحزب العمل، ورفعتها من 13 مقعدا الى 15 مقعدا، ليعود العمل ثانية الى واجهة الخريطة السياسية الاسرائيلية، اما المفاجأة الرابعة فكانت ظهور حزب»البيت اليهودي» بزعامة نفتالي بينت الذي حصل على 11مقعدا، الذي يمكن اعتباره الى حد كبير حزب المستوطنين اليهود، رغم ان الاستيطان قضية اجماعية ما بين كل الاحزاب، اما النتائج المتعلقة بما تبقى من الاحزاب والحركات فلم تنطو على مفاجآت، وبالتالي تتوجه الانظار الى ما بعد الانتخابات، باتجاه صياغة الخريطة السياسية الاسرائيلية القادمة، فاي حكومة اذا، ستشكل في «اسرائيل»...؟، وما خطوطها السياسية والآفاق المترتبة عليها...؟. تجمع التحليلات في ضوء هذه النتائج، على ان نتنياهو عائد لرئاسة الحكومة الاسرائيلية، لذلك فان السؤال يبقىى حول التحالفات التي سيعقدها والخطوط السياسية لحكومته...؟ - فما الاجندة السياسية المحتملة للحكومة القادمة...؟!. - وما الافق السياسي المحتمل لاي تسوية سياسية في الملفات الفلسطينية...؟! - وهل نحن يا ترى بانتظار تسوية ام بانتظار المزيد من الحروب والمحارق...؟!. مفيد ان نتذكر هنا اننا امام خريطة سياسية اسرائيلية صهيونية لافرق جوهريا فيها ما بين نتنياهو او يحيموفتش او لبيد او ليفني، فكلهم من تفريخات الصهيونية، فان تحدثنا عن القضايا الجوهرية، فكلهم يتفقون على الاستيطان، وعلى»القدس موحدة عاصمة اسرائيل الى الابد»، وعلى»يهودية الدولة»، وعلى رفض حق العودة لللاجئين الفلسطينيين»، وعلى عدم السماح باقامة»دولة فلسطينية مستقلة»، وغير ذلك من اللاءات، لذلك فانه ينتظر عملية المفاوضات متاهات جديدة، فمن المرجح ان تستأنف المفاوضات وفق مؤشرات عديدة، غير انها لا تختلف عن المحطات السابقة، ولن تحمل جديدا في الافق الفلسطيني، وحيث ان نتنياهو قد يشكل الحكومة الاسرائيلية القادمة: -فهل سيلبي نتنياهو مثلا امنيات المفاوض الفلسطيني في قضايا المفاوضات...؟! - وهل سيكون مختلفا عن نتنياهو في ولايتيه الاولى والثانية...؟. -وان تحالف معه لبيد ويحيموفتش في الحكومة القادمة: هل ستفتح مثل هذه الحكومة افقا سياسيا حقيقيا يا ترى...؟ وهل من الممكن ان تتحرك المواقف السياسية باتجاه تفكيك الاستيطان والانسحاب واقامة دولة فلسطينية حقيقية...؟ يقول يوفال بنزيمان في-اسرائيل اليوم - 16/10/2012 » ان الحقيقة انه لا توجد فروق رئيسة جوهرية بين الكتل الحزبية في اسرائيل حتى ولا بين اليسار واليمين»، وتحت عنوان:لا فرق بين موقفي يحيموفيتش ونتنياهو كشفت وثائق وصلت صحيفة «هآرتس العبرية 24/10/2012 » أن رئيسة حزب «العمل» شيلي يحيموفيتش، وخلال زيارتها لفرنسا في 23 تموز/ يوليو الماضي ولقائها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أدلت بتصريحات مماثلة لتصريحات نتنياهو بكل ما يتصل بما يسمى ب»عملية السلام»، وأشارت إلى أنها تطالب الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، كما تطالب بتجديد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بدون شروط مسبقة، وبدون مطلب وقف البناء في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية.وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة يحيموفيتش إلى فرنسا جرى تنظيمها بشكل سري مطلق، وأن عددا قليلا فقط عرفوا بها». ولا يتميز يئير لبيد عنهما، فهو يقول في برنامجه السياسي:»نه يعتقد أنه إذا عرضت إسرائيل موقفا غير قابل للمساومة بشأن القدس، مثلما فعلت في قضية حق العودة، فإن ذلك سيؤدي إلى تنازل الفلسطينيين القدس"، مضيفا:"إن إصرار إسرائيل سيؤدي إلى تنازل الفلسطينيين عن مطلب أن تكون القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية»، ويقول ألوف بن في هآرتس 31/10/2012 "ان لبيد في خانة رابين وباراك»، بمعنى انه مثلهما في مفاهيمه ومواقفه، فهو كما باراك»لا خريطة لإسرائيل دون أريئيل»، وكذلك بالنسبة ل»يهودية اسرائيل» فان لبيد لا يريد ارى عربا في»اسرائيل» ولا يريد دولة واحدة ديموقراطية، ولا يريد ان يرى عربيا في منصب رسمي اسرائيلي، بل انه يتفق معنتنياهو وليفني ويحيموفتش وغيرهم على «الكود»الجامع بين الآباء والابناء من مؤسسي ومواصلي الصهيونية وهو: "قتل وهجر اكثر ما يمكن من العرب وتحدث اكثر ما يمكن عن السلام"...!