17صحفيا طالتهم التتبعات القضائية - كشف التقرير الشهري لمركز تونس لحرية الصحافة أن شهر جانفي الماضي شهد تصاعدا لوتيرة الإنتهاكات في حق الإعلام التونسي مقارنة بالشهرين الماضيين. وحسب ما جاء في التقرير الذي تحصلت "الصباح" على نسخة منه، سجلت وحدة رصد وتوثيق الإنتهاكات الواقعة على الإعلام التونسي بمركز تونس لحرية الصحافة حصول 28 حالة إعتداء تضرّر منها 50 مشتغلا بالقطاع الإعلامي. ومسّت الإعتداءات 14 من الإناث و36 من الذكور يشتغلون في 6 إذاعات خاصة وواحدة مملوكة للدولة وأخرى غير ربحيّة، وفي 3 صحف مملوكة للدولة وصحيفتين خاصتين وواحدة حزبيّة، وفي تلفزتين خاصتين وواحدة أجنبيّة وواحدة عموميّة وأخرى غير ربحيّة، وفي 04 مواقع إلكترونيّة. وقد لاحظت وحدة الرصد إرتفاعا في عدد الذين طالتهم التتبعات القضائيّة والذين قدّر عددهم ب17 شخصا أغلبهم في إطار البحث الذي تجريه فرقة الأبحاث العدليّة بالعوينة على خلفيّة ما أطلق عليه "إعتصام إعلام العار" أمام التلفزيون التونسي، ومن بينهم صحفيان يعملان بصحف "دار الصباح" وهما الزميلة منية العرفاوي، وصابر المكشر. وقال التقرير أن "تلك التتبعات أدخلت بلادنا منعرج حبس الصحافيين، حين حوكم الصحافي نزار بهلول ب4 أشهر غيابيا مّما سيثير الشك حول كل التشريعات والتصريحات الحكوميّة الرافضة لسجن الصحافيين." ولاحظ التقرير انخفاضا "للشهر الثاني على التوالي لاعتداءات الأمنيين على الصحافيين"، إذ لم تسجّل إلا حالتين فقط، غير أنّ التقرير لفت إلى أن القوات الأمنيّة "اتهمت على الأقل في تسع حالات بعدم إنجاد صحافيين يتعرضون للشتم والضرب والمنع من العمل رغم أن تلك القوات كانت على عين المكان." ومازالت "رابطات حماية الثورة" تُتهم بترويع الصحافيين حيث تعلقت بها 6 حالات إنتهاك في حين تعلقت بمجموعات نقابيّة وحزبيّة ومواطنين عاديين 4 حالات أخرى. وأبرز التقرير أن شهر جانفي شهد ظهور أنواع جديدة من الإنتهاكات لم نلاحظها في الأشهر الماضية وترتبط أساسا بعدم المهنيّة في تنظيم الندوات الصحفيّة أو الدورات التدريبيّة ومسّت جوهر الحريات الصحفيّة على غرار دعوة الصحافيين لحضور لقاء صحفي مع رئيس الحكومة المؤقت دون طرح الأسئلة عليه أو دعوتهم لحضور دورة تدريبية في الإتصال السياسي تحت إشراف رئاسة الحكومة وبمقر إحدى الوزارات. كما مسّ جزء من الإنتهاكات صحافيين على خلفيّة الخط التحريري لمؤسساتهم الإعلاميّة وشملت فضائيات "الجزيرة" و"الحوار التونسي" و"التونسيّة" و"المتوسط", وموقع "نواة", وجريدة "صوت الشعب".