من الطبيعي أن لا تجد اسرائيل أفضل من هذا الوقت لتنفيذ مشاريعها في تزوير التاريخ ومحاولاتها فسخ الهوية الفلسطينية وهدم كل أثر يثبت حق الفلسطينيين في القدس وتسّمكهم بها عاصمة لدولتهم المستقلة. فالعرب والمسلمون منشغلون بالتقاتل وتصفية الحسابات فيما بينهم وهو ما يجعلهم غير عابئين بما يحدث من مخططات خطيرة تحاك ضد عروبة القدس وضد انتمائها للعالم العربي والإسلامي. فهي تقوم بعمليات هدم متواصلة لعل ابرزها عمليات الهدم التي ينفذها الكيان الصهيوني منذ يوم الاثنين 4 فيفري 2013 لمبان إسلامية تاريخية في الجهة الشمالية من حائط البراق على بعد 50 مترا من المسجد الأقصى بالقدس الشريف تمهيدا لهدمه بهدف إقامة بيعة يهودية ومركز للشرطة ومتحف للعروض على حساب أوقاف اسلامية كانت ضمن حيّ المغاربة. وقد نددت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو بهذه العمليات وهي وإذ تذكّر بالاتفاقيات الدولية بشأن القدس باعتبارها مدينة فلسطينية محتلة، فإنها تدعو المجتمع الدولي من حكومات ومنظمات عالمية واقليمية إلى التصدّي إلى هذه الأعمال الصهيونية الممنهجة تنفيذا لمخطط معلن يستهدف تهويد القدس من خلال طمس ملامحها العربية الإسلامية بدءا بتطويق المسجد المبارك بسلسلة من البيعات والحدائق التوراتية والبناءات التجارية وذلك وفق ما أعلنته بلدية القدس التي أقرّت منذ أشهر مجموعة إجراءات لتغيير معالم البلدة القديمة وفرض الأمر الواقع الذي يرفضه القانون الدولي. وأعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومقرها تونس تجديدها التأكيد على الهوية العربية الإسلامية للقدس التي لا يمكن للإحتلال الإسرائيلي تغييرها مهما أوغل في تزييف الحقائق ونبهت المنظمة إلى أنه من الضروري اليوم السعي بكل قوّة لثني إسرائيل عن تنفيذ مخططها الاجرامي الذي لا يسيء إلى القدس الشريف فقط بل إلى القضية الفلسطينية والسلام العالمي.