أكد حمه الهمامي الناطق باسم الجبهة الشعبية امس ان جميع مكونات الجبهة ومسانديها من منظمات المجتمع المدني والحقوقيين ترفض الشكل الذي قدّم به رئيس الحكومة مقترحه. وقال: "انه مقترح غير سليم في الشكل وفي المضمون قد يؤدي بنا الى مواجهة ازمة جديدة.. فنحن في حاجة الى حل جذري". ورأى ان رئيس الحكومة لم يقطع مع منطق التفرد بالرأي علاوة على افتقاده لبرنامج سياسي واقتصادي واجتماعي مباشر وواضح المعالم من شانه ان يؤمن ما تبقى من الفترة الانتقالية واعتبر ان رئيس الحكومة في حد ذاته مسؤول مثله مثل بقية اعضاء الحكومة على فشلها وعجزها. وأوضح: "نحن فعلا مع حكومة كفاءات وطنية.. لكن لنا رؤية مختلفة لحل الأزمة، نرى ان بلادنا تحتاج اليوم إلى مؤتمر وطني للإنقاذ تشارك فيه القوى السياسية والمدنية الفاعلة يتم خلاله مناقشة الأزمة ووضع البرامج لتجاوزها". وهو في رأيه مقترح لا يتناقض او يوازي مؤتمر الحوار للاتحاد العام التونسي للشغل بل هو مبادرة احياء وتأكيد عليه. وأكد الهمامي على ضرورة وضع أجندا واضحة لما تبقى من المرحلة الانتقالية تشمل موعد الانتهاء من كتابة الدستور وتحديد موعد الانتخابات وتركيز الهيئات التعديلية.. واعتبر ان نجاح المرحلة الانتقالية تحدده العناوين الاقتصادية والاجتماعية الكبرى على غرار تجميد الأسعار والحفاظ على ثروات البلاد وعدم إغراقها في الديون وإيجاد حلول ولو نسبية لازمة البطالة والتصدّي للعنف ووضع حدّ لدعوات القتل والفتنة.. وقال "ان لم يتم إصلاح الأوضاع بشكل جدي من خلال عقد مؤتمر وطني للإنقاذ فلن تتجاوز البلاد أزمتها وستغرق مرة اخرى". وراى ان "اي حل مغشوش بهذا الشكل او ذاك سيزيد في الأزمة ويعمقها ولذلك اختارت مكونات الجبهة الشعبية وكافة مسانديها ان تطرح رؤيتها بكل جرأة ليتم وضع الحلول ودعا في هذا الإطار كل القوى السياسية لتكون شاعرة بخطورة وحساسية المرحلة وذلك بالتفكير في الحلول الخفية". وبين حمه الهمامي ان الجبهة غير مستعدة للدخول في اي حوار الا بعد "الاتفاق على مسالة أولية غير قابلة للمساومة والتعديل وهي التحقيق العاجل في اغتيال الرفيق بلعيد "وأي تباطؤ في نظره في الإجراءات ستكون نتائجه وخيمة فذلك سيشجع على استمرار نهج الجريمة". ودعا الناطق باسم الجبهة الى حل رابطات الثورة والأجهزة الأمنية الموازية وتجريم توظيف المساجد في الدعاية الحزبية والسياسية خاصة ان اولى الدعوات بإهدار دم بلعيد صدرت من المسجد. وذكر ان التهديدات ودعوات القتل تصل يوميا الى رفاق بلعيد في الحزب وتطال أيضاً عددا من الإعلاميين والوجوه السياسية والشخصيات الوطنية.. وقال: "من غير المنطقي ان يقول الجبالي في رسالته الى الاحزاب والمنظمات "اننا فشلنا حكومة ومعارضة" في حين ان الفاشل هي السلطة الحالية الانتقالية فهي المسؤولة عن الأزمة وعلى العطل السياسي وتأخر كتابة الدستور والعدالة الانتقالية والحسم في ملف شهداء وجرحى الثورة كما ان الحكومة أيضاً هي المسؤولة على تطور العنف وهي اليوم لم تبادر -حسب رأيه- الى تقديم رؤية جديدة لتجاوز المشاكل. وردا على سؤال حول امكانية تقارب الجبهة الشعبية مع نداء تونس، او مع الاتحاد من اجل تونس، قال الهمامي انه "من الطبيعي ان تلتقي الجبهة الشعبية مع نداء تونس او الاتحاد من اجل تونس في مناسبات فارقة على غرار اغتيال الشهيد شكري بلعيد"، غير أنه استبعد امكانية تقارب الطرفين وبين انهما اليوم يختلفان في موقفهما من مبادرة الجبالي. وذكر ان المشروع المجتمعي ليس جوانب سياسية وحريات فقط بل يدمج فيه طبيعة الحكم والانتقال الديمقراطي.