تحصل تونسيان مؤخرا على الجائزتين الأولى والثالثة للبحث النقدي التشكيلي بالشارقة وهي الجائزة الدولية الوحيدة في مجال النقد الفني وذلك في مجال بحوث تقدم بها الأستاذان خالد بن المنجي عبيدة وخليل قويعة حول موضوع "الاقتناء الفني العربي". فيما آلت الجائزة الثانية إلى أحمد جارالله ياسين من العراق. كما أشادت لجنة التحكيم، وهي لجنة خبراء دولية، بأبحاث كل من شفيق باكاري وسعيد بوكرامي من المغرب. يتناول الموضوع في هذه الدورة ترويج العمل الفني داخل الاستراتيجيات الثقافية من منظور نقدي وعلمي. يتمثل الكتاب الفائز بالجائزة الأولى لصاحبه خالد بن المنجي عبيدة تناول الموضوع داخل الحيّز العربي الشامل وقد جاء تحت عنوان "السوق الفنية العربية المعاصرة وتحديات العولمة". وتناول فيه بالدرس والاحصائيات واقع السوق العالمية وحظوظ العرب فيها. فيما ورد كتاب خليل قويعة، ويقع في 180 صفحة، حول التجربة التونسية واتخذها كنموذج قابل للدرس والمقاربة والتطوير. وقد جاء تحت عنوان "بنية الذاتية وسلطة النموذج في ظاهرة الاقتناء الفني العربي، من خلال حالة تونس". كما قدم في هذا الكتاب ما يمكن من خلاله تجاوز عديد الاشكاليات العالقة في مسألة الترويج والتسويق ويمكن أن تشمل السلوك الترويجي في تونس كما في العالم العربي. علما أن الجائزة تمّ بعثها منذ سنة 2008 وأول جائزة تحصل عليها التونسي نزار شقرون كما سبق أن توج في نفس التظاهرة عدد من الباحثين في الفنون التشكيلية في تونس من بينهم محمد بن حمودة ومنذر مطيبع وغيرهما. علما أن هذه الجائزة تنتظم برعاية حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المعروف بدعمه للثقافة والفنون وتشرف عليها دائرة الثقافة والاعلام وإدارة الفنون والمركز العربي للفنون بالشارقة والإمارات العربية. وتجدر الإشارة إلى أن مسألة التسويق في قطاع الفنون التشكيلية في بلادنا كغيرها من سائر البلدان العربية تشكو غياب التنظيم لتظل السوق فوضوية وقائمة على العلاقات الخاصة والمحسوبية ولا يتمّ تشريك النقاد وأهل الاختصاص في تنظيم هذه المسألة على نحو يرتقي بالقطاع ويطور جميع آلياته على نحو يعود بالفائدة على مستوى الأعمال والابداع ووضعية الفنانين التشكيليين والنقاد والعارضين. إذ يمكن الاستفادة من هذين البحثين خاصة ما تعلق منه بواقع السوق التونسية في التأسيس لمنظومة فنون تشكيلية متطوّرة.