الجواب: نفس الإنسان ضعيفة الإرادة، قد تخطئ عن غفلة، أو عن قلة تدبر تحصيلا للمنفعة، واستعجالا لها، فالله أكد «وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى» (طه آية 82) لم يقطع امام عبده باب الرجاء، ولم يقصد اشقاءه وتعذيبه، بل فتح امام عبده باب التوبة والرجوع اليه عن ندم، وعن نية عدم الرجعة الى الذنب، فهذا قال عنه «ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا» (الفرقان آية 71) ومن اصر على المعصية فقد قال الله تعالى عنه «ومن لم يتب فألئك هم الظالمون» (الحجرات آية 11) وروى البخاري عن عبد الله بن عمر قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «توبوا الى الله، فإني اتوب اليه كل يوم مائة مرة» وفي رواية أبي داود والنسائي عن عبد الله بن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب» وفي رواية ابن ماجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» لكن يجب ان تكون توبته نصوحا، قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا» (التحريم آية 8) والله أعلم. السؤال: ما حكم الشريعة الاسلامية على الكاذب الذي يشهد شهادة الزور؟ الجواب: لا شيء أقبح من الكذب، ولا أسوأ عاقبة منه، فإنه سبب الشرور، وأساس المفاسد، والزور، فكم بالكذب والافتراء طمست حقائق، وهضمت حقوق، ونشب نزاع وخصام، قال الله تعالى «إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون» (النحل آية 105) وقال سبحانه «واجتنبوا قول الزور» (الحج آية 30) وقال تعالى «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون» (النحل آية 116) روى ابن ماجة عن ابن عمر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار» وفي رواية «من شهد على مسلم شهادة ليس لها بأهل، فليتبوأ مقعده من النار» وفي رواية احمد والطبراني قال رسول الله صلى عليه وسلم «كبرت خيانة أن تحدث أخاك هو لك به مصدق، وانت له كاذب» الكذب، والزور، وكذلك النفاق من النقائص الموبقة، والشرور المحدقة، فاتقوا الله. روى البخاري ومسلم قول رسول الله عليه الصلاة والسلام «عليكم بالصدق يهدي الى البر، وإن البر يهدي إلى الجنّة، وما يزال العبد يصدق، ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإنه يهدي الى الفجور، إن الفجور يهدي الى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابا» والله أعلم