شهدت مدينة تبرسق خلال الأيام القليلة الفارطة حادثة أليمة تمثلت في احتراق حارس المستودع البلدي بينما كان يباشر عمله داخل المستودع بعد أن التهمته النيران في ظروف مسترابة، ورغم نقله إلى مستشفى الجهة ومنه إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس فإنه فارق الحياة بعد ثلاثة أيام من الصراع مع الآلام والموت متأثرا بالمضاعفات البليغة للحروق والجروح الخطيرة التي غطت حوالي 70 في المائة من مساحة جسمه. فماهي أسباب مصرع الحارس حسن الجويني(72سنة)؟ ومن يقف وراء هذه الحادثة المريعة التي اهتزت لها جهة تبرسق في الآونة الأخيرة ومازالت حديث المتساكنين إلى اليوم في ظل الغموض الذي مازال يكتنف الواقعة؟ "الصباح" التقت بإحدى قريبات الضحية(ابنة زوجته) فأفادتنا بأن العائلة مازالت تحت تأثير الصدمة "لم نستوعب بعد هول الفاجعة التي نزلت علينا.. لم نصدق مصرع والدنا بتلك الطريقة الأليمة جدا"، مضيفة ان"التحريات لم تتوصل بعد إلى كشف الحقيقة التي نصر على معرفتها". كتلة بشرية ملتهبة وعن وقائع الحادثة قالت محدثتنا:" يعمل عم حسن حارسا بالمستودع البلدي بتبرسق رغم أن عمره تجاوز السبعين بعامين، ويوم الواقعة الذي شهد تساقط الثلج بالجهة واتسم ببرودة الطقس تحول كعادته إلى مقر عمله الذي يتطلب الوصول إليه قطع عدة كيلومترات على ساقية وهي المسافة الرابطة بين مسقط رأسه منطقة زيتون ووسط مدينة تبرسق، وبعد حوالي ساعة من مباشرة عمله تفطن أحد التلاميذ لصراخ داخل المستودع البلدي، وباستجلائه الأمر فوجئ بعم حسن ملقى أرضا وهو يصارع النيران الملتهمة بملابسه الصوفية، فسارع إلى طلب النجدة وسكب الماء عليه حتى تم إطفاء النيران". وأضافت:" إثر ذلك تم نقله إلى المستشفى ولكن نظرا لحالته الصحية الخطيرة وانتشار الحروق بأنحاء شاسعة من مساحة جسمه فقد نقلوه إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين احتفظ به طيلة ثلاثة أيام، ورغم المجهودات المبذولة من الإطار الطبي وشبه الطبي فقد فارق الحياة لتنقل جثته إلى قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة لتشريحها، وباتصالي بالطبيب الشرعي أفادني بأن الحروق منتشرة على ما بين 67 و70 في المائة من مساحة جسم عم حسن واعتذر عن مدنا بأسباب الوفاة احتراما لسرية التحقيق والسر المهني-حسب قوله". فرضيات محدثتنا أشارت إلى أن الأبحاث الأمنية لم تتوصل إلى اليوم إلى كشف النقاب عن ملابسات الواقعة، وأكدت أن بعض العملة بالمستودع ذكروا في شهادتهم أنهم تركوا عم حسن بمفرده وغادروا غير أن أحدهم ذكر أن عم حسن قد يكون احترق أثناء محاولته إشعال بعض الأوراق أو"كرذونة" للتدفئة، وهو ما لا يتطابق مع أطوار الحادثة-حسب قولها- مضيفة "كيف لبعض الأوراق المشتعلة أن تتسبب في تحول شخص إلى كتلة ملتهبة؟ ثم إن المعاينات لم تكشف عن وجود بقايا هذه الأوراق، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول سر وقوع هذه الفاجعة، لذلك نطالب كعائلة الضحية بتكثيف الأبحاث وكشف الحقيقة في أسرع وقت ما". وختمت بالقول:" لقد ظل عم حسن طوال أكثر من 26 سنة يعمل بالبلدية غير أن وضعيته لم تسو، لتفقد أسرته بين عشية وضحاها عائلها الوحيد وأيضا مورد عيشها، لذلك على السلط المحلية والجهوية وخاصة بلدية تبرسق أن تقوم بتسوية وضعية هذا العامل".