حرقة وأنين إستفاق عليها أمهات وأولياء 5 شبان من معتمدية هرقلة بسوسة صباح أول أمس الأحد على إثر تلقي إحدى الفتيات رسالة قصيرة من أخيها ليخبرها بأنه وزمرة من أصدقائه متوجهون إلى سوريا للإلتحاق بمقاتلي المعارضة وعلى إثر بعض الإتصالات لأهالي الشبان ببعض معارفهم في مصالح الديوانة أكدوا لهم أن المجموعة التي وقع ذكر أسمائها بعد أن غابوا عن منازلهم الليلة الفاصلة بين يومي السبت 2 مارس والأحد 3 مارس قد دخلوا الأراضي الليبية الساعة السابعة صباحا. وعلى إثر تأكيد الخبر أصيب أهاليهم بصدمة عنيفة وبثت في المنطقة حالة من الهستيريا والرعب كما دخل أحد الأباء في غيبوبة من شدة وقع الخبر، وهذه المجموعة متكونة من خمسة شبان أصيلي المنطقة وهم هيثم مراد عمره 22 سنة ويدرس بالسنة الثانية هندسة معمارية بالمعهد العالي للفنون الجميلة بسيدي بوسعيد وإبراهيم نويرة عمره 21 سنة ويدرس بالسنة الثانية هندسة مدنية بالمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية وأحمد عمار عمره 22 سنة ويدرس بالسنة الأولى هندسة إلكترونية بالمدرسة العليا للعلوم والتكنولوجيا بحمام سوسة ووسام كشيش عمره 23 سنة وهو عامل يومي وأسامة عمار عمره 19 سنة ويدرس باكالوريا. وفي لقاء مع بعض أهالي المنطقة عبروا عن إستغرابهم من مثل هذه الحوادث التي لم تشهدها منطقة هرقلة سابقا وهي المنطقة المتاخمة للبحر والتي يعرف عن أهاليها مدى سلمهم كما أكدوا أن هذه المجموعة من الشبان تنتمي إلى تيار ديني متشدد لكنهم لم يخفوا تساءلهم عن مصدر الأموال التي تكفلت بهذه الرحلة الشاقة ل5 أشخاص، لذا حاولنا على إثر ذلك الاستفسار من أحد المنتمين إلى تيار ديني فأكد لنا أحدهم أنه لا وجود لأي جهة تقوم بتمويل هؤلاء المجاهدين ولكن الشخص الذي يقرر الذهاب يقوم بجمع المبلغ ثم يسافر إلى ليبيا ومن هناك إلى أحد الدول المجاورة لسوريا حيث تكون الحدود مفتوحة لمرورهم. وللاشارة فان حسرة أباء وأمهات وأقارب هؤلاء الشباب اليافعين بلغت حدود الجنون خاصة بعد الأشرطة المصورة لبعض العمليات الإنتقامية التي إدعى مصوّروها أنها لجثث شبان تونسيين بسوريا فالكل يرجوا أن تقبض عليهم دوريات أمن بدول مجاورة قبل أن يضعوا أقدامهم في وطن أخطر من بحر هرقلة فحقا الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود.