الجواب: الرياء نقيصة لا تغتفر و»المراؤون هم طاعون الفضيلة» كما قيل. وقد قال الله تعالى في شأنهم «إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم، واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا، مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا» (النساء 142 ? 143) وقال في آية اخرى «يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رياء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر» (البقرة 264) والعلماء أكدوا أن الصدقة المشفوعة بالمن والأذى لا يقبلها الله لأن في ذلك رياء. قال تعالى «قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم» (البقرة 263). فالرياء قيل «هو تكريم تقدمه الخطيئة الى الفضيلة» وقد قال أحد الشعراء مميزا بين نظرة الجاهل للدين ونظرة العارف: «الدين عند الجاهلين بلاء وغلاظة وتعصب ورياء والدين عند العارفين تكامل ولطافة وسماحة وإخاء» والله أعلم * السؤال: من الأقوال المأثورة عن بعض الصالحين «في الأرض أمانان من عذاب الله فرفع احدهما» فما هما الامانان ومن منهما رفع؟ الجواب: من المأثور «كان في الأرض أمانان من عذاب الله سبحانه وتعالى فرفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به، أما الامان الذي رفع فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الأمان الباقي فهو الاستغفار. قال الله تعالى «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون» (الأنفال 33) فما كان من مقتضى سنة الله ورحمته وحكمته أن يعذب قريش والرسول صلى الله عليه وسلم موجود بينهم، لأنه انما أرسله رحمة للعالمين لا عذابا ونقمة، وما عذب الله أمة ونبيها فيها، وكذلك ما كان الله ليعذبهم عذاب الاستئصال في الدنيا الذي عذب بمثله بعض الأمم السالفة وهم يستغفرون، فبعض المؤمنين مازالوا يجاورون الكفار في مكة بعد الهجرة وهم يطلبون من الله المغفرة. كذلك بعض أولاد الكفار المولودين منهم يؤمنون بالله ويستغفرونه، فالاستفغار يدفع العذاب باذن الله تعالى.