بقلم: العربي بنحمادي-هذه المقامة عبارة عن حوارداربيني واحد تلامذتي المرسم بالسنة اولى ثانوي بأحد معاهد تونس الكبرى وذلك قبل ثلاث سنوات من الثورة ومن تقاعدي عن التدريس. سأل الأستاذ سؤالا من أربعة أبواب: ما حصيلة سبعين إن قُسّمت على عشرة أفراد؟ تاه سامي وما عرف الجواب ما عدد الأرجل لدى تسعة كلاب؟ راح سامي باحثا عن آلة حساب ما نِسبة التخفيض في ثمن كتاب؟ صاح الجميع ما طرقنا قطّ هذا الباب ما مساحة الدائرة المحدّدة الأبعاد؟ صاح سامي مذعورا، ما هذه الألغاز؟ فما الحصيلة يا سامي طوال عشرية؟ أجاب مُنْتَشيا ، سيدي القسمة التقليدية هكذا ، سامي القسمة التقليدية؟ نعم سيدي، هذا ما تعلمت في الابتدائية والإعدادية وهي حصيلتي النهائية. آلا يمكنني ذلك من بلوغ الكلية؟ سامي، لعلك تقصد أحد معاهد مَحْوالأمية؟ مالك سيدي، تسخر من مداركي الذهنية باعتباري مُذْنِب وأنا في الأصل ضحية آلم تبلغك (فازة )الخمسة وعشرين بالمِيّة؟ التي تُحَوّل العرجاء سوية؟ والحمقاء ذكية و العشرة تنقلب مِيّة أما إذا أُسْنِدت لنا أعدادنا الفعلية وحُرِمْنا من الدعم ، خلافا للإرادة الشعبية تُوَجّه للمعنيين رسائل تحذيرية قبل اللجوء للوسائل الجدية وبذلك نَسْترْجع حقوقنا الشرعية المنصوص عليها بالوثائق الرسمية والآن ما الحصيلة الثقافية ؟ سيدي، هي بالأساس رياضية يعود الفَضْل فيها، للوسائل السمعية البصرية التي تُسَبّح صباحا مساء وكل عَِشّية بمعجزاتنا البطولية وانجازاتنا التاريخية فعَمْت البلاد نقاشات جد قوية فأصبحنا نُفرّق بين المجيرة والحية ونزورمقاهي لاعبينا المعمورة البَهِيّة والتْعَرْف عل مغامراتهم العاطفية أما الصحف اليومية والأسبوعية، فلم تُهْمِل القضية فعلقنا على صدورنا وفي غرف نومنا صورهيفاء و نانسي وصَفِيْة وكل أنواع الأحذية الرياضية وأصبح حلمنا "رونالد ينو"وبدرة وبيه وملايين *دليلك ملك* وخُزَعْبلاته الليلية وان تعذرذلك ، نسبح صوب السواحل الايطالية أما مسيراتنا فلقد أصبحت شرعية فَعَرْبدنا داخل وسائل النقل الحَضَرِيّة والريفية مُرَدِّدين أهازيجنا وأغانينا الصوفية التي ستصبح قريبا مادة جديدة اختيارية سامي، ماذا عن لغة التخاطب فيما بينكم؟ سيدي،هي لا شرقية لا غربية لا عربية لا دارجة لا فرنسية ولا انجليزية وهي مُرَشَّحة أن تصبح لغة عالمية «وتحمل علامة تسمى «موزاييك التونسية» و يقال عنها تشويها ،سوقية ثم أتى دورالأستاذ ليسأل نفسه متى تعود للكتاب مكانته الطبيعية؟ ويتصالح الشباب مع الشابي وصليحة وسامية جمال الراقصة المصرية؟ ويناقش أفكارالمعري ومالك واقليدس من خلال الشبكة العَنْكبوتية؟ أي تصبح له هوية وينطق سامي القسمة الاقليدية لا التقليدية