على خشبة المسرح، ومن أمام كاميراوات المخرجين سطع نجم ضيفنا ليحفر إسمه كنجم في عالم التمثيل. أما هي فمن عالم الرالي، ومن خلف مقود سيارتها بزغ نجمها في الرياضة الميكانيكية. حسام الساحلي (ممثل): الرياضة والفن فسيفساء الابداع تعودنا منه الصراحة والجرأة، نقد فنجح، وضع مسرحه على الجرح فأبدع وتفنن، من عالمه أخذناه لنسأله عن عالم الرياضة فأجابنا بحب. كفنان ناقد، كيف تُقيّم لنا الرياضة التونسية؟ بالنسبة إلي الرياضة عالم كبير، لا حدود له، يتفرّع كشجرة كبيرة في أرض صلبة، ولكنه أيضا سيف ذو حدّين يداوي ويجرح وهنا تكمن خطورته. كمخرج مسرحي، لو توفرت لك فرصة لاخراج عمل مسرحي موضوعه الرياضة، فماذا ستنقد؟ هناك عدّة نقاط هامة يمكن أن تكون موضوعا هاما وخطيرا على خشبة المسرح، أولا نتحدث عن إدمان الشباب بكرة القدم إلى درجة مخيفة، ثم عن خنق أحلام هؤلاء الشباب بالنجومية في هذا المجال. وأين الجمهور الرياضي من كل هذا؟ هو بطل المسرحية الذي كان مجرد أداة في يد البعض، ولكن سعدنا بأن شباب «الفيراج» هم من صرخوا ودافعوا عن الحرية في هذا البلد. إذن الرياضة سحبت البساط من الفن وأصبح الرياضيون نجوما أعلى من الفنانين؟ هو واقع شئنا أم أبينا علينا الاعتراف بذلك ولكن الفن يبقى سيد الفكر وعشاقه كثيرون، ويمكن القول إن كلا المجالين هما نجمان يسطعان في تونس، بل يكملان بعضهما البعض ليكونا فسيفساء رائعة. هل تمنيت أن تكون رياضيا ذا نقوذ ومال؟ الفن وحده حلم الطفولة، وواقع الحاضر وأمل المستقبل، ويمكن لأي شخص أن يكون نجما في عالمه، فالرياضي لن يكون فنانا، والعكس صحيح. ربما الرياضي يتمتع بأجر أغلى بكثير من الفنان، ولكننا نبقى أثرياء بفننا وعقولنا وحبنا للمسرح والسينما والتلفاز. هند الشاوش (الرياضة الميكانيكية): أمينة فاخت صوت ذهبي ولكن من عالم السيارات والصحراء، سألناها عن الفن التونسي، فأجابت بذكاء،امرأة تعرف ماذا تقول، بصراحة أجابت عن عالم مختلف عنها. عندما تكونين في سيارتك، ماذا تسمعين من أغان تونسية؟ أنا أعشق زياد غرسة، لطفي بوشناق، ألفة بن رمضان وأمينة فاخت هذا الصوت الذهبي الذي ضاع سدى. وأين صابر الرباعي من كل هذا؟ هو نجم تونسي ولكن بعباءة مصرية لبنانية، وكدنا ننسى صوته العذب بكلمات تونسية. إذن تؤمنين بالموسيقى والكلمة التونسية؟ أكيد جدا، ولكن لسوء الحظ لم يعد فننا كما كان سابقا، لقد انتهى مع علي الرياحي والهادي الجويني وعلية وصليحة. ولكن الفن التونسي أصبح يعتمد على «الراب» الشعبي؟ ولكن «الراب» ليس تونسيا ويزعجني كثيرا من يقول هذا، ولن يعوض هذا الفن الكلمة الجميلة التي كنا نسمعها. وما الحلّ حسب رأيك للخروج من أزمة احتضار الفن التونسي؟ الصوت التونسي الجميل موجود، ولكن ينقصنا الدعم المادي والاهتمام بفنانينا جيدا وتشجيعهم على العطاء، وعدم كسر طموحهم. ولكن يبقى هذا مجرّد كلام فضفاض... نريد حلاّ ملموسا؟ الحلّ في مهرجان قرطاج، عوض استدعاء فنان كبير، نقوم بدعوة أربعة أو خمسة فنانين شبان يحيون حفلا رائعا ثم نقيس بعد ذلك من خلال استجواب الجمهور، ومن يكّون قاعدة جماهيرية كبيرة يصبح نجم قرطاج وهذا الحل يرضي جميع الأطراف إدارة المهرجان التي تجني المال والفنان يعيش بكرامة والجمهور الباحث عن الفن التونسي والرفاهية.