وبعض الضحايا نصيبهم "القبرية" فقط - الجديد:جهاز طرفي للمراقبة بالأقمار الصناعية مثبت بمراكب الصيد - اعاد غرق مركب الصيد «لا فكتوار» وفقدان 13 بحارا منذ الخميس قبل الماضي ملف التأمين على الصياد وتأمين وسائل الانقاذ والتدخل السريع على السطح. ورغم ان حوادث الغرق متكررة الا انه لم يقع اتخاذ الاجراءات اللازمة ولا ايضا توفير وسائل الانقاذ حيث يتحدث المعنيون بقطاع الصيد البحري عن غرق ما لا يقل عن 20 مركب صيد منذ سنة 2000 حتى الخميس قبل الماضي. كما ابتلع البحر 71 بحارا في 5 سنوات وقد أفاد مصدر من الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري انه خلال الاعوام الخمسة الاخيرة كانت التكلفة باهظة في العباد والعتاد منها غرق مركب صيد تابع لميناء قليبية بسواحل الهوارية ووفاة 5 بحارة. كما ذهب 5 بحارة ضحية غرق مركب صيد تابع لميناء بنزرت وذلك سنة 2011 واسم المركب «ميرلان» وغرق مركب صيد بالجرّ في سواحل المنستير على متنه 13 بحارا.. وفي 2009 غرق مركب «طارق» قبالة الحقل النفطي عشتروت (غير بعيد عن موقع غرق مركب «لا فكتوار» الخميس قبل الماضي) على متنه 11 بحارا بينهم من بقي مفقودا الى اليوم.. وكذلك في نفس العام مركب الصيد «يوسف» (مسجل باسم ميناء صفاقس) غرق بسواحل المنستير انتشل منه ثلاثة بحارة احياء ومات ستة وواحد مفقود حتى اليوم. سنة 2010 لم تمر دون فواجع بحرية حيث غرق قبالة سواحل جرجيس مركب صيد (مسجل باسم ميناء صفاقس) يسمى «علي كانيش» على متنه 13 بحارا نجا منهم خمسة ومات ثمانية. كارثة مماثلة في جانفي 2012 البحارة بجميع الموانئ وخاصة ميناء صفاقس عادت بهم الذاكرة الى يوم 18 جانفي من السنة الماضية حيث غرق بسواحل جرجيس مركب «مفيدة» وبفضل تدخل مراكب صيد اخرى كانت قريبة منه تم انقاذ خمسة بحارة ومات خمسة اخرون وبقي ثلاثة مفقودين استعيدت جثة واحد منهم من زوارة الليبية والجثتان الاخريان من شاطئ طرابلس. حوادث المراكب لا تتوقف عند الغرق بل هناك حوادث احتراق في عرض البحر حيث بيّن مصدرنا بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وفي اغلبها تمّ انقاذ البحارة الموجودين على متنها وبعضهم غرق.. مركب الوسلاتية في قاع البحر منذ سنوات و8 بحارة مفقودين إلى اليوم والثابت أن مركب «لا فكتوار» الذي تغير مكانه بعد ان تم تحديده الاحد الماضي ولم يقع التعرف على موقعه الجديد بعد ان جرفته المياه اعاد الذاكرة لحادثة غرق مركب الوسلاتية على مشارف حلق الوادي في عمق 110 امتار ولم يقع سحبه الى اليوم حيث كان على متنه 12 بحارا ثمانية منهم مفقودين الى حدود هذه الايام. وهذه الحوادث تطرح من حين لآخر مشكلة الانقاذ والاسعاف السريع وهنا يقول نورالدين بن عياد كاتب عام الجامعة الوطنية للصيد البحري باتحاد الفلاحين: مركب «لا فكتوار» غارق في عمق 56 مترا ومع ذلك لم نعثر له على اثر بعد اسبوعين وهذا يحيلنا على مشكل رئيسي وهو فقدان التجهيزات اللازمة للتدخل وكذلك غياب اجهزة الاغاثة والتدخل السريع عن كل الموانئ.. لقد طالبنا مرارا بجهاز قار للتدخل عند الحوادث البحرية.. ضعف الامكانيات والتجهيزات حالا دون انقاذ عديد المراكب التي اطلقت نداءات استغاثة وفي هذا السياق يقول علي شعور رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بصفاقس: 13 بحارا مفقودون ولم نتمكن من اكتشاف الجثث ولا ايضا سألت عن ذلك السلط او رأينا وزيرا يتدخل ويتصل بالاهالي لشد ازرهم رغم اننا منذ 2005 قد طالبنا بوسائل نجدة سريعة وغطاسين محترفين جاهزين في اية لحظة في كل الموانئ.. كما طالبنا بصندوق كوارث لكن دون جدوى.. التأمين وحدود رخصة الصيد الساحلي بالاضافة الى ذلك اكد علي شعور انه تم الاتفاق على تطوير اجهزة الاتصال لمراقبة مراكب الصيد وذلك بتجهيز المراكب بجهاز طرفي للمراقبة بالاقمار الصناعية وذلك ابتداء من اخر ديسمبر المقبل. وبخصوص التأمين يشكو المجهزون والبحارة من المنظومة المعتمدة اذ يرى نور الدين بن عياد: لقد ارهقنا هذا الملف المطروح سواء في وزارة النقل فالرخصة التي يحصل عليها صاحب المركب رخصة صيد ساحلي وشركة التأمين تشترط الا يتجاوز المسافة 20 ميلا وكلما وقع تجاوز هذه المسافة لا تعترف مؤسسة التأمين باي ضرر او تعويض والحال ان البحارة مجبورون على تجاوز هذه المسافة او مفروض علينا الصيد في المياه الاقتصادية الخالصة اي ما بعد المياه الاقليمية. اما البحار فهو خاضع لمنظومة الضمان الاجتماعي لكن.. تعويضات هزيلة وهذا السبب.. في السياق ذاته قال علي شعور: في السابق كان يتم التأمين على البحار والمركب وكل متضرر بمقدوره ان يحصل على تعويض محترم لكن منذ 2004 اصبح البحار خاضعا لمنظومة الضمان الاجتماعي والمجهز يسدد مساهماته حسب التعريفة الصناعية والاجر الادنى رغم ان البحار يعمل «بالباي» وعمله غير متواصل مما يعني ان عائلته تحصل على تعويض بسيط للغاية وجراية ضعيفة اما اذا كان البحار المتضرر اعزب فلا يحصل اهله الا على «القبرية» وهو مبلغ مالي خاص بمراسم الدفن. ولم يخف المتدخلون في شأن الصيد البحري والمجهزون مناداتهم المستمرة بتحسين خدمات التأمين للبحارة بدل بقائهم تحت منظومة التأمين على الحوادث المهنية كما طالبوا وزارتي النقل والفلاحة بتطوير القوانين وبحوار وطني وبتخصيص كاتب دولة للصيد بمقدورو اقرار منظومة خاصة بالبحارة والمجهزين. خاصة ان التعويض يتمّ حاليا حسب نظام الحوادث المهنية ومدة العمل والورثة.
بعد ظهور جثة محمد الورغمي أهالي الحنشة يغلقون قبرا من مجمل خمسة ◄والد مفقود من طبرقة يرابط بميناء صفاقس منذ أيام والعثور على "برنوص الرايس" عثر مساء أول امس السبت أحد الصيادين على جثة تطفو فوق سطح الماء قرب سواحل قرقنة تبين بعد التعرف عليها انها لمحمد الورغمي من منطقة اولاد حمد بالحنشة. هذه الجثة نقلها الحرس البحري الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس لتشريحها وكانت اول واحدة تغلق احد القبور الخمسة التي جهزها اهالي الحنشة للمفقودين الخمسة منذ الخميس قبل الماضي. وتتواصل عمليات البحث عن المفقودين من قبل جيش البحر والحرس البحري وكذلك اصحاب مراكب الصيد الا انه لم يقع الى الآن تحديد الموقع الجديد للمركب الغارق «لا فكتوار» بعد ان جرفته المياه من الموقع الاول الذي حدد حسب فرق الغطس والمراكب. وتجدر الاشارة الى ان ال13 بحارا المفقودين ينتمون لعدة جهات منها طبرقة حيث يرابط والد احد المفقودين منذ ايام بميناء صفاقس في انتظار العثور على جثة ابنه رافضا بذلك كل الدعوات لايوائه.. وكذلك هناك مفقودون من الكاف والمهدية ومناطق من ولاية صفاقس على غرار الحنشة التي فقدت خمسة بحارة في مركب "لا فكتوار".