بداية من 6 ماي: انقطاع مياه الشرب بهذه المناطق بالعاصمة    الأطباء الشبان يُهدّدون بالإضراب لمدة 5 أيّام    خبر سارّ: العشرية الثانية من شهر ماي مُمطرة    الرابطة الأولى: الاتحاد المنستيري يتعادل مع البقلاوة واتحاد بن قردان ينتصر    نابل: رفع 219 مخالفة اقتصادية خلال شهر أفريل المنقضي    القصرين: قافلة صحية متعددة الاختصاصات تحلّ بمدينة القصرين وتسجّل إقبالًا واسعًا من المواطنين    نادي ساقية الزيت يتأهل لنهائي الكأس على حساب النجم    كلاسيكو اوفى بوعوده والنادي الصفاقسي لم يؤمن بحظوظه    ماراطون لندن يستقبل رقما قياسيا لطلبات المشاركة في سباق 2026    سامي بنواس رئيس مدير عام جديد على رأس بي هاش للتأمين    طقس الليلة: الحرارة تصل الى 27 درجة    وزير النقل يدعو الى استكمال أشغال التكييف في مطار تونس قرطاج استعدادا لموسم الحجّ وعودة التّونسيين بالخارج    منوبة: 400 تلميذ وتلميذة يشاركون في الدور النهائي للبطولة الاقليمية لألعاب الرياضيات والمنطق    "براكاج" يُطيح بمنحرف محل 26 منشور تفتيش    إحالة رجل أعمال في مجال تصنيع القهوة ومسؤول سام على الدائرة الجنائية في قضايا فساد مالي ورفض الإفراج عنهما    غدا.. قطع الكهرباء ب3 ولايات    دقاش: شجار ينتهي بإزهاق روح شاب ثلاثيني    بداية من الاثنين: انطلاق "البكالوريا البيضاء"    بعد منعهم من صيد السردينة: بحّارة هذه الجهة يحتجّون.. #خبر_عاجل    البنك الوطني الفلاحي: توزيع أرباح بقيمة دينار واحد عن كل سهم بعنوان سنة 2024    الكلاسيكو: الترجي يحذر جماهيره    في اليوم العالمي لحرية الصحافة: نقابة الصحفيين تدعو لتعديل المرسوم 54    عاجل/ سرقة منزل المرزوقي: النيابة العمومية تتدخّل..    "البيض غالٍ".. ترامب يدفع الأمريكيين لاستئجار الدجاج    وزير التربية يؤدي زيارة إلى معرض الكتاب بالكرم    الحج والعمرة السعودية تحذّر من التعرُّض المباشر للشمس    سوسة: القبض على شخص مصنف خطير وحجز مواد مخدرة    دراسة جديدة: الشباب يفتقر للسعادة ويفضلون الاتصال بالواقع الافتراضي    البطولة العربية للرماية بالقوس والسهم - تونس تنهي مشاركتها في المركز الخامس برصيد 9 ميداليات    الحكومة الإيرانية: نخوض المفاوضات مع واشنطن لأننا لا نرغب في نزاع جديد بالمنطقة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    عاجل/ ضحايا المجاعة في ارتفاع: استشهاد طفلة جوعا في غزة    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    المأساة متواصلة: ولادة طفلة "بلا دماغ" في غزة!!    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    بطولة الكويت : الدولي التونسي طه ياسين الخنيسي هداف مع فريقه الكويت    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    سعيّد يُسدي تعليماته بإيجاد حلول عاجلة للمنشآت المُهمّشة    التلفزيون الجزائري يهاجم الإمارات ويتوعدها ب"ردّ الصاع صاعين"    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    افتتاح مهرجان ربيع الفنون الدّولي بالقيروان    الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية    السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام    الاستعداد لعيد الاضحى: بلاغ هام من وزارة الفلاحة.. #خبر_عاجل    ترامب ينشر صورة بزيّ بابا الفاتيكان    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بمشروع مدني بيئي وثقافي    مقارنة بالسنة الماضية: إرتفاع عدد الليالي المقضاة ب 113.7% بولاية قابس.    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفصل بين الدعوي والسياسي على طاولة النقاش.. و المؤتمر القادم للحركة بعد سنة
راشد الغنوشي في حوار ل"الصباح":

- مشروع قانون تحصين الثورة ما زال مطروحا داخل "التأسيسي"..لكن الأولوية للدستور ولقانون العدالة الانتقالية -
ندعم حوارا وطنيا شاملا تحت لواء الشرعية - لسنا مع إقصاء اي حزب من الحوار الوطني ونداء تونس ممثل بعدد من النواب في المجلس التأسيسي - دافعنا عن مكانة المرأة في كل المستويات الاجتماعية بما في ذلك أن تكون رئيسة للبلاد - الحركة ليست مشيخة هناك شيخ على رأسها يأمر فيطاع.. هذه حركة حديثة تتسع لوجهات نظر كثيرة وتحتكم في النهاية للمؤسسات - أين سأكون في المستقبل.؟ المستقبل لا يعلمه الا الله.. - سنرفع قضية ضد كاتب عام نقابة السجون - ..بنية حركة النهضة أنها حزب مفتوح يلتقي على تصور للإسلام السمح والمعتدل ويتسع لمواقف وآراء واجتهادات كثيرة..
تونس-الصباح
اجرى الحوار: رفيق بن عبد الله- خليل الحناشي - كشف السيد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في حوار حصري ل"الصباح" أن الحركة ستعقد مؤتمرها في غضون سنة لمواصلة النقاش حول امكانية الفصل بين المهمة الدعوية والثقافية والمهمة السياسية داخل الحركة..والذي شرعت فيه في مؤتمرها السابق الذي عقد في جويلية 2012.
ورد الغنوشي في سؤال تعلق بمسقبله داخل الحركة واستعداده شخصيا للتنحي عن رئاسة الحركة وامكانية صعود قياديين جدد، قال بأن الأمر سابق لأوانه..وأن "مستقبله لا يعلمه الا الله" لكنه المح أن المؤتمر القادم للحركة قد يميز في الغالب بين المجالين الدعوي والسياسي..
وقال الغنوشي أن الحركة مستعدة لتقديم حلول وسطى ووفاقات من أجل التسريع في كتابة الدستور واجراء الانتخابات وانهاء المرحلة الانتقالية...مشيرا إلى أن قرار تحييد وزارات السيادة كان من باب المصلحة الوطنية والقرار اتخذه مجلس الشورى. مجددا دعم الحركة للحوار الوطني لكن لواء الشرعية حسب تعبيره، نافيا اقصاء اي طرف سياسي من الحوار..
أما في ما يتعلق بمشروع قانون تحصين الثورة..فقد أكد أن الأولوية الآن ستعطى لكتابة الدستور ولمشروع العدالة الانتقالية..ووصف الاتهامات الموجهة اليه كونه طلب تقارير أمنية ترفع اليه مباشرة بالكذب والبهتان، مفيدا انه كلف محامي الحركة بتقديم قضية ضد كاتب عام نقابة السجون..وتناول الحوار عدة مسائل ومستجدات على الساحة الوطنية وموقف الحركة منها..في ما يلي نصه:
+ اليوم سيقدم السيد علي العريض حكومته الجديدة إلى المجلس التأسيسي لنيل الثقة..كيف ترون حظوظ حكومة العريض في النجاح خاصة في ما يتعلق بالتمهيد للانتخابات المقبلة والالتزام بعدة ملفات حيوية مثل الاستقرار السياسي والأمني..
- في البدء نبارك للشعب التونسي حكومته الجديدة نرجو من الله ان تكون بشرى خير وان تحقق اضافة حقيقة ستنجز ما عجزت عنه وما لم تتمكن من تحقيقه الحكومة السابقة خاصة وهي تحظى بقبول عام أضفى ما أضفى على الأجواء العامة في البلاد حالة هدوء وحالة استبشار ولذلك لا نتوقع ان تجد الحكومة صعوبة في اعتمادها اليوم في المجلس التأسيسي بل من المنتظر أن تحظى بمستوى عال من القبول والتزكية.
الحوار الوطني
+ في برنامج الحكومة هناك نقطة مهمة تتحدث عن الحوار الوطني..كيف ترى مسألة الحوار..؟. واي دور يمكن ان تقوموا به في هذا الاتجاه دون اقصاء أي طرف سياسي؟
- نحن ندعم كل مسعى للحوار الوطني في اتجاه البحث عن حلول وفاقية لمشكلات البلاد وتهيئة الأجواء العامة وتهدئة استعداد للانتخابات حتى تصل البلاد لانتخابات وضعية عامة مقبولة في وفاق وطني.
طبيعة الانتخابات أنها ترفع من مستوى التجاذبات وبالتالي الأوضاع تحتاج الى تهدئة والحوار يستهدف مصالحة وطنية شاملة ووفاقات حول القضايا الكبرى المطروحة رغم ان جزءا من المشكلات المطروحة ينتظر ان يعلن المجلس التأسيسي عن إجابات عنها هذه الأيام مشغول بتحديد موعد للانتهاء من كتابة الدستور وموعد للانتخابات وتحديد موعد لباقي الهيئات التعديلية، فاذا توفق المجلس التأسيسي بذلك سيكون جزءا كبيرا من الأسئلة المطروحة قد اجاب عنها، وهو ما سيمثل قطب جذب مشترك للحياة السياسية، وسيتجه الجميع نحو موعد الانتخابات الذي سيحدد وهذا حصل مع حكومة السيد الباجي حين كانت البلاد في اضطراب شديد، لكن بمجرد أن اعلن عن الموعد الانتخابي حتى هدأت الأوضاع واتجه الجميع الى إصلاح وضعه بدل مشاكسة الآخرين.
+ اذا انتم تدعمون مشاركة جميع المكونات الحزبية في الحوار الوطني دون اقصاء؟
ندعم حوارا وطنيا شاملا تحت لواء الشرعية وهنا يمكن ان يتلقي مقترح الاتحاد العام التونسي الشغل ومقترح رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس التأسيسي تشترك كل هذه الأطراف على الحوار الوطني الشامل وربما يكون تحت قبة المجلس التأسيسي مصدر الشرعية الأصلي.
+ هل هناك اعتراض على حركة نداء تونس للمشاركة في الحوار
نحن لسنا مع إقصاء اي حزب من الحوار الوطني ونداء تونس هو ممثل بعدد من النواب في المجلس التأسيسي.
النظام السياسي
+ آخر حوار لكم نشر في جريدة "لابراس" دفعتم بمشاورات تشكيل الحكومة بإعلانكم عن قبولكم تحديد وزارات السيادة...هل الحركة قادرة عن تقديم تنازلات اخرى خاصة في ما يتعلق بحل النقاط الخلافية ذات علاقة بمسار كتابة الدستور مثل النظام السياسي..؟
- تحكمنا المصلحة الوطنية مصلحة وطننا في العبور بنجاح نحو ديمقراطية مستقرة آمنة مزدهرة حولها اجماع او ما يشبه الاجماع هذا موجه رئيسي لسياساتنا، ومن اجل ذلك، لا نعتبره تنازلات بل نعتبره واجبات وطنية.
تقديرنا ان النظام البرلماني هو النظام الأفضل فمعظم الأنظمة الديمقراطية في العالم برلمانية. النظام البرلماني هو اصل النظام الديمقراطي..وأقدم ديمقراطية في اوربا هي الديمقراطية البرلمانية لأن النظام البرلماني ينقل السلطة من الفرد الى المجلس ونحن قد اوتينا من النظام الفردي بلاء جاء من النظام الرئاسي ..
ومن يعتقد انه يمثل الأغلبية اليوم لن تبقى له هذه الأغلبية.."وتلك الأيام نداولها بين الناس" فلا يمكن ان نصوغ نظامنا السياسي بحسب تقديرنا للمصالح ولموازين القوى بين الأحزاب اليوم لأن الأوضاع في حالة تحول والبلاد في حالة تحول، هناك حزب خرج في اشهر قليلة تفوق على احزاب أخرى ..بحيث لا ينبغي ان نفصل النظام السياسي على مصلحة هذا الحزب او مصلحة ذاك..او من مصلحة هذا الزعيم او من مصلحة ذاك ..وانما ان نصوغه بحسب النموذج الأفضل الذي يضمن عدم عودة الدكتاتورية وينقل السلطة فعلا من الفرد إلى المجتمع التونسي معبرا عنه بالبرلمان..ان كان شركائنا السياسيون لا يشاطرونا هذا الرأي نحن لم نسمع منهم حجة مقنعة لكن مع ذلك نحن عبرنا استعدادنا للبحث عن وفاقات عن حلول وسطى ..في مرحلة انتقالية نحتاج الى الوفاق..الى نظام برلماني معدل مثل النظام البرتغالي لا نستنسخه بل نقترب منه..
توافقنا تقريبا في "الترويكا" على اعتبار النظام البرتغالي الذي هو مزيج بين الرئاسي والبرلماني..السلطة التنفيذية تكون عند الحكومة بشراكة مع الرئاسة لكن دون تداخل فالرئيس ينتخب من الشعب وله سلطات رقابة سلطات تحكيمية السلطات كلها بيد الحكومة والرئيس عند الأزمات يتدخل وله نظر في السياسة الخارجية..
يعني "الترويكا" في حوارها اتجهت اتجاها وفاقا في هذا الموضوع رغم ان الحركة تقديرها ان السلطة التنفيذية لا يجب ان تنقسم ونحن جربنا اسنة الماضية اكبر أزمة مرت بها الحكومة المؤقتة، حكومة الجبالي. وتعود هذه النقطة الى تداخل بين سلطة رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية في مجال تنفيذي وهي نقطة تسليم البغدادي المحمودي، وهي المرة الوحيدة التي كتب فيها رئيس الدولة استقالته هي بتلك المناسبة والسبب تداخل الصلاحيات..
اذا اردنا أن تسير الدولة سيرا منتظما يجب ان نبتعد عن المجاملات وعن التسويات وان نلتزم بالمبادئ فالنظام الرئاسي له منطقه والبرلماني له منطقه فإما نأخذ النظام الرئاسي بحسناته وسيئاته او نأخذ النظام البرلماني بحسناته وسيئاته لانه لا يوجد نظاما مثاليا ..الأنظمة تأتي لتعالج الأخطار التي سبقته حتى لا تتكرر نحن المشكل الذي جاءت من الثورة لتعالجه في تونس هي مشكل الاستبداد ..
فما ينبغي ان يعود الاستبداد من النافذة، الاستبداد دخل علينا من باب الاستبداد الرئاسي الذي تغوّل..يقال ان البرلمان يمكن ان يتغول وهذه حجتهم في ذلك، ولكن هناك فرق بين تغوّل الفرد وبين تغوّل المجلس.. في كل الأحوال المجلس التأسيسي يمثل 19 حزبا وفيه مستقلون، فهل يمكن تصور المجلس التأسيسي الآن يتغول صعب ان يتغول لأنه بسبب الطبيعة التعددية للبرلمان بينما الرئاسة فرد يمكن ان يستخدم سلطاته بشكل تجاوزي لكن على كل حال مضينا في هذا الطريق للبحث عن حلول وسطى عن وفاقات من أجل التسريع في كتابة الدستور واجراء الانتخابات وانهاء المرحلة الانتقالية.
+ في نفس الاطار كثر الحديث عن مشروع قانون مثير للجدل وهو مشروع قانون تحصين الثورة. هناك من يرى انه سيعطل كتابة الدستور وهناك من القياديين في الحركة من راى انه من الأصلح التنازل عن هذا القانون او تجاوزه ؟ كيف تردون على هذا الرأي؟
- هذا القانون لا زال مطروحا على التأسيسي وطرحته خمس كتل كبرى في المجلس لكنه لا يزال مشروعا من بين مشاريع اخرى.. لا شك ان الأولوية لسن الدستور ..
+ ومشروع العدالة الانتقالية؟
الأولية في تقديري لقانون العدالة الانتقالية وربما لو لم يقع التأخر في قانون الانتقالية او العدالة الانتقالية واشتغلت، لما احتجنا لهذا القانون لذلك انا اعيب تأخر العدالة الانتقالية ولا ارى له مبررا موضوعيا لأن تأخر العدالة الانتقالية دفع بمشروع تحصين الثورة وهو الذي جعل الناس يصابون بحالة قلق لأنهم يرون الفساد قد عاد، وأن الجلادين والنهابين والذين زيفوا الانتخابات رجعوا بوجوه تتحدّى المجتمع بسبب تأخر العدالة الانتقالية.
+ هناك بعض الانتقادات وجهت للحركة بناء على عدة تراكمات وتعلقيات وتصريحات صدرت عن رموز من الحركة وحتى من مؤسسيها وآخرها الأستاذ احميدة النيفر الذي شبّه طريقة ادارتك للحركة ومواقفك بالنهج البورقيبي..وقال إن الحركة لم تقم بنقدها الذاتي..فما رأيك في ذلك؟
- الأستاذ احميدة مفكر متميز ومشارك في انطلاقة التأسيس وانطلاقة الحركة الإسلامية مشاركة معتبرة. وكان لانتقاداته إسهام في تطوير الحركة ورأيه محترم. مما ميّز الحركة الإسلامية في تونس ممثلة في النهضة وأخواتها التي سبقتها: الاتجاه الإسلامي، هو الجانب النقدي هو ان الحركة ظلت باستمرار تنتقد نفسها وأحيانا يكون النقد شديدا مثل الذي تسمعونه من بعض رموز الحركة..
+ تقصدون الشيخ مورو؟
- نعم.
..والذي يقع تلقيه بألم من قبل قواعد الحركة ولكن بنية الحركة لاسلامية النهضة ليست بنية حزب حديدي هي حزب مفتوح يلتقي على تصور للإسلام سمح ومعتدل ويتسع لمواقف وآراء واجتهادات كثيرة. حتى ربما بعضها يقترب من السلفية او ربما من الليبرالية لكن كل ذلك تحت غطاء الإسلام، فالإسلام ليس موضع نقد داخل الحركة، والنظام الديمقراطي هو موضع تسليم ورفض العنف..ورغم كثرة الآراء وعندما يتعلق الأمر بأخذ قرار فالمؤسسات هي التي تقرر والجميع ينضبطون لقرار المؤسسات.
بحيث الحركة ليست حركة مشيخية هناك شيخ على رأسها يأمر فيطاع هذه حركة حديثة تتسع لوجهات نظر كثيرة وتحتكم في النهاية للمؤسسات وبهذا قاومت الحركة كل محاولات التشقق وقاومت نظام بورقيبة ونظام بن علي وحافظت على وحدتها..كنا موزعين خلال 20 سنة، على 50 دولة في العالم وكنا موزعين في الداخل على 27 سجنا، ومع ذلك حافظت الحركة على استمراريتها وعلى وحدتها.
+ هل يمكن القول أنكم تلعبون دور المحافظ على التوازن..ماهو دوركم الحقيقي داخل الحركة..؟
- دور كل قائد أن يحقق التوازن داخل المؤسسة التي يقودها..حتى من يسوق السيارة يحافظ على التوازن..
+ هل هناك صراع حقيقي بين التقدميين والمحافظين داخل الحركة.؟
- لا توجد تكتلات هكذا ثابتة. الآراء تتحول تنتقل ,الناس ينتقلون من جهة لأخرى بحسب وجاهة الراي لذلك لا توجد تكتلات ثابتة داخل النهضة..لا نستطيع ان نقول مثل ما يوجد، جناح يساري وجناح يميني ولكل زعامة، وإنما بحسب الموقف وبحسب القضية المطروحة..وبحسب الآراء يمكن أن ينتقل البعض من هذا الرأي إلى الرأي الآخر ورئيس الحركة نفسه يجد نفسه في الأغلبية وأحيانا كثيرة في الأقلية. ولكنه عندما يخرج، يخرج مدافعا عن رأي الأغلبية الذي اعتمد، وهذا أمر يعرفه كل من شارك في مؤسسات الحركة.
+ هل كان قرار تحييد وزارات السيادة صادرا عن مجلس الشورى؟
- هو قرار مجلس الشورى بالتأكيد..ولا يمكن لأحد أن يقدم على مثل هذا القرار غير مجلس الشورى.
+ هناك سؤال يطرح نفسه، لماذا تمسك مجلس الشورى بعدم التفريط في وزارات السيادة حين اقترح الجبالي مبادرته بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، لكن حين استقال الأخير تغيرت الأمور؟
- لأنه منذ الأول كان المطروح هو تحييد كل الحكومة أي إخراج حركة النهضة من السلطة، هذه هي الرسالة التي تلقاها مجلس الشورى..وخرجت بماذا لم تخرج بانتخابات، خرجت هكذا يعني بغير مبرر.
+ تتحدثون عن مبادرة الجبالي؟
نعم..
- هذا القرار اتخذه السيد حمادي الجبالي. هو نفسه قال انه لم يستشر فيه أحدا. و الحركة من حقها ان تقبل هذا المقترح او ترفضه، وهي رفضته.. ولكن ما ينبغي ملاحظته أن الرهانات على الجبالي انه سيشق الحركة كلها باءت بالفشل، والجبالي كان من أهم من رشح علي العريض في مجلس الشورى..ولم يفتأ يعلن أنه يضع كل إمكانياته لإنجاح حكومة العريض.
+ هناك بعض التقارير تحدثت عن أن الحركة سترشح السيد علي العريض لرئاسة الجمهورية..أي مستقبل لحمادي الجبالي في الحركة؟
- لحمادي الجبالي وعلي العريض مستقبل كبير ان شاء الله في خدمة تونس وخدمة الاسلام غير ان هذا الموضوع لم يطرح بعد على مؤسسات الحركة.
+ كيف تقبلتم قرار كاتب عام الحكومة بتجميد نشاط روابط حماية الثورة في انتظار البت فيها قضائيا؟
لا لم نسمع بقرار تجميد روابط حماية الثورة، الذي بلغني تجميد رابطة او رابطتين..بشبهة تجاوز القانون، روابط الثورة ليست دولة داخل الدولة فإذا ثبت أن رابطة منها أو اكثر تجاوزت القانون ينبغي أن يطبق عليها القانون كما يطبق على غيرها. هي ليست مدللة او فوق القانون.
العام المقبل مؤتمر جديد للحركة
* هناك من يرى أن من السلبيات التي وقعت فيها الحركة مزجها بين ماهو دعوي وبين ماهو سياسي؟ كيف ترون مستقبلكم انتم داخل الحركة، وهناك من يرى ان دور راشد الغنوشي قد يكون أفضل لو انحصر في الجانب الدعوي خاصة ان دوركم مؤثر في اتحاد العلماء المسلمين..
- موضوع العلاقة بين المهمة الدعوية والمهمة الثقافية وبين المهمة السياسية هذا الموضوع طرح في المؤتمر السابق، وأجّل إلى مؤتمر قادم وربما ينعقد بعد سنة.
والعمل السياسي لا يخلو من أبعاد فكرية دعوية والأعمال الدعوية لا تخلو من أبعاد سياسية والإنسان ليس منفصلا، رغم أن التخصص وارد ان يتخصص في هذا العمل وأن يتخصص آخرون في عمل آخر والتجارب الإسلامية المعاصرة فيها ما ميز بين المجالين وفيها من يزال يدمج بينهما، والنهضة حتى الآن كما قلت أجلت مناقشة الموضوع..
* يعني أجلتم الحسم في الموضوع إلى المؤتمر القادم بعد سنة ؟
- نعم..بعد سنة تقريبا..وأين سأكون في المستقبل.؟ المستقبل لا يعلمه الا الله..
* هل يمكن أن ننتظر تطورات جديدة في المؤتمر القادم للحركة..نوعا من التشبيب في قيادة الحركة ربما؟
- على كل حال سابق لأوانه ان نقرر للمؤتمر وأن نتنبأ بما سيقرر، في الغالب المؤتمر سيميز بين المجالين..
مستقبل المرأة التونسية
* قلتم كلاما مهما في ما يتعلق بمستقبل المرأة التونسية..ودورها.. ألا ترون أن المرأة ما تزال مهمشة ومغيبة من مواقع القرار والمواقع القيادية؟
- على كل حال المرأة التونسية اليوم دفعت بواحدة منها إلى أعلى مقام إلى نيابة رئيس المجلس التأسيسي، وفي أي لحظة يمكن أن تتحول إلى رئيس. بل لأول مرة ترأست جلسات كثيرة للتأسيسي ترأسها امرأة، امرأة تنتمي للحركة الإسلامية، معنى ذلك أن التحديث -وبعد من أبعاده مكانة المرأة ومساواتها مع الرجل- يجري في تونس من بوابات كثيرة من جملتها البوابة الاسلامية، فخلافا لما كان يظن من أن وصول حركة اسلامية للسلطة سيؤخر دور المرأة وسيهدد من مكتسباتها.. الذي حصل أن هذه المكتسبات تعززت ولم تتعرض للتهديد وأكبر نيابية نسوية هي كلتة النهضة، والنهضة لم تتردد في الدفاع عن مبدأ المناصفة وكسبت من ورائها كسبا مهما. ولذلك نحن دافعنا عن مكانة المرأة في كل المستويات الاجتماعية بما في ذلك أن تكون رئيسة للبلاد، وأن تكون نائبة رئيس للمجلس التأسيسي يعني في أية لحظة يمكن أن تكون رئيسا بل عندما سافر الرؤساء الثلاثة إلى الجزائر لحضور جنازة بن بلة رحمه الله، على ما أعتقد، أصبح أكبر منصب في تونس هو للسيدة محرزية.
* أكيد قرأتم تصريحات كاتب عام نقابة السجون حين اتهمكم شخصيا بطلب تقارير ترفع مباشرة إلى مكتبك.. كيف تقبلتم تلك الاتهامات؟
- انا كلفت محامي الحركة لرفع قضية في هذا الشأن لأنه كذب وبهتان؟
* لماذا يكذبون عليك في كل مرة؟
- اسألهم..
هناك من لا يقدر أن يتلكم 5 دقائق دون أن يسب ويشتم النهضة والغنوشي..ماذا سأفعل لهم انا لم أنل من واحد منهم، ولم آذي أحدا وما تكلمت على أحد بسوء. أنا لا أحقد على أحد، فلماذا هم يحقدون؟
* نفس الشخص اتهم بعض الشيوخ بتقديم دروس دينية متشددة في السجون؟ ما تعليقك على ذلك؟
- أن تقيّم عمل آخر أنه جيد او غير جيد، هذا امر عادي، سواء كنت مصيبا او مخطئا. ولكن أن تختلق شيئا..انتم تقولون الخبر مقدس والتعليق حر.
لو علق وقال الغنوشي فكره ظلامي ورجعي من حقه أن يقول ذلك، وانا لا أستطيع أن أشكوه للمحكمة وأقول نعتني بالظلامي، ولكنه لما ينسب خبرا زائفا اني طلبت من وزير الداخلية تقارير أمنية.. فهذا كذب وليس تعليقا..
* هل انتم مستعدون للجلوس مع جميع رؤساء الأحزاب إذا دعيتم إلى ذلك؟
- جلسنا مرتين في دار الضيافة بقرطاج تحت رئاسة الجبالي رئيس الحكومة مع كل الأحزاب..
* هناك تخمينات على امكانية التقاء نداء تونس مع حركة النهضة..فهل هذا ممكن سياسيا؟
- في السياسة كل شيء ممكن، لكن هذا القرار تتخذه المؤسسات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.