لاحظ الدكتور الناصر المدوري رئيس جمعية الوحدويين الناصريين أن التجاذب السياسي الحاد الذي تشهده الساحة السياسية بين نهج يحافظ على النمط الاقتصادي لنظام بن على يغلفه البعض بالتطهر الديني ويغلفه آخرون بالعلمانية والتمدن ونهج يطالب بالعدالة الاجتماعية ومحاسبة رموز الفساد وقتلة الشهداء يتنكر ضمنا للهوية العربية الاسلامية.. وفي حديث خصّ به "الصباح" تطرق الدكتور المدوري الى مسألة تعيين السيد سالم الابيض على رأس وزارة التربية اضافة الى امكانية انضمام التيارات القومية الى الجبهة الشعبية وعن موقع التيار القومي في ظل التجاذبات السياسية الراهنة التى تشهدها بلادنا وفيما يلي نص الحوار: من هو الدكتور الناصر المدوري؟ -هذه فرصة لانارة الرأي العام وازالة الغموض حول بعض الاحداث التي تشهدها الساحة السياسية هذه الايام، أنا مناضل في صفوف التيار القومي التقدمي، طبيب بمدينة سليانة وعضو بالهيئة المديرة التأسيسية والحالية ورئيس لجمعية الوحدويين الناصريين، منذ جلستها العامة الاخيرة في 15 ديسمبر 2012. لو تعرّف بجمعية الوحدويين الناصريين وأهم الانشطة التي قامت بها منذ تأسيسها ؟ هي جمعية رأت النور بعد 14 جانفي 2011 وتحصلت على تأشيرة النشاط القانوني منذ سنة و بضعة أشهر،وهي جمعية ذات صبغة عامة و أنشطة متنوعة وان كان يغلب عليها النشاط الثقافي، باقامة الندوات الفكرية والمحاضرات التي تهتم بالقضايا الفكرية و السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما أن لها أنشطة خيرية عديدة مثل تنظيم قوافل صحية وتقديم المساعدات للمعوزين في المناطق الحرومة وتشجيع التلاميذ في المدارس الريفية اضافة للمساهمة ضمن ائتلاف المجتمع المدني في مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ويبقى نشاطها الاساسي نشر الفكر القومي التقدمي الاصيل وتقريبه من المواطن بدرجة أولى. قامت الجمعية باصدار مجلة ثقافية تحت اسم «الميادين» تيمنا بميادين التحرير العربية وانتفاضات شعبنا العربي في مختلف الساحات ضد الاستبداد. أما فيما يتعلق بالانشطة المستقبلية فان الجمعية تعتزم المشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي سوف ينعقد هده السنة في المركب الجامعي بتونس من 26 الى 30 مارس الحالي باقامة خيمة خاصة للغرض بمعية عدة جمعيات عروبية ومقاومة للتطبيع مع الصهيونية اضافة للمساهمة في مختلف ورشات المنتدى. تموقع التيار القومي بعد تعيين الدكتور سالم لبيض على رأس وزارة التربية، اين سيتموقع التيار القومي في المعارضة أم في صف الموالاة؟ - الدكتور سالم لبيض غني عن التعريف بما اكتسبه من رصيد نضالي و علمي اكاديمي ويعتبر من مفاخر ما أنجبت مدرسة التيار القومي التقدمي وهو لا ينتمي لاي حزب سياسي و تعيينه على رأس وزارة التربية لا أعتقد أنه يدخل في خانة أي محاصصة حزبية أو تفاهمات سياسية مع حركة النهضة أو مع غيرها بل كانت بصفة شخصية واستجابة لنداء الواجب وايمانا منه بتجاوز المرحلة الراهنة التى تشهدها بلادنا. أما عن موقع التيار القومي ان كان في المعارضة أم في الموالاة، فاني أعتقد أنه كان ولازال في طليعة الجماهير التي ثارت على الاستبداد في 17 ديسمبر واسقطت بن علي في 14 جانفي وهي تسعى لاستكمال تحقيق أهداف الثورة في الحرية والديمقراطية وعدم السماح بعودة الاستبداد وحل الازمة الاقتصادية الحادة باعادة هيكلة الاقتصاد والقطع مع النظام الرأسمالي المتوحش واحياء مشروع الوحدة العربية لتوضيف القدرات البشرية والعلمية والاقتصادية العربية الهائلة لاخراج المواطن العربي من حالة الفقر والبطالة والاستغلال التي يعيشها. هناك من يرى ان اعتزام حركة الشعب الانضمام الى الجبهة الشعبية، سوف يفجر خلافات داخل العائلة القومية بتونس، خصوصا أن أحزابا قومية أخرى لم تلتحق بهذه الجبهة ، والكثير من القواعد والقياديين في الحركة غير راضين عن هذا التحالف ؟ - هذا السؤال من الاجدر، حسب رأيي، توجيهه الى قيادة حركة الشعب التي يفترض أنها درست هذا الخيار جيدا قبل الاقدام عليه ولم أسمع أنها أصدرت موقفا رسميا بالدخول في الجبهة. أما عن التيار القومي فاني أعتقد أن التجاذب السياسي الحاد الذي تشهده الساحة هو بين نهج يحافظ على النمط الاقتصادي لنظام بن على يغلفه البعض بالتطهر الديني ويغلفه آخرون بالعلمانية والتمدن ونهج يطالب بالعدالة الاجتماعية و محاسبة رموز الفساد وقتلة الشهداء ويتنكر ضمنا أو علنا للهوية العربية الاسلامية. والتيار القومي هو الوحيد الذي يتفرد بتقديم تصور يستجيب لتطلعات المواطن الحقيقية، فهو يقوم على الارتباط العضوي بين الحرية السياسية - الديمقراطية - و القدرة على ممارسة هذه الحرية والقدرة على ابداء الرأي بالاشتراكية وبضمان حق الشغل وبالحماية من الاستغلال، بل أنه يفتح أفقا رحبة لا يذكره غيره و هو التكامل العربي الموضوعي وما يمكن أن يكون عليه المستقبل في ظل دولة واحدة لكل العرب. والاهم من كل ذلك تمسكه بالدفاع عن هوية الامة ومقومها الروحي الاسلام - كما فهمه الرواد المستنيرون و اعلام الفكر الاسلامي التقدمي - لا اسلام التزمت والشعوذة والتحجر. ولا أرى التيار القومي التقدمي الاصيل في جبهة مع اليسار الماركسي أو مع بقايا النظام البائد ولا مع حركة النهضة وتفرعاتها. ما هو موقف جمعية الوحدويين الناصريين من العملية السياسية الجارية هذه الايام بتونس؟ جمعية الوحدويين الناصريين لا تمتلك أجندة سياسية وهي ليست حزبا يسعي للوصول الى السلطة وهي تنكب أساسا على نشر الفكر الطليعي المستنير حتى ترتقي بوعي شعبنا وهذا لا يمنعها من ابداء الرأي حول الاحداث التي يشهدها القطر وقد سبق وأصدرت بيانات عديدة بهذا الشأن. وما أتمناه ان تقدر هذه الحكومة على تجاوز عجز الحكومة السابقة وأن تكون قادرة على تصريف شؤون البلاد حتى الانتخابات القادمة.