خلال ظهر يوم 12 3 2006 بلغت اقليم الامنةبسوسة مكالمة هاتفية مفادها تعرض شخص للقتل بمقر مكتبه بشارع (..) بسوسة فقامت السلط المعنية بالاجراءات الاولية الضرورية وعاين قلم التحقيق في الابان مكان الواقعة حيث تم العثور على الجثة ملقاة على ارضية المكتب ملطخة بالدماء وجميع لوازم المكتب مبعثرة وادراج المكتب مقلوبة وخطوط الهاتف الداخلية مقطعة وهي تحمل اثار الدماء التي تنتشر على ارضية المكتب وعلى جدران بيت الاستحمام كما ان الملفات التابعة للحرفاء كانت مبعثرة كما تم العثور على علب جعة فارغة بصندوق الفضلات.. كما لوحظت اثار خلع لباب المكتب.. وعاين قلم التحقيق انتفاخا بعيني الهالك وجرحين غائرين على مستوى الجبين، وعدة اسنان متناثرة تبين انها تابعة للهالك، وتم حجز قميصين صوفيين ملطخين بالدماء.
وبالتحري وجهت الشكوك نحو المدعو (ن) من مواليد عين دراهم سنة 1982 وتم العثور لديه على هاتف جوال تابع للهالك، وعلى بطاقة تعريف الهالك وبطاقته المهنية وبطاقة سحب بنكي، وبعض اقراص مضغوطة تبين ان احدها يتضمن صورا خليعة لرجال عراة (!!) كما تم حجز حذاء رياضي مازالت اثار الدماء عالقة به رغم محاولة مسحها.
وبالتحقيق مع المظنون فيه صرح انه تعرف على الهالك ليلتها فدعاه لتناول بعض المشروبات الكحولية (..) وبعد قضاء فترة بالحانة تحولا الى مكتب الهالك وفي مدرج العمارة تناولا كمية اضافية من الجعة ثم دخلا المكتب اين عرض عليه اشرطة تتضمن صورا خليعة مختلفة ونشب بينهما خلاف فسدد له ضربة رأسية ثم دفعه بقوة على الحائط، واسقطه ارضا، وظل يكيل له اللكمات ويضرب رأسه على الحائط إلى أن سالت الدماء من مؤخرة رأسه ثم قام بخنقه بكلتا يديه، وطرحه ارضا مواصلا ضربه على فمه بواسطة رجله الى ان سمع شخيره، عندها تحول الى بيت الاستحمام وازال اثار الدماء ثم استولي على الهاتف الجوال وتحول الى مقر اقامته بالمدينة العتيقة واستسلم للنوم، وفي الصباح توجه الى السوق وباع الهاتف لشخص معروف، ولكنه بعد قليل ارجع له الهاتف واسترجع النقود ومباشرة حضر اعوان الامن وقبضوا عليه.
وفي سياق التحقيق شهد صاحب الحانة المشار اليها بان الهالك متعود على التردد على الحانة وليلة الواقعة حضر صحبة شاب وتناولا كمية من المشروبات الكحولية وبارحا الحانة معا ولما عرض عليه المتهم تعرف عليه واكد انه من حضر مع الهالك الى الحانة.
ولمزيد التحري قام المتهم بتشخيص الجريمة بحضور السلط المعنية وبختم البحث قررت دائرة الاتهام توجيه تهمة القتل العمد لنفس بشرية متبوعة بجريمة السرقة واحالته على المحاكمة طبق الفصل 204 ق.ج وفي جلسة اخيرة احضر المتهم بحالة ايقاف واعترف فقط بالاعتداء بالعنف الشديد على الهالك بدون اية نية في قتله.. واكد للمحكمة ان ما قام به كان رد فعل منه نتيجة الغضب وبعد المفاوضة وفي اخر الجلسة قضت بثبوت ادانته بما نسب اليه وبسجنه من اجل ذلك مدة ثمانية عشر (18) عاما.