الإمكانيات المادية ليست كبيرة بل بالكاد تكفي لكن الحلم كبير. والحلم على مدى متوسط يتمثل في تنظيم مهرجان فني متعدد الإختصاصات بمنطقة الجريد بالجنوب التونسي. ذلك تقريبا ما تمّ التأكيد عليه في لقاء اعلامي انتظم بالعاصمة (يوم الثلاثاء) للتعريف بجمعية "حصان البحار. فن ومواطنة " وببرامجها ومشاريعها. وآخر مشاريع الجمعية تنظيم المهرجان الأول للفن المعاصر"لاند آرت" أو الفن على الطبيعة. والفن المعاصر"لاند آرت "حسب المتحدّثين باسم الجمعية وخاصة نادية غراب رئيسة الجمعية وعدد من الأعضاء المؤسسين لها هو فن حديث يجمع بين الفن والبيئة الطبيعية. الفضاء الإبداعي يكون مرتبطا بالواقع البيئي ويتحول إلى فضاء إلى بحث جمالي وثقافي من نوع جديد. يشارك في المهرجان فنانون من تونس ومن عدد من بلدان المتوسط من المعروفين بأعمالهم في المجال. والطريف في التظاهرة أن هناك فنانين من تونس يساهمون بأعمال فنية مستمدة من المواد النباتية الموجودة بمنطقة الجريد أين اختارت الجمعية تركيز نشاطها وتحديدا بين توزر ونفطة. وإذ تقتصر حاليا الجمعية على النشاط بهذه الجهة فلمحيطها الطبيعي الفريد من نوعه بالتأكيد لكن ايضا وحسب تأكيد المتحدثين باسم الجمعية من أجل تواصل العلاقة مع جمعيات الجهة ومع السكان الذين اقبلوا على المشاركة في مهرجان الشعر الذي سبق لجمعية حصان البحار- فن ومواطنة أن نظمته في توزر في ربيع 2012. وكان نفس اللقاء الذي أقيم بدار الفنون بالبلفيدير بالعاصمة مناسبة لتقديم كتاب جمع المداخلات الشعرية التي إلقاؤها بهذا المهرجان. الكتاب صادر عن دار نقوش عربية بعنوان افتتاحيات شعرية متوسطية. وتولت نادية غراب جمع المداخلات الشعرية بعدة لغات من بينها العربية والفرنسية والإيطالية وأمضى رسومات الكتاب التي كانت مستوحاة من النصوص الشعرية عمارة غراب الذي توقف مطولا خلال اللقاء الإعلامي وبالتوازي مع تقديم برنامج التظاهرة الجديدة عند فلسفة المهرجان وأهدافه. ومن أبرز الأهداف نذكر خلق ابداعات من نوع جديد يخدم الثقافة الجهوية والسياحية وتحسيس المواطنين بالثروات البيئية والطبيعية للجهة عن طريق الفن المعاصر. وقال عمارة غراب أن الأعمال الفنية لن تكون كلها غير مستديمة وأن هناك أعمالا مستديمة كما أنه سيقع توثيق الأعمال بالوسائل العصرية وبثها على الشبكات المختصة في الفنون المعاصرة. التمويل الإشكالية الأبرز ينطلق إذن مهرجان لاند آرت يوم 29 مارس ويتواصل إلى7 افريل. وهو يقام بشاطئ الجريد(40 كم عن توزر) وواحة توزر"أيدن بالم". في البرنامج ورشات عمل للفن المعاصر وورشات تكوينية ورحلات خاصة بالمواطنين والسياح والزائرين للفضاءات التي يعمل بها الفنانون ويختتم المهرجان مع فرقة موسيقية محلية وعرض لفيلم وثائقي حول الفن المعاصر فن على الطبيعة. وعن مصادر تمويل التظاهرة أفاد المتحدّثون أن بعض المؤسسات الإقتصادية القليلة تدعم التظاهرة وهناك بعض الوعود من الديوان الوطني للسياحة مثلا في حين لم تتحصّل الجمعية عن إجابة في الغرض من وزارة الثقافة رغم الرّسائل والمطالب المتعدّدة وفق ما أكدته نادية غراب. ولم يخف نشطاء الجمعية أن التمويل حاليا يمثل إشكالية كبيرة. وتجدر الإشارة إلى ان جمعية "حصان البحار. فن ومواطنة " تأسست في سبتمبر 2011 وهي تهتم أساسا بالعمل الفني والثقافي وتسعى لتكريس اللامركزية الثقافية. وقد سبق للجمعية أن قدمت مسرحية"مجلس النساء" الفرنسية ونظمت فيما بين17 و18 مارس من السنة المنقضية أمسيتان شعريتان في قلب واحة توزر كما نظمت فقرات تنشيطية للأطفال وأقامت في أفريل سنة 2012 ليلة لمراقبة السماء في انتظار تنظيم الدورة الأولى لمهرجان "لاند أرت" المذكورة فيما بين29 مارس الجاري و7 افريل القادم في منطقة الجريد وتنوي الجمعية تنويع مبادراتها في نفس المنطقة وفي نفس خطها الثقافي.