أكد خالد بن مبارك مستشار لدى رئيس الجمهورية ان ملف المعتقلين والمفقودين التونسيين بالعراق يعد من اولويات رئاسة الجمهورية وأن هذا الملف يحظى باهتمام خاص من قبل الرئيس المنصف المرزوقي. وقال بن مبارك خلال ندوة صحفية نظمتها جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين بالعراق والدول الاخرى بعنوان"من أجل عودة شباب تونس لأرض الوطن.. لنحافظ وكيف نحافظ على شباب تونس" ان المحادثات بين البلدين تسير على نحو ايجابي في هذا الملف مفندا ما تم تداوله مؤخرا حول رفض البرلمان العراقي العفو عن المساجين التونسيين المعتقلين بالعراق. وذكر ان نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية أكد في وقت سابق لموفد رئيس الجمهورية عدنان منصر أنه سيشرع في اجراءات العفو الخاص عن المحكوم عليهم من التونسيين في قضايا الجوازات الذين صدرت ضدهم أحكاما نهائية وعددهم ثمانية. ملف السجناء والمفقودين من الاولويات ومن جهتها ذكرت حليمة عيسي الكاتبة العامة لجمعية أولياء المعتقلين والمفقودين بالعراق والدول الاخرى ان الملف خطير ويعتبر من الاولويات ويهم كل اطياف الشعب التونسي خاصة مع تواصل معاناة الامهات واسر السجناء والمفقودين نتيجة غياب المعلومة الدقيقة حول المفقودين والسجناء في السجون العراقية. وأشارت إلى المجهودات المبذولة من رئاسة الجمهورية ووزارة الشؤون الخارجية ووزارة العدل لإطلاق سراح المسجونين ومعرفة مصير المفقودين. وأكدت على ضرورة تكاتف كل الاطراف لخدمة هذا الملف سواء من مكونات المجتمع المدني او الجهات الرسمية وايجاد حلول لحالة التصحر الشبابي الذي تشهده بلادنا والابتعاد عن الاتهامات والتوظيف السياسي للتونسيين القابعين في السجون العراقية. تفاهمات ثنائية.. ومساع ديبلوماسية ومن جانبه أوضح ممثل وزارة الخارجية ان ملف السجناء والمفقودين ملف ديبلوماسي بامتياز وهناك مساع ثنائية في هذا الاطار بين البلدين لايجاد حلول جذرية لملف السجناء والمفقودين في السجون العراقية. وأضاف ان المساعي الديبلوماسية متواصلة سواء على مستوى الجامعة العربية او المساعي السياسية مشيرا الى سابقة في تاريخ الديبلوماسية من خلال ارسال معونات والبسة لفائدة السجناء في السجون العراقية داخل الحقيبة الديبلوماسية للعراق. كما دعا السالمي الى الابتعاد عن توظيف الملف سياسيا والنأي به عن التجاذبات السياسية والاعلامية ودعم الجهات الرسمية في مواصلة مساعيها ومحادثاتها حول هذا الملف. غياب المعلومات والارقام الرسمية واوضح الحقوقي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي ان بلادنا شهدت العديد من الظواهر بعد الثورة خاصة المتعلقة بتجنيد الشباب والتحاقه بساحات القتال موضحا ان دورالاعلام ودور المجتمع المدني مهم في الكشف وتحويلها الى قضية راي عام وايجاد السبل والحلول الكفيلة للتصدى لمثل هذه الظواهر. وتعليقا على ملف السجناء والمفقودين اعتبر الجورشي ان هذا الملف حارق ويهم الجميع بدرجة اولى مشيرا الى معاناة عائلات المسجونين والمفقودين في العراق في غياب معلومات وارقام رسمية في عدد المسجونين والمفقودين. وسلّط لطفي عزوز ممثل منظمة العفو الدولية الضوء الى تحركات منظمة العفو الدولية لوقف عمليات الاعدام الصادرة في حق السجناء والتنديد بها. وأشار عزوز الى عدم اتخاذ الحكومة اجراءات وقائية للتصدى للارهاب خاصة في ظل وجود خلايا لتجنيد تونسيين وارسالهم للقتال في سوريا مطالبا الجهات الرسمية بالتدخل في هذا المجال وتفكيك خلايا الارهاب، على حد تعبيره. اتهامات متبادلة يذكر ان الندوة شهدت اجواء مشحونة ومشادات كلامية وتشنج في بعض الاحيان بين اعضاء الجمعية حول طريقة تسيير الجمعية خاصة ان هناك شق يرى ان الجمعية حادت عن اهدافها الرئيسية في الدفاع عن الملف وتعمل على توظيف قضية السجناء لغايات اخرى، في حين يرى شق اخر ان الجمعية تقوم بمهامها على أكمل وجه وهناك اطراف تسعى الى عرقلة وبث البلبلة داخل الجمعية. معاناة العائلات مستمرة وفي مداخلته اكد على الشريف والد احد المسجونين ان معاناة عائلات المسجونين والمفقودين تزداد سوءا من يوم الى اخر اضافة الى حالة الضبابية والغموض في وضعيات ابنائهم في السجون العراقية، ولاحظ انه تم التطرق الى السجناء ولكن لم يقع الحديث الى رفاة المسجونين الذي لقوا حتفهم في السجون العراقية مطالبا باسترجاع رفات الذين توفوا او الذين تم اعدامهم في العراق. ووجه والد السجين نقده الى الحكومة التونسية التى اعتبرها غير قادرة بالشكل الكافي حتى على معرفة التهم المتعلقة بالمساجين الموجدين في السجون العراقية مطالبا السلط الرسمية بمنح تأشيرات السفر لعائلات السجناء لزيارة ابنائهم في السجون العراقية. ومن جهته بيّن الطاهر الحرزي والد احد المفقودين في العراق ان ملف السجناء والمفقودين تم توظيفه سياسيا واعلاميا واصبح لعبة سياسية لغايات انتخابية مطالبا بالنأي بقضية السجناء والملفات عن التجاذبات السياسية. واوضح ان معاناة العائلات في تونس مستمرة خاصة في ظل ضبابية الملف بالاضافة الى معاناة التونسيين المسجونين في السجون العراقية داعيا السلط الرسمية الى مزيد ايلاء ملف السجناء والمفقودين الاهتمام وانقاذ التونسيين من التعذيب في السجون العراقية وإعادتهم الى تونس.