لئن استاء سليم الرياحي من الحملة الموجهة ضده خلال الفترة الاخيرة بعد ان كشر النادي الافريقي عن انيابه واصبح رقما اساسيا في المنافسة على اللقب فانه برغم كل التعقيدات والعراقيل التي توضع من حين لآخر على طريقه لزعزعته مصمم على المواصلة في المشروع الذي اطلقه لاحباء القلعة الحمراء متحصنا بحب الجماهير ومسلحا بارادة لا تقهر ومعين من الصبر لا ينضب.. هذا الموقف اختزلناه من حديث خص به سليم الرياحي "الصباح الأسبوعي" من الامارات قبل عودته أول أمس السبت الى تونس اين وجد في انتظاره حشدا غفيرا من الجماهير التي قدمت من مختلف مناطق الجمهورية لمؤازرته واعلان تمسكها به رئيسا للافريقي. وحول ما قاله عن عقد جلسة عامة انتخابية في جوان القادم الذي رأى فيه جمهور الافريقي تلميحا منه للرحيل قال سليم الرياحي ل«الصباح الأسبوعي» المسألة ليست مرتبطة بالمدة النيابية بل نريد ان نرسي تقاليد ديمقراطية جديدة اذ علينا عقد جلسة عامة انتخابية لان كامل الهيئة منتخبة وقد نغير بعض العناصر وننتخب عناصر اخرى بعد تقييم عملنا على امتداد الموسم المنقضي. كما انه من شأن هذه الجلسة العامة تأكيدا لشرعية واضفاء المشروعية على العمل الذي نقوم به هذا زيادة على انه اذا وقع تحويل الاندية الى شركات تجارية سنكون مجبرين على انتخاب مدير تنفيذي في هيئة النادي الافريقي وتكوين مجلس ادارة". ولئن اعتبر البعض الانتقادات التي طالت رئيس النادي الافريقي في الفترة الاخيرة وموقف رئاسة الحكومة والتهديد بحل النادي قبل تجميد العمل بمقتضيات المرسوم عدد 88 مجرد زوبعة في فنجان فان لسليم الرياحي موقفا مغايرا خاصة ان هذه الاحداث تزامنت مع دعوة بعض اللاعبين على غرار بلال العيفة وعمار الجمل لتسوية وضعيتهما ازاء الخدمة العسكرية فضلا عن تعطل مشروع مصانع الحليب الذي يعتزم رئيس الافريقي بعثه في سليانة اذ يقول محدثنا في هذا السياق: ما يحدث ليس زوبعة في فنجان بل احس اني مستهدف كما اني بقيت اقاوم واصارع بمفردي وانا ابذل قصارى الجهد لتفادي الضربات الجانبية والمباشرة حتى لا ينعكس ذلك سلبا على النادي الافريقي وجماهيره.. كما اني فخور بأن اكون مثل الشمعة التي تنير درب نادي القلعة الحمراء والبيضاء حتى اني تحولت الى مهوس بحب الافريقي وحب خدمته.. ويضيف الرياحي متحدثا عن العراقيل قائلا: لقد اصبحنا عرضة للهجومات من عديد الاطراف لان الافريقي اصبح قويا ورغم اننا لا نلهث وراء النتائج ونريد تركيز اركان البرنامج الذي نطمح إلى تحقيقه فاننا لم نسلم من الآخرين لذلك لن افرط في الافريقي ولن نتوقف عن عملية البناء رغم الحرب الضروس التي تشن ضدنا». ولم يخف سليم الرياحي ان العراقيل يقف وراءها حتى بعض الفرق المنافسة اذ يقول رئيس النادي الافريقي: هناك متعصبون.. وبعض المنافسين الذين يتربصون بسليم الرياحي لذلك سننظم جلسة عامة انتخابية ومن هو قادر على ادارة الافريقي عليه ان يترشح فنحن نريد ان نجعل من الافريقي مؤسسة فاعلة ومنظمة وشفافة كما أريد انتخابات حقيقية فيها منافسون حقيقيون وعلى الاحباء اختيار من ينفعهم". سألنا سليم الرياحي عن حقيقة العراقيل ودور ابناء الافريقي وخاصة رجالاته المعروفين وملف الاشهار فقال: «الافريقي الحالي ضحية حصار اقتصادي وأنا اقاوم بمفردي ولم نحصل على الاشهار من ابناء الافريقي او غيرهم وقد قدمنا مشروعا تضمن مقترحات للمستشهرين لكن لا احد اجابنا وبالتالي لن اتوسل لأحد سليم الرياحي في حديث "السواك الحار" ومن يفكر انه يدعم الافريقي مزية منه بتقديم مبلغ 200 الف دينار اذكره بان هذا المبلغ اسدده شهريا كأجور للاعبين ولن نبقى مكتوفي الايدي ولدينا اتفاق من الخطوط الجوية الاماراتية والمفاوضات متقدمة وستكون هذه المؤسسة المستشهر الرئيسي للافريقي وعلى من يريد تعطيل سليم الرياحي والتشويش على نجاحه وعرقلته عليه ان يراجع خططه الف مرة". اما السؤال المطروح كيف يمكن لسليم الرياحي ان يستغل نجاحاته الرياضية سياسيا وبمعنى اوضح هل ستنعكس نجاحاته مع الافريقي على مستقبله السياسي؟ هنا يقول سليم الرياحي: ماذا يعني هذا الكلام وما علاقة السياسة بالنادي الافريقي فهل ان جمهور الكرة مهتم بالسياسة؟ وحتى لو فرضنا ذلك فهل ان جمهور الافريقي له لون سياسي واحد؟ أليس هذا الكلام من قبيل الهذيان أليست جماهيرنا خليطا من مختلف الفئات والاعمار ومن مستويات اجتماعية مختلفة وصدقوني اذا قلت لكم بأن احباء الافريقي (ان كانوا مسيسين فعلا) ينتمون لشتى الاحزاب والاطياف فهل سنؤثر عليهم بمجرد رئاستي للنادي الذي يحبونه؟ كفانا تعلات واهية وكفانا تسييسا للمسائل الرياضية وغيرها فحتى عالم البزنس اصبح مسيسا عندنا بدليل ان مشروعنا بسليانة الذي سيشغل اكثر من 5 الاف عاطل عن العمل قد تعطل وتحرك هذه التعطيلات والعراقيل ايادي بعض رجال الاعمال الفاسدين الذين يتقربون من بعض الاطراف لا لشيء الا لعرقلة سليم الرياحي. طلبنا من سليم الرياحي ان يوضح اكثر خاصة ان اقليم الشمال الغربي الذي عانى التهميش على مرّ السنين والحقب التهميش فقال: «..اعتقد ان جل اهالي الشمال الغربي من احباء النادي الافريقي بالاضافة الى ان هذه المنطقة عانت الحرمان وقد حاولنا ان نستغل بعض خصائصها باعتبارها منطقة فلاحية تغيب عنها الصناعات فأردنا بعث مشروع ضخم من شأنه ان يشغل الالاف بطريقة مباشرة وغير مباشرة لكن بعد اقتنائنا للاراضي التي سنركز عليها المصانع وجدنا انفسنا مضطرين لاقتناء 10 الاف هكتار من الاراضي لبعث الضيعات اللازمة فلم نتمكن من ذلك ونحن في نقاش متواصل مع الحكومة لايجاد حل لهذا المشكل وحتى نجد الحلول لتشغيل العاطلين خاصة ان اطرافا اخرى تحصلت على مثل هذه الاراضي وذلك في اطار المساهمة منا في دفع عجلة التنمية بالبلاد.. ولو كنا فعلا نريد توظيف ذلك سياسيا لاستغللنا الظرف وفضحنا الامر حتى نظهر في موقع الضحية ونورط الاخرين. المهم اننا نتصرف بطريقة مسؤولة مادام هدفنا مد يد المساعدة ودليلي على ذلك انه رغم التعطيلات التي تعترضنا في مشروع سليانة فاننا لم نرم المنديل او هربنا من المواجهة بل واصلنا العمل ونحن بصدد العمل على بعث مشروع اخر بالكاف ومن شأن هذا المشروع ان يشغل اكثر من 500 عامل وعون». واكد سليم الرياحي ان مواقفه من بعض الاطراف لا يمكن ان تكون بأي حال من الاحوال مصدر قلق له واداة لتعطيله لانه لا يبحث عن الاشعاع السياسي ولا ايضا الرياضي لان الحزب او النادي يحتاجان له ولوقفته إلى جانبهما وليس العكس لذلك لن يتخلى عنهما وسيقع التوصل الى حلول في نطاق القانون، كما اكد في خاتمة حديثه انه لا يبحث عن مناصب ولا يلهث وراء الشهرة وكل ما يطلبه هو الدعم من اجل ان يمدّ يد المساعدة من اجل الخروج بالبلاد من عنق الزجاجة..