سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«سليم الرياحي» (رئيس الاتحاد الوطني الحرّ ورئيس النادي الإفريقي) : أنا مولود في بنزرت، زوجتي صفاقسية ونعيش في لندن ... «النهضة» ستصمد في الانتخابات القادمة ولم تكن لي علاقة ب"سيف الإسلام القذافي" بل بشقيقه
أتمنى ألاّ يقتصر دور «نداء تونس» على معارضة «النهضة» بعد «جابو» الشيخاوي على الخطّ... «وما يغلى عليّ حدّ» ! حاوره: العربي الوسلاتي فجأة ودون مقدمات اقتحم سليم الرياحي عالم السياسية من أوسع أبوابه من خلال حملة انتخابية غير مسبوقة لمولوده السياسي «الاتحاد الوطني الحرّ»... دخل مباشرة في صميم الموضوع واحتلّ جانبا كبيرا من اهتمام التونسيين بحكم خروجه من المجهول وثروته الطائلة... مرّ بسرعة البرق من عالم السياسة الى عالم الرياضة بعد أن فرض نفسه في فريق النادي الإفريقي... عن مصدر أمواله وحقيقة علاقته بعائلة القذافي وعن التحوّل الكبير في طبيعة العلاقات بين حزبه «الاتحاد الوطني الحرّ» وحركة «النهضة» وعن حقيقة دخوله إلى فريق النادي الإفريقي التقت «التونسية» سليم الرياحي في هذا الحوار الذي كان مزيجا ومراوحة بين استفهامات سياسية وتساؤلات رياضية. نزلت فجأة بعد الثورة... هناك من تحدّث عن دراسات عليا بلندن وهناك من تحدث عن شراكة مع عائلة القذافي وأموال طائلة لا تحصى ولا تعد... ما الحقيقة في كل هذا..؟ نعم درست بلندن ثم اشتغلت في عالم الأعمال، اجتهدت واشتغلت بوتيرة عالية من الجهد، من يعطي حق العمل من الجدية يعطيه العمل حقّه، هذا للأسف مازلنا غير قادرين على الاقتناع به، البعض في مجتمعاتنا يرضى لنفسه للأسف أن يبقى محنّطا في مقهى يحيك الاشاعة عن فلان وفلان عوض أن يجهد نفسه في شئ ينفعه وينفع الناس به، أنا اشتغلت في ليبيا وفي غيرها من البلدان ومن يتحدّث عن الشراكة مع عائلة القذافي يمكن له ببساطة أن يتوجّه الى ليبيا ويسأل ليتأكّد، هذه الأمور ليست أسرار دولة وأنا أدعو محترفي مثل هذه التشويهات من الفاشلين والمعقّدين الى الاجتهاد أكثر في خيال أوسع لإشاعات جديدة حول سليم الرياحي وغير سليم الرياحي، قصّة القذافي أصبحت قديمة ومستهلكة، هل من جديد ؟؟؟؟ ما حقيقة بطاقة التفتيش الصادرة ضدّك من السلطات الليبية...؟ انّه لشيء مضحك أن أستمع لمثل هذه الحكايات, قلت لك أريد أشياء جديدة في فن الإشاعات... يعني أنه من الممكن أن يعود الرياحي إلى الأراضي الليبية؟ للعلم نحن استأنفنا مشاريعنا في ليبيا ونحظى بكامل الدعم والمساندة من طرف الحكومة الليبية والمجلس الانتقالي، سأقول لك شئ مهم، أصدقائي الليبيون هم من ينقلون لي قصص الاشاعات التي تأتيهم من تونس وأجد نفسي محرجا عندما يسألونني لماذا ينشر عنك بعض أبناء بلدك مثل هذه الاشاعات ؟؟؟؟ موقفك من تسليم البغدادي المحمودي؟ كنت ضد قرار التسليم ولكني أيضا كنت ضد التعامل مع قرار الحكومة من باب المزايدة على حساب قضايا أخرى أكثر حيوية بالنسبة إلى التونسيين.... وماذا عن علاقتك بسيف الاسلام القذافي وحكاية الاموال المشبوهة...؟ كما قلت كل هذا الكلام مجرّد إشاعات وادعاءات زائفة, سيف الإسلام لم تكن تجمعني به أية علاقة والوحيد الذي كنت على تواصل معه في وقت من الاوقات هو شقيقه «الله يرحمو». على ذكر البغدادي المحمودي فهو يكن لي عداء شديدا وسعى في أكثر من مرّة لعرقلة مشاريعي هناك في ليبيا. ولماذا يكرهك البغدادي المحمودي.؟ البغدادي المحمودي تونسي الأصل وينادونه في ليبيا ب«التونسي» وهذا فيه نوع من التحقير على أساس ان التونسي «زوّالي» وهذا ما جعل البغدادي يغتاض ويكره كلّ ما هو تونسي لذلك كان كرهه لي شديدا خاصة واني كنت رجل أعمال ناجح... الحمد لله غيّرت صورة التونسي هناك والجميع كان يخشاني والكلّ كانوا يتسابقون لكسب ودّي. المتأمل للتجاذبات السياسية الأخيرة يلاحظ التقارب الكبير الحاصل بين حزب «الاتحاد الوطني الحرّ» وحركة «النهضة» بل هناك من جزم بان سليم الرياحي اختار الارتماء في أحضان «النهضة». ماهو تعليقك؟ في السياسة ليس هناك شئ اسمه ارتماء في الأحضان، هذا المصطلح يهم قضايا أخرى, نحن نملك علاقة تواصل طبيعي وايجابي مع حركة «النهضة» باعتبارها من أهم مكوّنات الساحة السياسية التونسية فشلت محاولات الغائها طيلة عهدين ولا أعتقد أن لأحد القدرة على تجاهل تواجدها كرقم مهم في الساحة السياسية التونسية علاوة على أنها اليوم تتحمّل مسؤولية حكم البلاد، مهما كان الاختلاف مع «النهضة» فنحن نقدّر أن التواصل الايجابي بين مختلف مكونات الساحة السياسية التونسية هو الأساس الذي يمكن أن نعبر به هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة بسلام، لماذا كل هذا التوتّر في الساحة السياسية، على ماذا نتصارع في بلد مثل بلدنا، لا توجد لدينا غنيمة بترول أو غاز أو ثروات كبرى، لا يوجد لدينا طوائف حتى يكون التعامل بين مختلف الفرقاء السياسيين في بلادنا بهذا الحجم من التوتّر والتركيز على اصطياد أخطاء بعضنا البعض، أنا أعتبر أن نموذج علاقة التواصل الطبيعي والايجابي القائم على تقدير المصالح العليا لتونس لا ينبغي أن يكون فقط مثالا للعلاقة بين «الاتحاد الوطني الحر» وحركة «النهضة» بل بين كل الأحزاب ومكونات المشهد الساسي في تونس، علينا أن نتعلّم كيف نتصارع وفي نفس الوقت نحافظ على مصالح بلدنا وشعبنا. سرّ التقارب بينك وبين راشد الغنوشي؟؟ أنا أكن كل الاحترام والتقدير لشخص الشيخ راشد الغنوشي وأعتبر أن دوره مهم في ضمان نهج الاعتدال والوسطية بالنظر لثقله الرمزي والمعنوي ، أعتبر أنه علينا ارساء تقاليد جديدة في علاقاتنا داخل الساحة السياسية قوامه عدم السماح للاختلاف والصراع السياسي أن يتحوّل الى إسفاف ومس من مقامات الأشخاص وراشد الغنّوشي مهما اختلفت مع توجّهاته لا يمكن الاّ أن تنظر له ولتجربته بمنظار التقدير والاحترام. هل دخل سليم الرياحي في صفقة تسليم البغدادي أي رأس البغدادي مقابل رأس سليم.؟ حديث الرؤوس علاوة أنه مضحك فهو لا يستقيم إلاّ في موسم «نطيح الأكباش». رأيك في حركة «نداء تونس»؟ أعتقد انه لا يوجد شيء اسمه حركة «نداء تونس» تماما كما كان عليه الحال بالنسبة ل«الاتحاد الوطني الحرّ» مباشرة بعد 14 جانفي... أكن الاحترام لسي الباجي قايد السبسي ولا أعتقد أن يكون لأي أحد الحق في أن يوزّع بطاقات الرضاء الثوري على هذا الطرف ويمنعها عن أطراف أخرى، فقط أتمنى ألاّ يكون البرنامج الوحيد لحركة «نداء تونس» هو مجرّد الوقوف في وجه «النهضة»، التونسيون ينتظرون من يجيبهم عن أسئلتهم الاجتماعية والاقتصادية الملحّة ولن يهمّهم مستقبلا اللون السياسي لمن سيحكمهم. لو خيّروك بين «النهضة» وحركة «نداء تونس» ماذا تختار ولماذا...؟ أختار «الاتحاد الوطني الحر»، أنا مؤمن بمشروع سياسي جديد لفائدة تونس قوامه اعطاء الأولوية لبناء اقتصاد قوي كقاعدة لأي بناء صلب تريده، عدا ذلك نحن لسنا في عجلة من أمرنا ، تركيزنا منصب على تطوير تجربتنا السياسية الناشئة، ونحن اليوم لسنا في وضع اختيار أو تخيير. وماذا عن شخص سليم الرياحي؟ لست من الذين يرتاحون للحديث عن أنفسهم... هل تحلم بأن تكون يوما في منصب سياسي هام؟ لا أفكّر في ذلك, كل ما يعنيني هو خدمة هذا الوطن من أيّ موقع كان, ما دفعني لاقتحام عالم السياسة هو شعوري بأني قادر على تقديم الإضافة ومساعدة البلاد على النهوض من جديد وهذا هو الدافع الذي يجعلني أصمد الآن أمام بعض المهاترات التي تتساقط من هنا وهناك. هل تعتقد أن حركة «النهضة» قادرة على الصمود في الانتخابات القادمة...؟ أعتقد أن هذا وراد بنسبة كبيرة بل هو الأقرب الى الواقع, المواطن التونسي بسيط وسهل الاستيعاب وهذا ما سيسهّل من مهمة الحزب الحاكم الذي بدأ يتكسب الأدوات اللازمة لتسيير الدولة. رأيك في حكاية التعويضات التي خلقت جدلا واسعا في تونس؟ أنا مع مبدأ التعويض لكل ضحايا الاستبداد وأرفض المس من مشاعر الذين اكتوت عائلاتهم بنار تلك الحقبة من سنوات الاضطهاد في غمرة النقاش حول مسألة التعويضات، لكني أعتقد أن تلخيص التعويضات في سيولة مالية تمنحها الدولة هذا ما سيضر بصورة ضحايا الاستبداد قبل غيرهم وأعتقد أن التفكير ضروري في صيغ أخرى للتعويض غير الأموال المقتطعة من الميزانية العامة للدولة وأنا أقترح أن يكون هذا الملف موضوعا لاستشارة وطنية واسعة حتى نتجنّب الوقوع في وضع الملف على ظهر هذا الحزب أو ذاك ولكي يكون القرار فيه هو قرار كل المجموعة الوطنية تجاه من كانوا ضحايا لاستبداد كل طرف كان مسؤولا عنه سواء شارك بالفعل أو بالصمت. موقفك من الطرح الذي ينادي بإقصاء التجمعييّن؟ أنا ضد مبدإ الاقصاء السياسي وأعتبر أن القضاء وحده المخوّل في قضايا الحقوق المدنية والسياسية، أقول هذا خاصة أن موضوع اقصاء التجمعيين أصبح مادّة لمزايدة سياسية مضحكة تتجوّل من طرف سياسي الى آخر حسب الظرف والمصلحة. مشروع سليانة والتجاهل الكبير الذي يلقاه في ظل سياسة التعتيم الاعلامي الكبير الذي يرافقه... ما تفسيرك؟ لا يهمّني كثير ان تم الحديث اعلاميا عن مشروعنا في سليانة أم لم يتم، نحن لم نبعث هذا المشروع ليتم الحديث عنه اعلاميا، نحن نملك رؤية كاملة لبرنامج اقتصادي متكامل قائم على استراتيجية الأقطاب التنموية في الجهات، بدأنا في سليانة بإمكاناتنا كمجمع اقتصادي ونسعى الى تطبيق برنامجنا عندما نكون في موقع القرار الحاكم، المشكلة في بعض وسائل اعلامنا أنها تركّز على طواحين الهواء التي تشتغل بالكلام والشعارات ولا يعنيها كثيرا تسليط الضوء على ما ينفع الناس، ولكن هذا الأمر لا يزعجنا كثيرا... هل صحيح أنكم ستبعثون مشروع «المراعي» بتلك الجهة؟... المشروع هو عبارة عن مجمع لمصانع متعددة الاختصاصات من بينها مصنع حليب وياغورت... الخيار مازال منحصرا بين ثلاثة ماركات عالمية من بينها «المراعي»... لماذا أمرتم بإيقاف إصدار جريدة «تونس الحرّة»...؟ لم أكن راضيا عن الخط التحريري للصحيفة خاصة واني شعرت بانّ الرسالة لم تكن مضمونة الوصول لذلك خيّرنا القيام بوقفة تأمل لمراجعة أنفسنا وإصلاح بعض الأخطاء قبل العودة من جديد إذا ما ارتأينا ذلك في يوم من الأيام... ماهي علاقتك ببرهان بسيّس...؟ برهان بسيّس صديقي وهو رجل مثقف ونظيف وهو ليس سياسيا كما يعتقد البعض, ما يميّز هذا الرجل انه يجيد التواصل مع محيطه, تقرّب في وقت من الأوقات من الحكم وخبر جيّدا كواليس السياسة لكنه في المقابل صاحب فكرة يجول بك في التاريخ والحاضر. البعض يقول إن سليم الرياحي ليس «كلوبيست» وأنه «صفاقسي» وكان يريد رئاسة فريق عاصمة الجنوب وهناك من يقول إنك «ساحلي»...في خضم كل هذه الادعاءات من يكون سليم الرياحي وما حقيقة انتماءك إلى هذه الفرق...؟ أولا لنتفق على نقطة أساسية وهي انّي «كلوبيست» وهذا ما يعرفه كلّ من عاشر سليم الرياحي. ثانيا لا علاقة لي بصفاقس لأني من جهة مولود في بنزرت سنة 1972 بما ان والدي كان يشتغل موظفا هناك ومن جهة ثانية لا تربطني أي روابط دموية أو اجتماعية بجهة الساحل...أنا تونسي من العاصمة حسب تواجد عائلة الرياحية...أنا اقطن بلندن وزوجتي صفاقسية وعند عودتي إلى أرض الوطن انزل ضيفا على مدينة صفاقس هذا كلّ ما في الأمر...علاقتي بالنادي الإفريقي ليست علاقة مصلحة بل على العكس تماما أحبّ الإفريقي وأبحث عن إعادته إلى موقعه الطبيعي وإسعاد جماهيره. كلّ ما في الأمر أن البعض يحاول التشويش على اسمي لأنهم لم يتقبلوا أن يكون هناك من يقف الى جانب الفرق التونسية, لي القدرة على المساعدة ولي أصدقاء في صفاقس وسوسة لذلك لم أتردّد لمد يد العون لكني أجدد تأكيدي على حبي وولائي فقط للإفريقي والأولوية تبقى للأحمر والأبيض...مع ذلك سأواصل مساعدة الفرق التونسية متى طلب منّي ذلك وهذا ترسّخ لديّ بحكم تواجدي خارج الديار. الصدقة ما تجوز إلاّ ما يشبعوا مالي الدار... لا خوف على الإفريقي,الجمعية في أمان وستكون كذلك في قادم المشوار وهذه ليست مجرّد وعود لكني واثق مما أقول. لهذا لم نعد نسمع عن كبارات النادي وخاصة اسم حمادي بوصبيع في مركّب الافريقي؟ هذا غير صحيح, حمادي بوصبيع رجل طيب وأفضاله كبيرة على النادي الافريقي واسمه سيبقى محفورا في تاريخ الفريق ونحن على اتصال دائم وهو الوحيد تقريبا الذي يصرّ على السؤال عنيّ وعن أخبار الجمعية... وماذا عن جمال العتروس...؟ جمال العتروس صديقي بغض النظر عمّا حدث في الآونة الأخيرة. كنت سببا مباشرا في تنحيته من منصبه والزجّ به في قائمة المخلوعين... «ربّي كاتب هكّة»... لم أخلع العتروس, الظروف الأخيرة التي مرّ بها الفريق وتدني مستوى نتائجه في سباق البطولة المحلية دفع الجماهير إلى المطالبة برحيله ورحيل هيئته ولم يكن لي أي دخل في الموضوع... وصولي إلى الإفريقي لم يكن بمحض الصدفة فهناك رجال من المحسوبين على الافريقي اقترحوا عليّ الانضمام إلى عائلة النادي الإفريقي بحكم معرفتهم بعلاقتي بالفريق,هؤلاء ليسوا معروفين على الساحة الرياضية وهم من كانوا وراء إقناعي بخوض التجربة ومن ثم التقيت معزّ المزالي والبقية يعرفها الجميع... ألم تخش من دخول هذا العالم الجديد عليك خصوصا وأنّك صاحب مال ورجل سياسة والجماهير يصعب السيطرة عليها في هذا الظرف...؟ أنا لا أخشى المجازفة وهذه ليست طباعي ,انا رجل مؤمن وأعشق التحدّي ولا أضيع الفرص ورئاسة الإفريقي شرف يتمناه كثيرون لذلك لم أتردّد في خوض التجربة لأني واثق من النجاح.لا شي يأتي بالحظ وأنا لا أترك للحظ أيّ مجال في حياتي...مقومات النجاح معروفة لذلك الطريق واضحة المعالم أمامنا... تحدثتم عن إدارة عصرية في الفريق وعن هيئة تنفيذية لكن إلى حدّ اللحظة بقي الأمر مجرّد حبر على ورق ولم نسمع عن جديد في إدارة وهيئة النادي... هذا صحيح, لم نكشف بصفة رسمية عن أعضاء الهيئة التنفيذية لان الأمر مازال في طور التجربة , كلّ الموجودين حاليا في النادي الإفريقي سواء في الإطار الفني أو اللاعبين أو المسؤولين هم في فترة اختبار قد تدوم لستة أشهر كاملة ومن يخطئ أو يثبت عدم جدوى بقائه في الفريق سيغادر لان الإفريقي أمانة في عنقي ولن أقبل أيّ تقصير في حقّه. الهيئة التنفيذية سيعلن عنها عندما نتأكد من إمكانيات كلّ شخص... رئيس فرع كرة القدم في الإفريقي هو مهدي ميلاد...؟ لا.. مهدي ميلاد في القائمة الموسعة للهيئة التنفيذية لكن لم يقع تنصيبه بعد بصفة رسمية والامر مؤجّل إلى حين اتخذ قراري النهائي.(أجري الحوار يوم الاثنين قبل استقالة مهدي ميلاد) كنت قد أعلنت في وقت سابق أنّ سمير السليمي سيكون هو المدير التنفيذي في الفريق لكن تراجعت فيما بعد ونصبّت الفرنسي كريستوف مايول بدلا عنه والسبب حسب ما تأكد لنا تصريحات صحفية أدلى بها السليمي ولم تعجب المحيطين بك... غير صحيح, السليمي تراجع برغبة منه رغم أنيّ تمسكت بالاستعانة به لكن الحقيقة هي أن «مايول» هو المدير التنفيذي الذي نويت التعاقد معها منذ البداية...أنا تعرفت على الفريق منذ شهر ونصف تقريبا وهذه فترة غير كافية..أنا الآن على ذمة الإفريقي وكلّ ما أطلبه من رجالي هو ما يطلبه الجمهور, إدارة نظيفة ولعب «صحيح» وألقاب... متى نشاهد الإفريقي الذي يحلم به سليم الرياحي...؟ في أٌقرب وقت إن شاء الله,أنا أبني فريقا للمستقبل سيكون قادرا على تسيّد الكرة التونسية والإفريقية إن شاء الله وبرنامج العمل الذي وضعته يمتد على ثلاث سنوات مثلما أعلنت عنه في وقت سابق وتحديدا في الحملة الانتخابية وإذا ما وفقنا قبل هذا التاريخ فيا حبّذا ذلك. البعض من جماهير النادي الإفريقي تتحدث عن مرحلة ما بعد سليم الرياحي وتخشى من ضياع الفريق... أتيت لإنقاذ النادي الإفريقي وليس لتوريطه, لست هنا لضخّ الأموال فقط... أكثر ما يهمني هو إيجاد موارد مالية مستقرة للفريق, مداخيل مستقلة سواء كان سليم موجودا أو غير موجود, لن أورّط الإفريقي بل على العكس تماما فحتىّ الصفقات التي نبرمها مدروسة وستعود بالنفع على الفريق لأنها تدخل في سياسة الاستثمار... جابو الذي انتدبناه لديه عروض بالجملة وقادرون على الاستفادة من عائدات مالية إضافية رغم انه لم يلعب أيّ دقيقة مع الفريق «نيس» تريده بضعف المبلغ الذي اشتريناه به ,كارل ماكس له عرض أوروبي بقيمة 4 مليارات... هذه هي السياسة التي ننشدها في الفريق. على ذكر عبد المؤمن جابو... صفقة اعتبرها البعض ضربة «معلميّة» من سليم الرياحي الذي دخل مباشرة في صلب الموضوع وجعلت الجماهير تتغنيّ باسمك... صفقة جابو أردتها هدية لجماهير النادي الإفريقي, اللاعب موهوب وقيمة كروية ثابتة واختار الإفريقي رغم أن عرض الترجي كان أرفع من حيث القيمة المالية, هو فضّل عرض الإفريقي لأنه يريد فريق الشعب ويعشق ثورة جماهيره. جمهور الإفريقي سعد كثيرا بالطريقة التي فاز بها الإفريقي بهذه الصفقة على حساب فريق عريق بقطع النظر عن اسم اللاعب وقيمته الفنية؟ لا اهتم بهذه الجزئيات...لا أعير بالا لأيّ كان و ما يهمنّي هو مصلحة الإفريقي فقط بغضّ النظر عن أسماء المنافسين... هناك من يتحدث عن وجود بوادر حرب باردة بينك وبين رئيس الترجي التونسي «حمدي المدب» ترجمتها سياسة الناديين في ما يخصّ ملف الانتدابات التي قمتما بها مؤخرا... الإفريقي فاز بجابو والمهاجم التشادي لكنه خسر مقابل ذلك توقيع الراقد والزواغي... «حمدي المدّب ما نعرفوش»...ولم ألتقه يوما...النادي الإفريقي يقوم بانتدابات على حسب أولويات وحاجيات الفريق ولسنا في حرب مع أيّ كان... قادرون على الفوز بأيّ صفقة كانت مهما علت قيمتها لكن أكثر ما يهمنّا في هذا الموضوع وقبل مناقشة أي عرض هو الرابط المعنوي وحبّ الجمعية... من يريد اللعب في الإفريقي عليه أن يكون مستعدا لحب هذا الفريق والدفاع عنه ومن ثمّ تأتي بقية التفاصيل من بينها الجوانب المالية. ما لا يعرفه البعض أنني شخص عنيد جدّا وعنادي هذا أوظفه في عالم «البيزنس»... لو أردت الراقد لا تعاقدت معه لأنه لا أحد كان سيقدر على منافستي وهذا الكلام ليس غرورا بل ثقة في النفس لكني غضضت النظر عن هذا الملف لأني أرفض التعاقد مع لاعبين يتاجرون بانتمائهم من أجل بضعة ملايين... ثمّ حسين الراقد يبلغ من العمر 30 سنة ولا يستحق مبلغ 3 مليارات لأنها صفقة معدومة النفع على الإفريقي حسب وجهة نظرنا... من ناحية ثانية أنا أرفض المزايدة وهذا ما جعلني أصرف النظر عن بعض الصفقات, الكلّ أصبح طامعا في أموال الرياحي وأموال الإفريقي حتى بعض الفرق الأوروبية, أحيانا يكون الفقر نعمة... «أنا كسليم الرياحي ما يغلاش عليّ ملاعبي لكن ما ناخوش لاعب غالي على الإفريقي...». الزواغي اتفقنا معه ثم تحول لدراسة عرض ثان مع الترجي.. هل يعقل أن نعيد الاتصال به ونقع في فخّ المزايدة... كنت قادرا على خطف الزواغي من الجميع مهما كان اسم الطرف المقابل «نزيد و ما ياخذو حدّ» لكني أرفض هذه الممارسات وقميص الإفريقي لا يباع من أجل 50 مليونا... ليلعم جمهور النادي الإفريقي أن «كاسة» الفريق فارغة والديون التي سددناها إلى حدّ الآن خيالية وسنكشف عنه قريبا في ندوة صحفية لذلك لن نجرّ الإفريقي إلى لعبة خاسرة ولن نهدر مال الفريق بأيّ حال من الأحوال «نجيب لاعب يوحلو فيه ؟؟؟؟». لماذا تركتم الذوادي يغادر...؟ قدمنا عرضا يتماشى مع قيمة الذوادي وتاريخه مع الفريق وعلاقته بالجمهور وحوّلنا كلّ هذه المعطيات إلى رقم مالي لكن الذوادي رفض عرضنا ويبدو أن العقد المبدئي الذي وقّعه في وقت سابق حسم الأمور حتى قبل مجيئنا. نبقى مع ملف الانتدابات...تحدّث البعض عن وجود مفاجأة كبيرة يعدها سليم الرياحي لجماهير الإفريقي...ماهي صحة هذه الأخبار...؟ نعتزم القيام ببعض الانتدابات, لا أريد ذكر الأسماء لأني أرٍفض الحديث عن تعاقدات مازالت غير محسومة... على الأرجح سنقوم بخمس انتدابات إضافية ليكون عدد الوافدين الجدد 11 كما برمجت له مسبقا... ليس هناك اسم كبير فهذه مجرّد عناوين صحفية لا غير... لدينا أسماء مطروحة على طاولة الدرس وسنحاول الفوز بتوقيع بعضها قريبا...المهم ان الاسماء الجديدة ستعطي الإضافة إلى الفريق. لو توضّح لنا أكثر... القائمة موسّعة... هناك المالي صامبا صو, وسام يحيى بدوره مازال محلّ اهتماماتنا, سننتدب ظهيرا أيمن ومهاجما ممتازا وصانع ألعاب.. هذه الخطوط العريضة لانتداباتنا المرتقبة على الأرجح... وماذا عن ياسين الشيخاوي وعمّار الجمل, هل تحدثت معهما بالفعل...؟ نعم التقيت ياسين الشيخاوي وعرضت عليه فكرة الانضمام إلى الإفريقي,تحدثنا في المبدإ ولم نتحدث في الأمور المالية والعرض قائم الذات لأني متمسك بياسين فهو لاعب ممتاز لم يجد ضالته في الدوري السويسري... ننتظر ردّه ومن ثمّ سنقرّر... بالنسبة لعمار الجمل مرتبط بعقد ساري المفعول مع فريقه وفرضية قدومه تبدو صعبة نوعا ما رغم أننا فاتحناه في الموضوع... وفاروق بن مصطفى...؟ فاروق بن مصطفى لا يفوق عاطف الدخيلي في شيء خصوصا من ناحية التجربة وهو في نفس المستوى مع الدخيلي وإذا رغبنا في التعاقد مع حارس آخر فالأولوية لحارس صاحب تجربة قادر على تأطير الدخيلي وسيف الأحول... لكن البعض يؤكد بأنّ الصفقة مؤجلة إلى شهر ديسمبر... هذه فرضية قائمة الذات, تحدثنا مع مهدي بن غربية والأمر مؤجل إلى ذلك الحين ومرتبط بما سيقرّره الإطار الفني للفريق. هناك بوادر أزمة بين الإفريقي والشبيبة القيروانية بسبب قضية تهريب لاعبين من شبان فريق عاصمة الأغالبة إلى مركب الحديقة «أ» ماهو تعليقك على مثل هذه الممارسات التي لم نعهدها في فريق باب الجديد...ماهو تعليقك على الأمر..؟ الافريقي لم يرتكب أيّ خطيئة ولا يصح تجريم الفريق من أجل جرم لم يرتكبه... صاحب القرار في الفريق هو سليم الرياحي وأنا لم أوقّع على عقد انتداب هذين اللاعبين لذلك القضية مفتعلة والصفقة لاغية, الدكتور فاتح العلويني اتصل بي وتناقشنا بخصوص هذا الأمر والملف في طريقه للتسوية بشكل يرضي الطرفين.من العيب الادّعاء على الإفريقي بدون موجب حقّ... الجميع يتظلم الآن والكل يسعى لابتزازنا لكن لا خوف على الإفريقي سننتدب الأفضل وسيكون لنا فريق قويّ وسنكون الأفضل... أنا لا أتدخّل في التفاصيل والانتدابات لكني انتدبت لاعبا على «كيفي» وهو مراد الهذلي لاعب الاولمبي للنقل لأني أعشق هذا الفريق ومن حسن الصدف أعجب برنار كازوني بهذا اللاعب كثيرا وأكدّ لي أنه سيكون المفاجأة السارة في الفريق الموسم القادم. يتحدث البعض عن سعيك لتحويل الإفريقي إلى شركة خاصة باسم سليم الرياحي... هذا غير صحيح,هذا الأمر بيد الدولة التي تملك حقّ تحويل الأندية إلى شركات خاصة, هذا ليس من اهتماماتي ولا يدور في ذهني مثل هذا الأمر... أنا جئت لخدمة الفريق من دون حسابات شخصية. لكن ظاهرة «الحراس الشخصييّن» الذين استنجدت بهم دعمت هذا الطرح بما أن البعض يرى أن الرياحي افتك الإفريقي من جماهيره وأحكم قبضته عليه... هذه أمور تنظيمية,هل من المعقول أن ننتدب لاعبين بالمليارات لكي يأتي بعض المرتزقة ليشوشوا الجو العام للفريق أو ليبتزّوا اللاعبين...؟من واجبي حماية مركب الإفريقي وحماية اللاعبين وتوفير الراحة لهم...إذا أردنا النتيجة المرجوة علينا توفير كلّ الظروف الملائمة لبناء فريق على أسس صحيحة,إذا أردنا الترفيع في المستوى علينا أن نعمل على تفادي كلّ الإخلالات على جميع الجوانب...لم نقفل المركب على أحباء الفريق بل على بعض المرتزقة وفي الأخير كلّ ما نقوم به هو لفائدة هذه الجماهير... علينا أن نضحي جميعا و النتيجة ستكون بعد حين والتنظيم والحماية سيؤتيان أكلهما... رأيك في قرار «الكناس» الأخير والقاضي بإعادة مباراة الترجي وبني خلاّد..؟ حقيقة لم أفتح ملفّ «الكناس» بعد ولا أعرف هذا الهيكل ومن الذي كان وراء تعيينه وأعتقد انه ستكون لنا وجهة نظر خاصة في هذا الموضوع... وماذا عن ملفّ «الويكلو»...؟ هذا الموضوع منتهي بالنسبة إلينا, تحدثنا مع كلّ المسؤولين في الدولة وعلينا طرد هذا الكابوس نهائيا... قوة الدولة في سلامة مؤسساتها, عندما تشاهد الملاعب ملآنة بالجماهير فذلك دليل على الأمن والأمان فانك تدرك أن الدولة سليمة وفي حالتها الطبيعية وعندما تشاهد رجال الأمن يطاردون المخرّبين فهذا دليل على هيبة الدولة وعلى تماسكها لكن «الويكلو» دليل على حالة العجز والوهن... هذه هي وجهة نظري. ماذا عن جريدة وتلفزة «الغالية» وما صحة الأخبار التي تتحدث عن كون الإفريقي مخترق إعلاميا...؟ سبق وقلت أننا لن نتراجع في وعودنا ومشاريعنا المستقبلية ستحقق عاجلا أم آجلا,بالنسبة للجزء الثاني من سؤالك الإفريقي لم يعد مخترقا إعلاميا وكل ما يروج هو مجرد تسريبات من بعض السماسرة وهذا خارج عن إرادتنا لكن في المقابل لن نسمح لأي كان بالتشويش أو الادعاء على فريقنا وسنوقف كلّ شخص يتطاول على الإفريقي عند حدّه... كنت مؤخرا في لندن, هل تستمتع بشهر رمضان مع العائلة أم لا...؟ بطبيعة الحال قضيت الايام الاولى من شهر رمضان في لندن بما اني مستقر هناك صحبة العائلة,كنا نفكرّ في العودة الى تونس لكن الحدث الاولمبي جعل ابنائي يفضلون متابعة الاولمبياد بلندن قبل العودة الى تونس... هل لك أبناء...؟ نعم لي طفلان وكلاهما يلعب في مدراس فريق تشيلسي الانقليزي. أليس الافريقي أولى بخدماتهما؟... (ضاحكا) نعم ولكن ليس الآن. هل تتابع البرمجة التلفزية الرمضانية...؟ ليس كثيرا, أعجبت ببرنامج «سياسي في الفخ» الذي يبثّ على القناة الوطنية في المقابل لم تعجبني سلسلة «التمساح» لانها تستفز المواطن التونسي وتكشف عن حقائق دفينة بداخله... لا أتابع المسلسلات لاني لا أميل لها كما أنّي لا أملك الوقت لذلك بحكم ارتباطاتي المتواصلة...