شكل اعتماد تعليب مميز لعدد من المنتجات الأساسية المدعمة أحد الإجراءات التي تم إقرارها من قبل اللجنة الوطنية للحد من إرتفاع الأسعار ومكافحة التهريب في إطار العمل على توجيه الدعم إلى مستحقيه. وتجدد طرح هذا الإجراء ضمن حزمة التدابير المعلن عنها موفى الأسبوع المنقضي من قبل الحكومة.حيث تم التنصيص عن "قرب الشروع في اعتماد تعليب مميز لبعض المواد المدعمة من قبيل السكر والحليب والطماطم وزيت الصوجا وقوارير الغاز المنزلي."وذلك حرصا على مزيد التحكم في صندوق الدعم وتوجيه هذه المواد نحو الإستهلاك الأسري. الفكرة قد تبدو جديدة على المشهد التجاري العام الذي تتساوى فيه طريقة عرض وتعليب المواد الأساسية ما يجعلها في متناول مختلف أنماط الحرفاء والمستهلكين سواء كان غرض التزود الاستهلاك العائلي أو لأغراض تجارية أخرى.من ذلك بيع السكر السائب في المتاجر والفضاءات المتوسطة والكبرى ورغم أنه مدعم وبالتالي موجه إلى فئات اجتماعية دون أخرى فقد كان ولايزال التزود به متاحا للجميع دون استثناء. لكن ما مدى جدوى ونجاعة الآلية الجديدة المقترحة في تصويب هذه المواد نحو العائلات بالأساس؟ وأي ضمانة تكفل توجيه المنتجات المدعمة بعد تغيير شكل تعليبها وعلاماتها نحو مستحقيها ؟ وماذا عن الخصوصيات والمميزات الفنية للتعليب المقترح؟ وماذا أيضا عن متابعة ومراقبة مسالكها بالأسواق؟ التساؤلات عديدة لكن للأسف لم يتسن لنا الظفر بتوضيحات دقيقة حولها رغم محاولاتنا المتكررة النفاذ إلى مصدر المعلومة بوزارة التجارة بوصفها الجهة المسؤولة عن التجارة الداخلية،دون جدوى. والحال أنّنا كإعلاميين كنا ننتظر أن يقع تخصيص لقاءات توضيحية لكل النقاط الواردة بالتدابير الحكومية المتخذة للضغط على الأسعارطبقا لمجال تدخل كل وزارة لتتضح الرؤية وتتبين الخطة المنهجية والعملية لتنفيذ هذا البرنامج الرامي في مجمله إلى الحد من غلاء الأسعارعبر زوايا تدخل وتحرك مختلفة ومتنوعة لكنها تتقاطع مع مصلحة وطنية واحدة هي حماية القدرة الشرائية للمواطن وإخماد نار الأسعار.