تفتتح اليوم في العاصمة القطرية الدوحة أشغال القمة العربية في دورتها السنوية وقد حصلت «الصباح» على وثيقة تعكس ملامح البيان الختامي للقمة والذي يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بالملف السوري والقضية الفلسطينية وتطوير عمل جامعة الدول العربية وارتأينا تقديم قراءة اولى في مشروع البيان وكلنا أمل أن تكذب الاحداث توقعاتنا وأن يخرج القادة العرب بقرار يعيد الارض الفلسطينية المسلوبة ويوقف نزيف الدماء في سوريا ويضمن الكرامة العربية الموؤودة ويضع حدا للمهازل والهزائم المسجلة في فضاءات الحكم العربية. قطر اليوم تتطلع الى دور قيادي في العالم العربي والاسلامي فهل تأتي الرياح بما تشتهيه السفن العائمة في الدوحة؟ انتظروا قوات السلام في سوريا! أول ما يتضمنه بيان القمة العربية دعوة تحث مجلس الأمن على أخذ دوره وإصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار وإرسال قوات حفظ السلام الى سوريا ورعاية حوار وطني سوري لوضع ترتيبات المرحلة الانتقالية. وسيدعو البيان الى تحرك عربي فاعل يتصدّى إلى معاناة الملايين من النازحين واللاجئين السوريين وتقديم كافة أشكال الدعم للدول التي تستضيفهم. كما طالب البيان الدول العربية بالاستعداد للمساهمة في اعادة إعمار سوريا. كما يدعو مشروع البيان الرئيس السوري بشار الأسد الى تحقيق تطلعات شعبه في التغيير والإصلاح الديمقراطي وإيقاف آلة البطش ونزيف الدم.. ويؤكد البيان على الرؤية الشاملة للاصلاح السياسي والاقتصادي لضمان كرامة المواطن العربي وتعزيز حقوقه وتلبية مطالبه في الحرية والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية التي جسدتها التطورات التي تعيشها الشعوب العربية. صبرا آل فلسطين وككل القمم السابقة يوجه القادة العرب في البيان تحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني في نضاله للتصدي للعدوان الإسرائيلى المستمر عليه، وعلى أرضه ومقدساته وتراثه، ودعم صموده من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة، وعاصمتها القدسالشرقية. وسيدين البيان بشدّة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرّة على الشعب الفلسطيني وعلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، واستمرار إسرائيل في نشاطاتها الاستيطانية بالرغم من الإدانات الدولية لهذه الممارسات غير الشرعية والانتهاكات للقانون الدولي الإنساني ولمواثيق حقوق الإنسان. ويدعو البيان الى تفعيل القرارات العربية والإسلامية والدولية في مواجهة ممارسة القمع والانتهاكات الإسرائيلية في غزة وعموم الأراضى الفلسطينيةالمحتلة. ويرحب القادة العرب بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة باعطاء دولة فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو، مثلما يؤكد على اعتبار المصالحة الفلسطينية ركيزة أساسية ومصلحة عليا للشعب الفلسطيني. ويعرب القادة العرب عن دعمهم الكامل لمدينة القدس وأهلها الصامدين والمرابطين على أرضهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل عليهم وعلى مقدساتهم وخاصة على المسجد الأقصى المبارك. ويؤكد القادة العرب في البيان على ان القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، وأن جميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي باطلة قانونا، ولا يترتب عنها إحداث أي تغيير على وضع المدينة القانوني كمدينة محتلة ولا على وضعها السياسي باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين. ويؤكدون على ضرورة التوصل إلى حل عادل للصراع العربي الاسرائيلي على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والتاكيد على أن السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري حتى خط الرابع من جوان 1967 تطبيقا لقرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، والتوصل لحل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بما في ذلك حق العودة ورفض كافة أشكال التوطين، والتأكيد على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدسالشرقية. وتدعو القمة وفقا لمشروع البيان إلى تحقيق التكامل الاقتصادي العربي للنهوض باقتصاديات الدول التي شهدت هذه التغيرات مما يتطلب دعما عربيا يؤمن مستقبلا آمنا وزاهرا لأجيالها. ويبقى الحلم مشروعا.. وعموما فان البيان الذي بين أيدينا لا يحمل في طياته جديدا ولا يقدم حلولا عملية للقضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية العالقة، أما الحلم في تحقيق الديمقراطية وتثبيت الأهداف التي حملتها الثورات العربية فتلك أمانة بأيدي الشعوب المعنية التي يتعين عليها مواصلة المعركة التي خاضتها ضدّ الدكتاتورية لكسب المعركة القادمة في قطع دابر الفساد والظلم والطغيان والانتهازية وإرساء الارضية المطلوبة لتغيير العقليات والتصدي لكل المحاولات لالغاء الفكر والعلم والاجتهاد ومحاصرة الجامعات وإقصاء جزء اساسي من المجتمعات كل ذلك بهدف تجهيل العامة حتى يسهل مغالبتها والتحكم في ارادتها ومصادرة طموحاتها وأحلامها في الحرية والعدالة والرفاهية.. وفي انتظار البيان الرسمي سيكون بالإمكان إطلاق العنان للخيال والحلم بمستقبل افضل لاجيال الشباب تشترك في وضعه كل الفئات والأطراف المؤمنة بأهداف الثورة وعدا ذلك فان التعويل على الآخرين مهما تفاقمت ثرواتهم وقدراتهم وإمكانياتهم لن يقدم القليل أو الكثير، لانه وبكل بساطة فاقد الشيء لا يعطيه، ومن يحاكم الفكر ويصادر الحريات لا يمكنه أن يرعى أحلام الثورة...