- قال مو ابراهيم، رجل الأعمال الأنغلو سوداني: افريقيا غنية لكن الأفارقة فقراء وهذا أساسا بسبب غياب الحوكمة الرشيدة. هذا الحال ينطبق على تونس التي لو استغلت قدراتها الطبيعية والبشرية على أحسن وجه، لمكنت شعبها من مستوى عيش يفوق بأضعاف ما هو عليه الآن. ان ترك الشعوب ترزح تحت أعباء الفقر والحاجة سياسة استعمارية تهدف الى تركيع المواطن وجعل جهده وتفكيره ينحصر في طرق تحقيق حاجياته الأساسية، مما ييسر استغلال ثروات البلدان وإمكانياتها. هذه السياسة استغلتها الدكتاتوريات التي توالت بعد الاستقلال للضغط على الشعوب وتيسير حكمها وهيمنتها، ومواصلة نهب ثرواتها. الوضع مع الأسف ليس بأحسن حال بعد أكثر من سنتين من الثورة ان لم نقل أنه زاد سوءا، وليست هناك أية بوادر حقيقية لتحسنه في الأمد القريب والمتوسط. مادمنا نعتقد ان العنصر البشري عالة وليس ثروة، وما دامت مؤسساتنا التعليمية وجامعاتنا تواصل تخريج طوابير من العاطلين عن العمل فلن يتغير الوضع على ما هو عليه. أليس من المفارقات العجيبة والغريبة ان تكون نسبة البطالة موازية لمستوى الشهائد المتحصل عليها، فكلما زاد شبابنا تعلما كلما نقصت حظوظ تشغيله، ورغم ذلك فإن منظومتنا التعليمية تواصل على نفس المنهاج وكأن شيئا لم يكن. ان استشراف المستقبل وتحديد النمط المجتمعي والحضاري الذي نريده للأجيال القادمة، والقضاء تدريجيا على مواطن الفساد والإفساد ضرورة حياتية لتغيير الواقع نحو الأفضل، وهذا سيمكن من تحديد الإصلاحات الواجب القيام بها في مختلف المجالات. الثورة الحقيقية هي في العقول وفي الطموحات والإرادة القوية، وهذه الثورة يبدو أنها لم تنضج بعد. ● أستاذ محاضر