– الصباح - من مبعوثتنا نجلاء قموع - اختتمت ليلة27 مارس الجاري المتزامنة- مع اليوم العالمي للمسرح- الدورة الثانية عشرة لتظاهرة "24 ساعة مسرح" بمركز الفنون الركحية بالكاف بعرض موسيقي بعنوان "علاش لا" ومداخلة للفنان سفيان الداهش هذا إلى جانب العروض المبرمجة طيلة 12 ساعة من يوم اختتام المهرجان على غرار مسرحية "بلاش" والعمل المغربي "مدام آمال" وعدد من التجليات منها "خفق طار" لبسمة يونسي و"للا عيشة" لصابر سبتي وصابرين بالحاج علي و"من أنا" لسمير عباسي أحد أبناء مركز الفنون الركحية بالكاف والذي سبق له أن شارك في مجموعة من انتاجات هذا المركز من بينها المنسيات والنورس وعرس فالصو. في العرض الأخير "من أنا" طرحت مسألة ضياع التونسي في خضم الفوضى التي تعرفها البلاد منذ أيام الثورة الأولى فاختلطت في ذهن بطل العمل المبادئ المتناقضة بالأفكار المتصارعة حتى أنه صار يشك في كينونيته. وفي هذا الاطار تحدث كاتب ومخرج هذه التجليات سمير عباسي "للصباح" قائلا:" المعيش اليومي هو حافزي الأول لاختيار أفكار تجلياتي ومنه أنطلق باحثا عن مضامين تكون قريبة من اهتماماتي واهتمامات المواطن التونسي البسيط." ويستعرض عرض "من أنا" مظاهر اجتماعية عديدة عرفتها تونس ما بعد الثورة أبرزها المتاجرة بالدين وغلاء الأسعار وتواصل الفقر والبطالة في صفوف البسطاء والمحتاجين. من جهته عرض المسرحي عبد القادر بن سعيد مسرحية "الديناصورات" انتاج المركز الوطني لفن العرائس بنبر إحدى القرى التابعة لولاية الكاف وعبّر عن إعجابه بتفاعل الحاضرين ومحبتهم للفن الرابع. وتجدر الإشارة في هذا السياق الى أن جانبا من عروض تظاهرة "24 ساعة مسرح" قدمت في عدد من مدن الكاف على غرار عرض"الدرويش وسراق القصر" بمدينة تاجروين وعرض جمعية السنابل للفنون الركحية "فارس النواثير" بالجريصة و"حكواتي" لمنذر الجبابلي بالسجن المدني بالسرس. وتم بمناسبة تظاهرة "24 ساعة مسرح" بالكاف تنظيم عدد من التربصات والورشات منها ورشة فن الغرافيتي بإشراف الفنانة فاطمة عمارة الى جانب العروض المسرحية الموجهة للأطفال. غير أن ما لفت انتباهنا ضمن برمجة الدورة الثانية عشر من هذه التظاهرة هو غياب أعمال محلية عالية الجودة فأغلب العروض التي تم اقترحها على جمهور الكاف- ومنهم طلبة يدرسون المسرح في احد معاهد الفنون الدرامية المتمركز بهذه الجهة – لا يمكن أن تضيف الكثير لثقافتهم المسرحية خاصة وأن الكاف لها تقاليد عريقة في الفن الرابع ومن الصعب شد هذا الجمهور بأعمال لمبتدىء المسرح – مع احترامنا طبعا لتجاربهم الأولى- أو بأعمال لم تحقق النجاح الفني أو الجماهيري في عروض سبقت تظاهرة "24 ساعة مسرح " في عدد من التظاهرات المحلية.. لا لشيء سوى أنها عروض مدعمة. نعتقد أن جمهور الكاف يستحق تقديرا أكبر لذائقته الفنية.. وكنا نتمنى أن يكون الاختتام من إنتاج أحد مراكز الفنون الركحية ولم لا مركز الكاف تحديدا خاصة وأن المخرج سامي النصري يشتغل منذ فترة على عمل مسرحي فرجوي بعنوان "لمبيتة" عن تاريخ فرق العيساوية بجهة الكاف. كان إختتام هذه التظاهرة سيكون أجمل مما كان ونخشى أن تفقد بريقها إذا تواصل الإعتماد على برنامج عروض مسرحية قد لا ينسجم دائما مع انتظارات جمهور الكاف صاحب الدراية الكبيرة بالفن الرابع وبكل خفاياه. ولا ننسى أن تخلي التظاهرة عن خصوصية مهمة تتمثل في تواصل العروض طيلة 24 ساعة دون انقطاع ليقع الإقتصار على اثني عشر ساعة (12) تقدم على مدى يومين من شأنه أن يحرم التظاهرة من خصوصيتها.