شاب ينتحر بإطلاق رصاصة في رأسه من بندقية صنعها بنفسه - ترك رسالة لأهله واختار منزلا مهجورا في جبل الشعانبي ونفذ فيه الانتحار - أغلق مداخل مكان انتحاره حتى لا تأكل "الضباع" جثته قبل عثور عائلته عليها - يوم الثلاثاء الفارط مسرحا لعملية انتحار شاب ما يزال في مقتبل العمر بطريقة تشبه مشاهد احد الافلام البوليسية.. فحسب بعض اقاربه الذين تحدثت اليهم «الصباح الأسبوعي» فان الضحية واسمه الازهر بن خليفة عبايدي (23 سنة) اقدم على وضع حد لحياته باطلاق رصاصة في راسه من بندقية صيد بعد ان خطط لذلك وترك رسالة تتضمن دوافع واسباب انتحاره حتى لا يقع اتهام احد بقتله.. * سجين مظلوم هارب الرسالة التي تركها لعائلته ذكر فيها الشاب الضحية انه سئم من العيش متخفيا عن انظار الامن باعتباره من المفتش عنهم اثر فراره من السجن في الايام الاولى للثورة بعد توريطه ظلما في قضية سرقة لما كان يشتغل (قبل الثورة) في قطاع البناء بمدينة المنستير ورفضه تسليم نفسه خوفا من مضاعفة العقوبة المحكوم بها عليه.. وانه ملّ من حياته ومن الذعر الذي يعيش فيه كلما شاهد دورية امنية حتى لا يتعرض الى الايقاف واستبدّ به اليأس من جراء انسداد كل الآفاق امامه بما في ذلك المشاركة في احدى مناظرات الالتحاق بالوظيفة العمومية وهو المفتش عنه فلم يجد اي حل غير الانتحار. * في منزل مهجور بالشعانبي اختار الشاب انهاء حياته بعيدا عن منزل اسرته حتى لا يثنيه احد عما عزم عليه فاخذ بندقية صيد من صنع محلي (كما ورد في رسالته) واتجه الى جبل الشعانبي القريب من قريته البريكة التابعة لمعتمدية فوسانة وهناك وجد منزلا مهجورا احكم اغلاق مدخله بالحجارة لكي لا تتمكن الضباع الموجودة بكثرة في الشعانبي من الدخول اليه ونهش جثته بعد موته قبل ان يعثر عليها احد ويدل اهله اليها اي انه لم يخف من الموت لكنه انشغل بما سيحصل لجثته اثر انتحاره.. ثم اختار ركنا وجلس فيه واطلق على نفسه رصاصة بالراس اردته قتيلا. * اكتشاف الجثة بمجرد تفطن عائلته الى اختفائه انشغلوا عنه خاصة وان هاتفه الجوال لا يرد فشرعوا في البحث عنه ولما عثروا على الرسالة التي تركها صدموا للامر واتجهوا بسرعة الى المكان الذي حدده لانتحاره وهناك وجدوا جثته وبندقية الصيد التي انتحر بواسطتها فأعلموا السلط الامنية فحل اعوان الحرس الوطني صحبة ممثل النيابة العمومية الذي اذن بنقل الجثة الى المستشفى الجهوي بالقصرين لتشريحها لدى الطبيب الشرعي وتحديد اسباب الوفاة بكامل الدقة وانطلقت الابحاث للتحقيق في ملابسات الحادثة وبعد الاطلاع على الرسالة التي تركها تم التاكد من انها عملية انتحار ولا علاقة لها بدوافع اجرامية. * إحاطة بعائلة الضحية ما ان علمت السلط المحلية بفوسانة عن طريق احدى الجمعيات بما حصل للشاب حتى تحول معتمد المنطقة الى عائلة الضحية وقدم لها التعازي فاكتشف الظروف الاجتماعية الصعبة التي تعيشها هي وكامل الاسر التي تقطن بمنطقة «الزداورية» قرب البريكة فوعد بتقديم كل المساعدات الممكنة ويوم الجمعة عاد المعتمد صحبة مسؤولين جهويين اخرين (3 معتمدين) وعاينوا المنطقة ووعدوا بتشغيل 12 واحدا منها بالحضيرة وادراج بعض المنازل البدائية فيها ضمن برنامج المساكن الاجتماعية الجاري تنفيذه. * صدمة أصغر أشقائه خلفت عملية الانتحار لوعة وحزنا كبيرين في كامل المنطقة وخاصة اهله واقاربه الذين لم يتصوروا ان ينهي حياته بتلك الطريقة وترك رحيله المفاجئ صدمة لشقيقه الصغير (عمره 15 سنة) اصبح كما افادنا بذلك قريب له يتحدث بكلام غريب ويردد انه عليه ان يحفر قبرا له لانه سيلتحق باخيه وما الى ذلك من الاحاديث الغريبة وعائلته خائفة من ان تكون الحادثة خلفت له انهيارا عصبيا او بداية مرض عقلي وهي في حاجة لمن يساعدها على الاحاطة النفسية به.