أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    المنتخب التونسي للبايسبول 5 يتوج ببطولة إفريقيا    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    عفاف الهمامي: المواظبة على التعلم تمنح كبار السن قدرات إدراكية تحميهم من الزهايمر    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    تركيا: 6 قتلى في حريق بمستودع للعطور والسلطات تحقق    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عقاقير الموت البطيء تَنخُر أجساد شبابنا
تحقيق: تُسْتَعمل لنفخ العضلات
نشر في الصباح يوم 24 - 03 - 2008

منْ وراء تهريب «الانابول» و«الكرياتين» و«السيستانول» وغيرها إلى بلادنا؟
تونس الاسبوعي: أصبح الجسد المكور والعضلات البارزة المفتولة من ابرز هواجس فئة واسعة من شباب اليوم وهو ما يتجلى بوضوح من خلال الإقبال المتزايد على ارتياد قاعات الرياضة ونوادي كمال الأجسام وبطبيعة الحال كل له هدف يطمح إلى تحقيقه «بعد خدمة بدنو» مثلما يقولون
فهذا يرى أن الأجساد المكوّرة تساعد على إدارة الأعناق إليه وذاك يعتقد أنها الوسيلة الأقرب والأيسر لكسب احترام الأخر وإخافته أما الشق الأخر من أصحاب الأجساد المفتولة فيعتقد أن ضخامة تضاريس العضلات على الجسد تجعله الأجمل والأكثر رشاقة وتمنحه ثقة اكبر بالنفس ولان العملية باتت أكثر من ضرورية بالنسبة للبعض فان نسبة هامة من رواد القاعات الرياضية ونوادي كمال الأجسام يتعاطون عددا من الأدوية والعقاقير لتسريع الحصول على جسد مكور وعضلات مفتولة لكن هل يجري الشبان بحوثا حول المواد والعقاقير التي يتعاطونها قبل استعمالها؟ وهل هم على علم بالمخاطر الآنية والبعيدة المدى لهذه الأدوية؟ وهل يحق لنوادي كمال الأجسام وقاعات الرياضة ترويج الأدوية خصوصا في ظل حديث البعض عن وصولها إلى المستهلكين بطرق غير مشروعة؟ وهل تخضع الأدوية المروجة إلى الرقابة الصحية؟ وإذا كان ذلك كذلك لماذا لا يقع ترويج هذه الأدوية في الصيدليات؟ للإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها تفتح «الأسبوعي» في هذا العدد ملف أدوية وعقاقير تضخيم العضلات .
اعتراف
«يكذب عليك إلي يقلك مانيش نستعمل في الدواء لأنه لا يوجد شاب واحد في هذه القاعة أو في غيرها لا يتعاطى على الأقل نوعين من الأدوية فانا مثلا استعملت البروتيين والانابول عند بداية التدريب ولم يكن لي علم بما قد ينجر عنهما من مخاطر وأكثر ما دفعني إلى ذلك هو كثرة مستعمليهما فكل الذين اعرفهم في ميدان رياضة كمال الأجسام يتعاطون الأدوية وذهب في ظني في البداية أن أصحاب القاعات لا يمكن أن يقبلوا ترويج مواد دون التثبت من مصدرها أو الحصول على تراخيص لكن وقفت عند حقيقة اخرى مفادها أن أصحاب القاعات يقبلون ترويج مواد وعقاقير دخلت بلادنا بطرق غير مشروعة وبطبيعة الحال لا ينسحب هذا الإقرار على القاعة التي أتدرب فيها لان صاحبها حريص على أن لا يبيع عقاقير وأدوية غير مرخص فيها بل يتعامل في هذا المجال مع احد الموردين المرخص لهم بتعاطي هذا النشاط». بهذه الصراحة وهذا التحفظ تحدث سليم 25 سنة وأضاف.منذ سنتين استعملت الأدوية لكني انقطعت عن تعاطيها بمجرد أن تضخمت عضلاتي وعلمت في قاعات الدرس بمعهد الرياضة أن لهذه المواد تأثيرات وانعكاسات جانبية قد لا تظهر في المراحل الاولى من الاستعمال لكن ماهو مؤكد علميا انها تبدا منذ اول استعمال وخصوصا عند تجاوز الكمية التي يستحقها الجسم... وبالطبع حافظت على نفس النسق في التدريب حتى لا يتراجع حجم عضلاتي.
سليم لم يكن الوحيد الذي اخطا تقدير الاشياء فاقبل متاثرا بالاخرين على تعاطي العقاقير بل انضم اليه وليد ذو 23 ربيعا اصيل ولاية جندوبة الذي قدم الى العاصمة بحثا عن لقمة العيش وامام توجسه من شر الاخرين وعدم شعوره بالامان يقول. قررت ان يكون لي جسد قوي يمكنني من درء المخاطر فالتحقت باحدى قاعات الرياضة ونصحني صاحب القاعة باستعمال بعض العقاقير التي عرضها عليّ اياما قليلة بعد بداية التدريب معللا ذلك بان ابطال العالم في كل الرياضات يستعملون ما يسميه ادوية الغذاء التكميلي او المكمّلات الغذائية وما دفعني الى الاقتناع بما يروج اليه هو ملاحظتي ان كل الشباب في القاعة يتعاطون هذه المواد وبالفعل اشتريت منه حقنا لا اعرف اسمها اضافة الى البروتيين واقراص دواء اخرى وتناولتها بانتظام وفي ظرف وجيز لا يتعدى الشهر تغيرت بنية جسدي فظهرت العضلات في كامل جسدي واحسست ان جسدي صار اقوى... لكن وبعد اشهر من التدريب اجبرتني بعض الظروف على الانقطاع عن تعاطي تلك العقاقير لاكتشف الحقيقة المرة وهي اني تعرضت الى الغش ولم تكن منافع الادوية التي اطنب مروجها في تعدادها الا ضحكا على الذقون واكتشفت ان بنية جسدي لم تكن الا كذبة كبرى اذ تهاوت بنية جسدي وتلك العضلات التي تباهيت بها لم تكن الا هواء في هواء كل ذلك حصل في اقل من شهر رغم اني واصلت التدريب... اما الان فقد انقطعت عن التدريب حتى اتخلص من اثار تلك السموم وساعود في وقت لاحق الى مواصلة التدريب بعيدا عن الادوية والعقاقير... واردف قائلا: بعض الشباب لا يتعظ بتجارب الاخرين فتجدهم مقبلون على التهلكة رغم انهم يرون المثال نصب اعينهم واعرف صديقا حدثته عن نتائج تجربتي مع العقاقير لكنه اقتنع بافكار مروجي الادوية وتلقى تدريبا واستعمل اثناءه حقن دواء تباع في قاعات ونوادي كمال الاجسام ب 4500مليم للمعارف وفي ظرف اسبوعين صار اكمل جسد لكنه لم يسعد بجسده لاكثر من شهرين اذ اصيب بتوعك صحي دخل اثره المستشفى ولا اعلم عنه شيئا.
ما بعد التباهي
وليس بعيدا عن تجربة وليد مع العقاقير فان ذات التجربة تقريبا عاشها شرف الدين الذي حدثنا عن عالمه المفضل رياضة كمال الاجسام قائلا: اعشق هذه الرياضة لانها تجعل الشاب اكثر جاذبية واناقة لكن الاهم من كل ذلك تجعله اكثر رجولة... واضاف: في بداية التدريب اخذني الحماس ككل الشباب وعملت جاهدا على سرعة تكوين عضلات مفتولة وبما ان كل الذين ظهرت عضلاتهم بسرعة كانوا قد تعاطوا بعض العقاقير فغرني ما ظهر عليهم لاجدني اقتنع بمديح المشرف على القاعة للعقاقير فاقبلت على استعمالها ليتحقق حلمي في ظرف وجيز... لكن لم تمر مدة طويلة حتى بدأ يظهر عليّ بعض الارتعاش فقررت الانقطاع عن تعاطي هذا العقار فلاحظت ان ما اتاه في جسدي لا يعدو ان يكون الا انتفاخا غير طبيعي اذ تراخت عضلاتي وتراجع سمكها وباستشارة الطبيب اشار علي بمواصلة التدريب والانقطاع عن تعاطي كل انواع الادوية العقاقير وخصوصا تلك التي تباع في قاعات الرياضة والفضاءات غير المرخص لها في ممارسة نشاط بيع الادوية... وأردف شرف الدين قائلا « كل الذين تعاطوا ادوية وعقاقير وانقطعوا عن التدريب ؛ تشلفحت اجسادهم ؛بمعنى ظهرت عليهم اثار تجاعيد واصبحوا يتمتعون باثداء غير عادية مقارنة بالاثداء العادية للرجال...»
اما منذر ذو الاربعة والعشرين ربيعا والذي يعتبر نفسه احد ضحايا الغش في ما يسمونه ادوية وهو في حقيقة الامر انواع وصنوف من السموم فانه تحدث عن تجربته فقال «الله لا يسامح الي كان سبب... هكذا كنت ( واراني صورته عندما كان مفتول العضلات) وهكذا اصبحت ... بالفعل لقد وقعت ضحية احد المتحيلين من اصحاب القاعات الرياضية وشركائهم الذين لا اعلم كيف يتمكنون من ادخال مواد خطيرة على صحة البشر خصوصا عند استهلاكها دون استشارة الطبيب او اخضاعها قبل توزيعها الى التحاليل الطبية المخبرية... وهذه النوعية من البشر الباحثين عن الثراء السريع على حساب ثروة بلادنا وهي الشباب تخشى الظهور في وسائل الاعلام وترفض الحديث الى الاعلاميين»... وعن تجربته يقول منذر «منذ ثلاث سنوات بدات التدرب في رياضة كمال الاجسام واسر لي احدهم بانه يعرف عقارا عجيبا يصنع المعجزات في العضلات ويمنح المتدرب قوة لامثيل لها وبمجرد ابدائي الموافقة اتاني بما حدثني عنه فاذا مصدره لم يكن سوى قاعة الرياضة التي تخلت عن دورها الاساسي واصبحت نقطة سوداء لترويج العقاقير غير المرخص في بيعها وهي كلها تدخل البلاد «كنترة» من الدول المجاورة ... انها حبوب الانابول ... ودون السؤال عن مخاطرها استهلكت كمية منها وخلال ثلاثة اشهر لاحظت تحولات هامة على جسدي وضخامة في العضلات لم اكن احلم بها ولو بعد سنين من التدريب... وباقبالي اكثر على استهلاكها اضافة الى مادة الميغاماص 4000 صرت اشعر باشياء غير عادية تسري في جسمي... وارتعاش متواصل يهز كل اطرافي فايقنت ان تلك العقاقير هي السبب فتخليت عن تعاطيها... وتهاوت بنية جسدي لاجدني مجبرا هذه المرة على تعاطي حقن الانابول التي احصل عليها بكل سهولة من احدى قاعات الرياضة فصرت اقوى واثناء التدريب اعجبت بقوتي فاقدمت على رفع وزن ثقيل لافاجأ بتمزق عضلي نقلت على اثره الى المستشفى ... ندمت نعم لكني لم اسمح لليأس ان يدق بابي لاجدني اضع استراتيجية اخرى للتدريب ترتكز على ممارسة الرياضة دون مكملات غذائية او ان شئت سموم الرياضة...الان عدت الى التدريب في قاعة اخرى طبعا بهدف اعادة بناء جسدي...»
انقاذ
مرة اخرى نلمس بكل وضوح الدور الهام للجمعيات والمنظمات ذات الصلة بالطفولة والشباب في الاحاطة والتوعية والتوجيه... فلو لم يكن الشاب رشوان الرياحي ذو الثمانية عشر ربيعا ابن منظمة الكشافة التونسية التي بادرت نواديها الناشطة بتنظيم حلقات حوار ونقاش حول الادوية وسوء الاستعمال لم يكن ليهتدي الى الطريق القويم خصوصا وانه مثلما يقول من اكثر المولعين بجسده والمهتمين بالعضلات المفتولة... وبدخوله عالم كمال الاجساد اكتشف ان الاغلبية الساحقة من عشاق هذه الرياضة يتعاطون انواعا من الادوية ويضيف «وباعلامي قائد فرقتنا الكشفية كلفني باجراء بحث حول هذا الموضوع... شباب قاعات الرياضة ونوادي كمال الاجسام يقبلون بشراهة على تعاطي الادوية وقاعات الرياضة تروج انواعا متعددة من الادوية لا وجود لها مثل الميغاماص 6000 و12000 اضافة الى ادوية اخرى ممنوعة من بينها الانابول والكرياتين والسيستانول وgh .
وباستشارة المختصين علمت ان هذه الادوية علاوة على انها ممنوعة تخلف امراضا متعددة ابرزها القصور الجنسي والسيدا والسرطان وتساقط الشعر... ورغم اني رياضي واطمح الى تحقيق اهدافي في اسرع وقت ممكن الا اني لم اعتمد يوما هذه الادوية ومانحبش الكذب على بدني... ومعلومة اخرى هامة لابد ان اسوقها في هذا الاطار وهي ان قاعات الرياضة لا تتوفر على مدربين بل ان كل شيء فيها بعلي حتى الادوية والمكملات الغذائية... وللاشارة فاني اعرف شابا حقن نفسه بحقن واصيب اثرها بنوبة قلبية نقل على اثرها الى المستشفى واجريت عليه عملية جراحية وبعد مدة زمنية اكتشف انه مريض بالسرطان».
اختلافات
الوعي لدى شبابنا لايمكن حصره في دور الجمعيات والمنظمات بل ان ما تحقق لفائدة الشباب من انجازات مكنته من استباق الامور وهو ما اعطى المثال حوله الشاب عصام 26سنة الذي التقيناه باحد المحلات التجارية المختصة في بيع مستلزمات الرياضة بصدد اجراء بحث عن الأدوية والمكملات الغذائية. تحدثنا اليه فقال «منذ اكثر من ثلاث سنوات انطلقت في ممارسة رياضة كمال الاجسام وطوال هذه المدة وانا ابحث واتقصى حول الادوية والمكملات الغذائية واجري المقارنات بين ما يعرض في قاعات الرياضة ونظيره بالمحلات المرخص لها بممارسة هذا النشاط فلاحظت ان انواعا عديدة متوفرة في قاعات الرياضة لا تباع في المحلات والصيدليات ... نقطة استفهام كبرى هنا خصوصا وان عددا من الشباب تعرض لاضطرابات صحية واصبح يحمل امراضا كالسرطان والسيدا والعجز الجنسي... وربما السبب ليس في الدواء في حد ذاته بل قد يكون في الافراط في الاستعمال...
ويرى حمادي بن شعبان وهو مدرب باحد نوادي كمال الاجسام ان ما يقع ترويجه في القاعات الرياضية غير المرخص لها بتعاطي نشاط تجاري هو مضر ولا فائدة ترجى من استعماله اذ ان ما يعرض في هذه الفضاءات مغشوش وهي منتوجات انتهت مدة صلوحيتها ودخلت الى بلادنا مهربة وتفنن مروجوها في اضافة بعض المواد الاخرى كالسكر والبسيسة والشكلاطة ودقيق الارز... وربما هذه المواد تقلل من نسبة حصول الضرر لمستهلكيها...
اما اصحاب ومندوبي قاعات الرياضة ونوادي كمال الاجسام فيرون العكس ويدافعون بقوة عن المنتوجات التي يروجونها ويحملون المسؤولية للموزع والمستهلك
انور قعلول المدير الفني لمركب رياضي بقلب العاصمة يقول «لا افشي سرا اذا قلت ان كل الرياضيين في هذه القاعة يتعاطون الادوية بجميع انواعها وانا ايضا من بينهم لكن لا استعمل غير البروتيين وتحديدا الميغاماص 4000... ونبيع بعض المواد المرخص فيها بعد ان يستظهر لنا مروجوها بالتراخيص...ونحن لسنا مسؤولين عن نتائج الاستعمال والادوية المتوفرة هنا في تونس متوفرة كذلك في جميع اقطار العالم وهناك اتفاق حول انخفاض نسبة ضررها... وتوزع ايضا في بلادنا ادوية ممنوعة والاقبال عليها كبير وهي كذلك توزع في قاعات الرياضة ويستعملها الشباب ولا تباع الا للمعارف. ويضيف انيس قائلا؛ لا انفي حصول الاضرار لكن كما قلت في بداية الحديث يكمن السبب في سوء الاستعمال... ومن نتائج الاستعمال العشوائي للادوية يقبع الان شاب في مقتبل العمر بأحد المستشفيات بالعاصمة وهو الان بصدد اجراء عمليات تصفية الدم نتيجة قصور كلوي وذلك بسبب كمية زائدة من البروتيين.»
اما محمد البوسالمي مسؤول بقاعة رياضة بالعاصمة فنفى تورط قاعته في بيع الادوية والمكملات الغذائية وقال « نحن ضد الممارسات الممنوعة لكن هناك قاعات اخرى تبيع المنشطات على غرار الانابول والكرياتين». وبسؤاله حول الاجرءات المتخذة ضد متعاطي الادوية افاد محمد «ننصح الشباب بعدم تعاطي الادوية لكن لا نقف ضد رغباتهم بل اذا لم يكن الدواء المطلوب متوفرا لدينا فاننا نرشدهم الى اماكن توزيعه... وكل شباب سواء في هذه القاعة او في غيرها يتعاطى العقاقير بهدف الحصول على نتيجة فورية لتدريباته ويصبح «بدنْ في ليلة ونهار» ولا يابه للمضار والمخاطر التي قد تنجر عن استعمال هذه العقاقير...وكل الشباب الذين يمارس رياضة كمال الاجسام يتعاطون الحبوب والحقن والبروتيين ومنهم من لجأ الى استعمال خميرة الجعة...
تحذير
هكذا كان نبض الشارع الرياضي طبعا رياضة المهووسين باجسادهم او كما يحلو للبعض تسميتها رياضة الاغنياء... وللاشارة فقد اسر لنا بعض المولعين باجسادهم ان قاعات الرياضة التي يتدربون فيها لا تتوفر على مدربين وان توفروا فهم لا يتمتعون بالمواصفات المطلوبة من حيث الدراية بمستلزمات الرياضي سواء الغذائية او الصحية... واجمع المتدخلون على جهل مروجي العقاقير والمنشطات والبروتيين «المضروب» بطرق الاستعمال مما دفع بالشباب الى الوقوع في دائرة سوء الاستعمال وطبعا حصد المزيد من الاصابات... وهي خسارة كبرى لاهم ثروات بلادنا الشباب. وافاد بعض اصحاب قاعات الرياضة ونوادي كمال الاجسام الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم ان ما يفوق 40 في المائة من اجمالي المكملات الغذائية والمنشطات وكل انواع الادوية والعقاقير «مضروبة» دخلت البلاد عبر السراديب السوداء من دول مجاورة. وحول طريقة الاستعمال اجمع الشباب المتدخل على انهم يخلطون ملعقتين من مادة البروتيين بنصف لتر من الحليب ويتم شرب كمية من الخليط اثناء التدريب فيما يتم شرب بقية الخلطة العجيبة عند الفراغ من التدريبات... اما في ما يتعلق بالحقن والحبوب فاكد بعض الشباب ان اصحاب القاعات والمروجين ينصحونهم بالانتظام في تعاطيها والاكثار منها بهدف تسريع الوصول الى جسد مكور وعضلات مفتولة.
في تحقيق العدد القادم نفسح المجال الى المختصين في الطب الرياضي والتغذية وموزعي المواد الرياضية والمكملات الغذائية.
تحقيق: الحبيب وذان

للتعليق على هذا الموضوع:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.