بقلم: زياد بنعبد الحفيظ - في شكل دورة حياتية ، تبرزفي مجتمعنا ظواهرتساهم فيها أحيانا بعض وسائل الإعلام لتتفشّى بشكل غريب في مجتمعنا. ولعله من البديهي التحدّث في ما يشغل الناس من محدثات ، إلا أنه ليس من الطبيعي إتيان ما لا يينفعهم وضرره أبلغ، من الإلهاء والتجهيل والغرق في وحل الخرافات . إن اتساع دائرة المعرفة يعقبه لا محالة اتساع في دائرة الخرافة ، وأمام التخلف العلمي والحضاري الذي نعيشه تعتبرالخرافة ملجأ مريحا للعامة. السواد الأعظم الذي لم يجد نخبا تملك ناصية المعرفة لتمتدّ في فراغه نخب الخرافات؛ نخب ترى أن ما تأتيه من أفعال هو من جوهرالعقيدة وتكفرمن ينكرها ؛ والأغرب من ذلك أنها تجهل معنى ما تتحدّث عنه وليست مطلعة على ما ذكره العلماء في تفسيرما ورد في القرآن الكريم وأكاد أجزم أن مردّ ذلك هوعدم القدرة على فكّ شفرة مفردات اللغة العربية الواردة ببعض التفاسير . إن عودة ظاهرة السّحر والجنّ يطرح العديد من الأسئلة والمخاوف تجاه هذا الواقع الذي نعيشه والمستقبل الذي نرومه. فالتواجد غير المسبوق للوافدين على المسجد أثناء دورة تكوينية للرّقية الشرعية من مصلين وغيرمصلين ، رجالا ونساء وأطفالا ، تجعلنا في حيرة عند تحليل هذه الظاهرة . ولعل أو ل ما يتبادرللذهن هو نسبة الأميّة في بلدنا والمعاييرالتي تقاس بها، ومن يقف وراء هذه الظواهر؟ أنصح من تكبل بداء الخرافة أن يرجع إلى تفسيرالعلامة محمد الطاهر ابن عاشور" التحريروالتنوير" للآيات التي تتضمّن ما يحيل على عالم الجن والسحر، وذلك بعد التشبّع بروح اللغة العربية .