يعدّ معهد حنبعل بطبربة من المعاهد القلائل في ولاية منوبة وفي الجمهورية بصفة عامة التي لا تزال تحافظ على قسمها الداخلي لتحتضن مبيتاتها عددا من التلاميذ الذين يعسر عليهم التنقل يوميا من مقرات سكناهم للدراسة، غير أن التلاميذ المقيمين بمبيت هذا المعهد كثرت تذمراتهم من الوضع السيئ الذي يعيشونه وبالذات فيما يخص التغذية ونظافة المرافق، فبالرغم من قلة عددهم (110 تلاميذ) فإنهم لا يتمتعون بوجبات مناسبة لأعمارهم ونشاطهم اليومي، أحد التلاميذ عبر عن امتعاضه من التقشف الزائد عن الحدّ والمتبع في المصاريف التي تخصصها إدارة المعهد في ما يتعلق بالتغذية إذ ملّ وزملاؤه الوجبات الهزيلة المتكررة المقدمة على مدار أيام الأسبوع، بل وأكد افتقارها إلى أي منافع صحية بما أنها تقتصر أساسا على العجين وزيت السردين والمشروبات الغازية، إضافة إلى حالة الأطباق وقدمها مما زاد في النفور من هذه الوجبات وتحمل قساوة الضور على تناولها.. أما عن حالة المرقد فإن الوضع يختلف من الإناث للذكور حيث تطرح مسألة النظافة في جناح الذكور بأكثر حدة وقد عبر من حاورناهم من التلاميذ عن استيائهم من التهاون الحاصل على مستوى التنظيف اليومي وطريقة المراقبة وتساءلوا عن نتائج الزيارات التي قامت بها المراقبة الصحية إذ انتظروا تحسن الوضع لكن لم يدركوا منه شيئا. "الصباح" اتصلت بمدير المعهد خالد العويني الذي أقر بالصعوبات التي يعيشها القسم الداخلي في هذه المؤسسة رغم كل الجهود والإصلاحات التي شملت منذ سنتين البنية التحتية والتجهيزات بالمبيت إذ تبقى مسألة الاعتمادات أبرز الإشكاليات فقيمة المصاريف بتنوع مجالات الصرف تفوق باستمرار ما يسند من اعتمادات فقد تجاوز العجز خلال السنة المنقضية ال11 ألف د. ويرجع ذلك بالأساس إلى ارتفاع الأسعار في كل المنتجات والمواد المكتبية وبقاء قيمة الاعتمادات المرصودة على حالها. وفي خصوص قيمة الوجبات أكد محدثنا أن صعوبة التزود بالخضروات واللحوم أصبح عسيرا يكاد يكون مستحيلا بسبب استقالة بعض المزودين الرئسيين وعدم تدخل الجهات الرسمية في توفير مزودين قارّين بل تساءل مدير المعهد لماذا لا يقع إحداث مصلحة خاصة بالمبيتات في الإدارات الجهوية تقوم بتسيير المبيتات وتخفف العبء على إدارات المعاهد أو التفويت فيها للخواص كما هو الشأن في التعليم العالي.. عمال المطبخ كان لهم تدخل فقد طالبوا بالترفيع في قيمة الوجبة التي تقدر حاليا ب1100 مي يوميا بينما تصل في بعض المؤسسات الأخرى كالمستشفيات العمومية إلى 5000 مي يوميا واغتنموا الفرصة لطرح مسألة الحق في تحسين وضعهم المهني وتفعيل الترقيات والتأجير حسب المستوى. أمام هذا الوضع ومع اقتراب فترة الامتحانات فإنه أصبح من الضروري مراجعة نوع الخدمات المقدمة في هذا المبيت حتى تضمن للتلاميذ المقيمين الظروف الملائمة والجوّ المناسب للمراجعة وبلوغ نجاح طالما تمنوه وانتظروا تحقيقه رغم كل الصعوبات التي تحيط بهم.