للسنة الثانية على التوالي تتخلى وزارات البيئة والتجهيز والداخلية ممثلة في إدارة الجماعات المحلية التي تشرف على البلديات، وكذلك المؤسسات الأخرى ذات الاهتمام بموضوع نظافة المحيط مثل الديوان الوطني للتطهير على القيام كما جرت عليه العادة بيوم وطني للنظافة. وهكذا تفقد البلاد عامة مظاهر النظافة وتتراكم أكداس الفضلات على اختلاف أنواعها في الأحياء والفضاءات العمومية والساحات والشوارع وتصبح عبءا ثقيلا وخطرا يتهدد صحة الجميع، وينذر بخطر داهم يمكنه أن يكون سببا في تفشي بعض الأمراض والأوبئة. كل هذا يحصل والبلديات والدوائر البلدية وخاصة النيابات الخصوصية لا تحرك ساكنا، بل تفقد السيطرة على متابعة نشاط أعوانها الذين لم يعد نشاطهم اليومي متجها تحو رفع أنواع الفضلات ومراقبة الحاويات وغيرها من أكداس النفايات التي تتراكم لأيام على جوانب الطرقات وفي قلب الأحياء. والغريب في الأمر أن مجال نظافة المحيط ما عاد يمثل ديدن الجميع، حيث لم تتول خلال هذه السنة أو التي سبقتها جملة المصالح المشار إليها كعادتها القيام بحملة وطنية للنظافة، ولم تتم مداواة السباخ وحفر مجاري المياه والأودية، وتعهد قنوات صرف مياه الأمطار، وهي أمور لا يمكن التراخي بشأنها أو إهمالها. إن فصل الصيف على الأبواب وأيامه الحارة ستكون مجلبة لأنواع الحشرات والناموس الذي يعشش في السباخ ويتجمع داخل أكداس الفضلات المتراكمة هنا وهناك، ولا شيء يقي السكان من هذه الحشرات سوى حملة نظافة واسعة النطاق. فمتى تنطلق هذه الحملة لتبدد جملة المخاوف، ولتزيل كابوس النفايات المتراكمة التي جثمت على الجميع؟ ذلك هو السؤال الذي يبقى مطروحا على السلط أولا ثم على كافة قوى المجتمع المدني والأحزاب، وعلى وجه الخصوص على المواطنين الذين وجب تحركهم من أجل القيام بيوم وطني للنظافة. إن نظافة المحيط شأن جماعي فلا بد من إيلائه الاهتمام الأوسع، لذلك ندعو كافة مراسلينا إلى فتح ملف هذا الجانب بإبراز الأوضاع البيئية ونظافة المحيط في جهاتهم وكذلك التركيز على النشاط البلدي بخصوص هذا الموضوع وذلك لفتح تحقيق واسع يمكنه أن يلفت نظر السلط بخصوص مجال النظافة.