« الفقر ..البطالة والتهميش..ومعها الارهاب كثير علينا» الشعانبي تحول من واحة سياحية الى ساحة ارهاب تعيش جهة القصرين منذ بداية الاسبوع على وقع الاحداث الخطيرة الجارية في الشعانبي واهاليها ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء العمليات العسكرية الجارية في غابات ومرتفعات الجبل حتى ينزاح عنهم كابوس الارهاب ويستعيدوا حياتهم العادية .. ولمعرفة رأيهم في ما يحصل على بعد كيلومترات قليلة من مدينتهم التقت "الصباح" امس الخميس ببعض متساكني المدينة لاخذ رأيهم .. رضا العباسي (معلم ومساعد رئيس بلدية القصرين): اضطررنا لالغاء ندوة حول السياحة الجبلية والثقافية: كمواطن" قصريني" اشعر الان اننا اصبحنا "رهائن " للاحداث الجارية في الشعانبي واننا من محنة الى اخرى قبل الثورة وبعدها ونحن دائما من يدفع الثمن.. وهي ليست جديدة علينا وخاصة بعد الثورة فكلما خططنا لانجاز برامج مفيدة الا وياتي حدث ينسف جهودنا ويعود بنا الى " العصور الوسطى " فنحن كنا بصدد الاعداد لتنظيم ندوة حول السياحة الثقافية والجبلية ومعرض للتراث والعادات والتقاليد في اواخر الشهر الحالي بمركز الاستقبال بجبل الشعانبي من اجل خلق نشاط سياحي بالجهة كان سيحضرها سفراء وديبلوماسيون اجانب وخبراء في التسويق السياحي واصحاب وكالات اسفار الا اننا اضطررنا الى تأجيلهما بسبب الاحداث الدائرة في الشعانبي .. كما ان الجهة وفي اطار اتفاقية الشراكة مع مقاطعة "باكا" الفرنسية ستستقبل في نهاية هذا الاسبوع وفدا فرنسيا لدعم الجمعيات المائية لكننا اضطررنا امس للتحول الى العاصمة للالتقاء به هناك ومن الصعب اقناع افراده بالتحول للقصرين.. وانا من موقعي ادعو كل اهالي القصرين وخاصة سكان المناطق الغابية القريبة من الشعانبي الى الوقوف مع رجال الامن والجيش ومدهم بالمعلومات اللازمة لانهم يعرفون مسالك الجبل اكثر من اي طرف آخر.. وانا متاكد اننا سنتجاوز هذه المحنة بل انها ستؤسس لعلاقة جديدة بين المواطن " القصريني " والامنيين. محمد الهادي الغرسلي(جزار): الفقر والارهاب كثير علينا لم نربح من الثورة الى الان غير التوتر وغلاء الاسعار.. فالفقر تزايد والبطالة تضاعفت والتهميش متواصل و"الزوالي" لم يعد قادرا على العيش.. ثم اضيف لنا الارهاب والخوف على ارواحنا من المجموعات الارهابية التي غيرت من تخطيطها واصبحت تستعمل الالغام .. وبقدر انشغالي على ما يحدث بقدر ما اعبر عن تضامني وتعاطفي مع الامنيين والعسكريين الذين تعرضوا الى اصابات بليغة وفقد بعضهم اجزاء من اجسامهم دفاعا عنا. باسم صالحي (موظف رئيس منتدى الشباب وثقافة المواطنة ): الخوف من استعمال المتفجرات في مواطن العمران اعيش شخصيا وهذا شعور مشترك لكافة اهالي القصرين بل وحتى خارجها حالة كبيرة من التوتر والتوجس خوفا من ان تصل المواجهات الى مدينتا لان الشعانبي لا يبعد عنا غير بضع كيلومترات .. والخوف الان من سيناريو استعمال المتفجرات في مواطن العمران لان بعض الامنيين قالوا لي انهم عثروا على متفجرات خطيرة جدا .. واعتقد ان كل التونسيين يتساءلون الى أي مدى سيتواصل هذا المد الارهابي ومتى سنتخلص منه .. والحل حسب رأيي ليس امنيا فقط بل هو سياسي بالدرجة الاولى لان الدولة لم تعط للامنيين الصلاحيات الكافية والتجهيزات الضرورية للقضاء على الارهابيين ولو يتم تخليصهم من التعليمات والاوامر فهم قادرون على القضاء عن اي خطر ارهابي. محمد خلفي (مدوّن): اشباح وليسو ارهابيين كلما تتوتر الاجواء في القصرين وتحتد المطالبة بالتنمية والتشغيل الا و تم الحديث عن الخطر الارهابي في جبال الجهة حتى ننشغل به ويوضع له سيناريو كامل لنصدقه وفي الاخير لا يتم القاء القبض على اي احد وهو ما يجعلني على يقين ان الارهابيين الذين يتحدثون عنهم هم الى حد الان مجرد اشباح ما لم ينجح الامن والجيش في ايقافهم وتقديمهم للراي العام عبر وسائل الاعلام لنراهم .. حاتم قرمازي (ميكانيكي ): مستعد للتطوع ومواجهة الارهابيين لا بد ان يتحد كل التونسيين لمواجهة الارهاب ونحن في القصرين ورغم الظروف الصعبة والفقر والبطالة فاننا مستعدون للتطوع والصعود الى الجبال لدعم الجيش والامن ولدي الكثير من شباب المنطقة الذين اكدوا انهم قادرون على تحدي الارهابيين والقضاء عليهم حتى ببنادق الصيد. ضياء الدين محمدي (طالب): لن يمروا لقد مللنا من الحديث عن الارهابيين والمسلحين الذين يتحصنون في الشعانبي واصبحت حياتنا جحيما بسببهم لكنهم لن يمروا لان لدينا جنودنا البواسل المرابطون هناك .. لقد فقدت التركيز في دراستي وارجو ان يتم حسم امرهم في اسرع وقت حتى نرتاح جميعا. محسن نصري (استاذ انقليزية): التهميش يخلف الارهاب القضاء على ظاهرة الارهاب لا يتم بالحلول الامنية وحدها وانما في اطار مقاربة شاملة اجتماعيا واقتصاديا لانه لو كان في القصرين مواطن شغل كافية للعاطلين والشباب المهمش فان لا احد يستطيع استدراجهم للارهاب .. واحداث هذا الاسبوع القت الضوء على النقائص التي تشكوها الجهة على جميع المستويات واولها الخدمات الصحية بالمستشفى الجهوي وعسى ان تكون بعد التخلص من المسلحين عاملا يجعل الحكومة تلتفت الى تنمية الجهة .