أدى التطور الذي شهدته العمليات الجارية في جبل الشعانبي اول امس الاثنين من خلال انفجار لغم رابع في مكان بعيد عن منطقة الانفجارات الاولى الى ادخال تغيير في الاستراتيجية المتبعة من قوات الجيش والحرس الوطنيين وهي ايقاف التمشيط الارضي بواسطة اجهزة رصد المتفجرات وفرق الانياب في الاحراش والمرتفعات المؤدية الى قمم الشعانبي المتعددة خوفا من وجود الغام اخرى خصوصا بعد التاكد من ان المواد المصنوعة منها وطريقة اخفائها لا تسمح باكتشفها وحتى لا تحصل اصابات اخرى مع تمركز الوحدات في الاماكن التي وصلتها وثبت خلوها من الالغام والاعتماد على الطلعات الجوية بالمروحيات لاستكشاف كامل جهات الجبل ورصد اية تحركات مشبوهة. محاصرة المغاور من اكبر العوائق التي تقف امام تاخر العثور على الارهابيين المتحصنين بمرتفعات الشعانبي تواجد مئات المغارات والكهوف والفجوات الصخرية في مختلف انحاء الجبل التي يمكن ان يختبئ فيها المسلحون وبعد قصف مداخلها ومحيطها عن بعد لتفجير الغام محتملة تحميها وتمثل خطا دفاعيا اول كوسيلة انذار مبكر لتنبيههم الى اي خطر يقترب منهم تمت محاصرة اغلب هذه المغارات والكهوف بالاعتماد على الخرائط وحراس الغابات الذين يعرفون اماكنها استعدادا للهجوم عليها بالقنابل اليدوية والغاز المسيل ثم بالوحدات الخاصة المدربة على تحرير الرهائن واقتحام التحصينات لايقاف اي عناصر يحتمل تواجدهم فيها او تطهيرها والاطمئنان الى انها لم تعد تمثل ماوى للارهابيين. وعلمنا ان عدد هذه المغاور يفوق 240 بالاضافة الى مجموعة من الدواميس التي لم تطأها اقدام انسان منذ سنوات طويلة ولا احد يدري ماذا تحويه. منع اي امداد للارهابيين وصلت للقصرين مساء اول امس وحدات اضافية من الامن والجيش بكامل تجهيزاتها ومعداتها لدعم التواجد الامني بمختلف الطرقات والمسالك والمنافذ المحيطة بالجبل وفي محيط مدينة القصرين مع تكثيف الدوريات واضافة نقاط تفتيش جديدة على طول الطرقات الوطنية عدد 15 جنوبا و17 غربا و13 شرقا المؤدية للقصرين لمراقبة وسائل النقل وراكبيها والتثبت من هوياتهم وامتعتهم بل انه تم بعد ظهر أمس تركيز حواجز في وسط مدينة القصرين غير بعيد عن مصنع عجين الحلفاء والورق تفرض على جميع السيارات من غرب المدينة التوقف للمراقبة تحسبا لتسلل اي مشبوه فيه. وحسب مصادر امنية تحدثت اليها "الصباح" فانه تم تضييق الخناق على الارهابيين من جميع الجهات ومنع وصول اي امدادات اليهم من المؤونة وغيرها ولم يعد امامهم اي سبيل للفرار. اشتباه في رجلين منقبين من تطورات الامس ان احد سائقي سيارة نقل ريفي لاحظ ان امراتين منقبتين قدمتا معه اشتبه في كونهما من جنس الرجال نزلا في المحطة القريبة من مفترق حي الزهور واتجها قرب محكمة الناحية ومقر"الكنام" فسارع بابلاغ الامن بشكوكه وعلى الفور حلت وحدات من الشرطة والنظام العام وقامت بتطويق المنطقة والقيام بعمليات تفتيش واسعة للبحث عنهما لكن لم يقع العثور عليهما وحسب مصادر من النقابة الاساسية للامن بالقصرين اتصلنا بها فان المشبوه فيهما نجحا في الفرار وان عدة شهود عيان اكدوا من خلال صوتهما وطريقة تحركهما انهما كانا رجلين يختفيان في ملابس نسائية ويخفيان وجهيهما بنقابين، لكن وخلافا لما تردد في المدينة من انه القي القبض على احدهما ومعه رشاش "كلاشينكوف" فان المصدر الامني نفى ذلك بصفة قطعية وقال انها مجرد اشاعات. تنسيق مع الطرف الجزائري وفق شهود عيان من متساكني قرى صحراوي وبوشبكة وعين جنان فان هناك وحدات مكثفة من الجيش الجزائري متواجدة على الناحية المقابلة للاراضي التونسي تقوم بعمليات تمشيط على مدار الساعة بواسطة المروحيات المقاتلة وان هناك حالة استنفار واضحة في الشريط الحدودي لمحاصرة اي ارهابيين يحتمل دخولهم للاراضي الجزائرية، ولا يستبعد عند الاقتضاء القيام بعملية مشتركة مع الجيش التونسي لتعقبهم والقضاء عليهم خاصة وان عمليات التنسيق بين الطرفين جارية بشكل يومي تحسبا لاية تطورات جديدة. ◗ يوسف امين
المرزوقي ووزيرا الدفاع والداخلية في جبل الشعانبي حلّ أمس رئيس الدولة الدكتور منصف المرزوقي بجبل الشعانبي مرفوقا بوفد هام يتكون خاصة من وزيري الدفاع رشيد الصباغ والداخلية لطفي بن جدو والفريق اول رشيد عمار وآمر الحرس الوطني منتصر السكوحي وقام بزيارة مركز القيادة المتقدم للقوات المتمركزة بالجبل وتحدث الى عدد من القيادات والعناصر العسكرية والامنية للرفع من معنوياتهم والاطلاع على مشاغلهم فابلغوه انهم مرابطون للدفاع عن الوطن ولن يدخروا اي جهد في سبيل القضاء على اي تواجد ارهابي في الجبل مهما تكن التضحيات، والقى المرزوقي كلمة اشار فيها بالخصوص الى ان الدولة ستسعى لتوفير ما يحتاجونه من تجهيزات ومعدات لتمكينهم من القيام بمهامهم في ظروف تؤمن لهم السلامة من الالغام والاخطار المحدقة بهم في ادغال الشعانبي واطلع على بعض الالات التي يستعملونها في رصد الالغام.. وحضر اثناء الزيارة للحديث مع رئيس الدولة في مرتفعات الشعانبي ايضا والي القصرين والنقابات الجهوية والاساسية لقوات الامن الداخلي ابلغوه مشاغل زملائهم المرابطين في الجبل واهمها نقص المعدات ووسائل الحماية.