لم يستبعد مختار بن نصر الناطق الرسمي لوزارة الدفاع إحتمال وجود إرهابيين في العاصمة، مؤكدا على أن عملية التمشيط بجبل الشعانبي بحثا عن ارهابيين مستمرة وقد تم تضييق الخناق على المسلحين المتحصنين بالجبال، بعد التنسيق مع الأجهزة الأمنية الجزائرية التي قامت بتطويق المنطقة التابعة لها بالنظر. وجاء تصريح الناطق الرسمي لوزارة الدفاع أمس خلال اللقاء الإعلامي الدوري، بقصر الحكومة بالقصبة الذي حضره محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، وتم التطرق فيه إلى آخر المستجدات بخصوص أحداث جبل الشعانبي. وتعليقا على تصريحات بعض الأمنيين والإعلاميين بخصوص النقص في التجهيزات الأمنية، نفى بن نصر هذه المعطيات وعلل ذلك بتأثير الصدمة لدى الأعوان الذين كانوا على عين المكان بعد إصابة زملائهم في انفجار اللغم الأول..وقال :" عمليات التمشيط في جميع أنحاء العالم تتم بطريقة السير على الأقدام، ونظرا لصعوبة التضاريس وكثافة الغابات في جبل الشعانبي، لا يمكن أن تتم العملية بالشاحنات والسيارات.." وأكد على توفر التجهيزات اللازمة خاصة كاسحات الألغام التي لا تستطيع كشف هذه المتفجرات التقليدية المصنوعة من مادة الأمونيتر. وفي نفس السياق أعلن الناطق الرسمي عن العثور على 16 مخبأ كانت مخصصة بالأساس لإستراحة وجد بها أفرشة ووثائق ورسائل وكتب تبين طريقة صنع المتفجرات. وقال :" ستتواصل عمليات التمشيط إلى أمد طويل بعض الشيء نظرا لإمكانية وجود عدد كبير من الألغام الأرضية في جميع أرجاء الجبل الذي يمتد على مساحات شاسعة من الغابات." وأشار بن نصر إلى أن إنفجار اللغم الأول، ربما يكون رسالة انذار بين المسلحين فيما بينهم لتغيير المكان الذي تم كشفه من قبل الأجهزة الأمنية. ارتباط بأحداث الروحية وبئر علي بن خليفة من جهته قال محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية وبالتنسيق مع الجيش الوطني، شرعت منذ شهر ديسمبر 2012 في إحباط مخطط إرهابي كبير يستهدف المواطنين والدولة التونسية، وتأتي عملية جبل الشعانبي كجزء من هذه العملية. وأكد العروي بأن أحداث الروحية وبئر علي بن خليفة وحجز كميات كبيرة من الأسلحة في مدنين وفي المنيهلة، مرتبطة بما يحصل في القصرين. ورفض المتحدث باسم الداخلية الإفصاح عن تفاصيل العمليات الجارية في ولاية القصرين، لكنه أكد في المقابل أنه تم القبض على 37 شخصا من جنسيات مختلفة، متورطين في عمليات إرهابية سواء عن طريق المشاركة في حمل السلاح، أو بالتمويل المادي واللوجستي من بينهم أفراد من ولاية القصرين. كما تم التعرف على هويات وجنسيات العناصر المتحصنة بالجبال، والتي تنقسم إلى مجموعتين الأولى في جبل الشعانبي وتضم 15 فردا والثانية في ولاية الكاف وتضم 20 فردا.. وحسب تصريحات العروي، فإن التواجد في الشعانبي كان بهدف إتخاذ هذه المنطقة الجبلية الوعرة مكانا لوجيستيا وقاعدة خلفية للتدريب وهو ما تؤكده الأغراض التي تم العثور عليها. الإعلام واحترام خصوصية العمليات وطلب الناطق الرسمي للداخلية من وسائل الإعلام، إحترام سرية وخصوصية العمليات والإبتعاد عن الإشاعات التي تضر بسير الأحداث وتخدم مصلحة الإرهابيين.. وفي هذا السياق علق على الصور التي بثتها قناة التونسية بخصوص أحداث الشعانبي مؤكدا بأنها تعود لعملية قديمة ولا علاقة لها بالأحداث الأخيرة، وقد فتحت الوزارة تحقيقا إداريا في الغرض لتحديد المسؤولية في ترويج هذه الصور. كما أكد العروي أنه تم إيقاف بعض العناصر التي تروج لخطابات تحريضية ضد الأمنيين..إضافة إلى منع الأجهزة الأمنية لحوالي 1000 شخص كانوا بصدد السفر إلى الخارج بهدف المشاركة في أعمال عنف مناطق مختلفة من العالم.