◄ ممثلة الاتحاد الأوروبي: الحركات الإرهابية وأحداث الشعانبي لن تمنع دعم المسار الديموقراطي لتونس حاجة تونس لديبلوماسية فاعلة تضطلع بدور اقتصادي وتساهم في جلب الاستثمارات كانت رسالة وزير الخارجية عثمان الجراندي خلال الندوة الدولية المشتركة التي نظمتها جمعية دراسات دولية بالتعاون مع مؤسسة فريديرك ايبيرت وتمثيلية الاتحاد الأوروبي بتونس تحت عنوان «العلاقات التونسية الأوروبي في مناخ إقليمي متحول «بمشاركة عدد الخبراء والباحثين في العلاقات الدولية التونسيين والأجانب وبحضورعديد الديبلوماسيين والسفراء السابقين, الجراندي الذي أشار في مداخلته الى أهمية الندوة التي تعقد بالتزامن مع «يوم أوروبا» journee de l'europe في التاسع من ماي في سنتها الثالثة والسبعين من جانب والى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتونس وأولويات السياسة الخارجية لتونس في هذه المرحلة الانتقالية بكل ما يعنيه هذا الخيار الاستراتيجي من ارساء للثقة المتبادلة بين الجانبين ولكن أيضا بكل ما يمكن أن يفتحه من أبواب جديدة للديبلوماسية التونسية في مناخ إقليمي جديد فرضته تحولات الربيع العربي, وقال الجراندي»ان تقوية العلاقات مع شركائنا أمر مهم جدا وأن العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي دخلت منعرجا جديدا مع تطلع تونس الى الديموقراطية والحرية ومبادئ الجمهورية والقيم الكونية بعيدا عن الاستبداد «وأشار الى أن هذا الوضع من شانه أن يفتح مزيد الافاق لشعوب المنطقة بعد دحول تونس مرحلة الشريك المتميز وتبني خطة عمل للشراكة في الفترة بين 2013 -2017 دون تابوهات أو عقد بعد انهيار جدار الخوف في 14 جانفي والذي جعل تونس تحظى بمكسب مهم وهو التعاطف الدولي الذي يؤسس لمواصلة تعزيز التعاون بما يضمن المصالح الوطنية ويدفع الى إرساء دولة القانون واستقلالية القرار ويوفر الارضية لشراكة جديدة تستجيب للمصالح المشتركة وترتقي الى ماهو قائم بين الاتحاد الأوروبي من جهة وبين كل من النرويج وسويسرا بحيث تكون شراكة متميزة... واستعرض وزيرالخارجية أهمية الحرص على البناء المغاربي بما يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويساعد على مزيد اندماج العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وتيسير المبادلات التجارية والبضائع والخدمات ولأفكار... عثمان الجراندي الذي خلف رفيق عبد السلام صهر زعيم حركة النهضة على رأس وزارة الخارجية في التحوير الوزاري الاخير يبدو وأن يكون قليل الحضور في مختلف وسائل الاعلام وهو الإعلامي التكوين الذي امتهن العمل الديبلوماسي على مدى أكثر من ثلاثة عقود تنقل خلالها بين عدد من العواصم العربية والافريقية والغربية والاسيوية من الكويت الى الأردن وكوريا الجنوبية الى نيجيريا وغانا وسيراليون وليبيريا ونيويورك وغيرها، ولعل خبرته في هذا المجال واتقانه فنون الديبلوماسية ما يفسر حرصه بالأمس خلال مداخلته على توجيه رسالة لا تخلو بدورها من الديبلوماسية بلغة لا تخلو من التواضع للاعتراف بالامتنان بمزايا كل من علمه سرا من اسرار الديبلوماسية طوال مسيرته الديبلوماسية على مدى اكثر من ثلاثة عقود من أروقة الأممالمتحدة الى مختلف العواصم التي تنقل بينها وبين هؤلاء احمد غزال وعلي الحشاني وأحمد جنيفان والطاهر صيود وسعيد بن مصطفى وغيرهم... توضيح الرؤى... وعلى هامش الندوة خلص عزالدين القرقني مدير جمعية دراسات دولية في تصريح «للصباح» بأن تنظيم هذه الندوة يهدف الى توضيخ الرؤية المستقبلية في العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي وذلك بعد منح تونس في نوفمبر الماضي مرتبة الشريك المميز الذي يفضي الى تعميق التفاوض في المجالات الأربع الاقتصادي والاجتماعي والمالي والسياسي خلال الفترة بين 2013 و2017 وثانيا تطوير السياسة الاستراتيجية الأوروبية في مارس2011 والتي من الضروري أن تكون الديموقراطية شرطا من شروط الاستقرار السياسي وفتح مزيد الافاق للتعاون بالتالي مع المجتمع المدني ومن هنا يأتي افتتاح وزير الخارجية لهذه الندوة كرسالة على أهمية التعاون بين الطرفين في القضايا الوطنية. بدورها فان لورا بايزا ممثلة بعثة الاتحاد الأوروبي بتونس صرحت للصباح بأن دول الاتحاد الأوروبي تأخد مأخذ الجد التهديدات الارهابية في تونس وفي المنطقة ونفت إمكانية أن تؤثر أو تقلص الاحداث الارهابية في جبل الشعانبي على التعاون بين تونس والاتحاد الأوروبي ووصفت العلاقات بأنها صلبة ومستمرة وأشارت الى أن مكافحة ظاهرة الإرهاب كانت مطروحة على أجندا قمة برشلونة من أجل تفعيل التعاون في هذا المجال وأشارت الى أن مسؤول ملف الارهاب في الاتحاد الأوروبي جيل ديكركوك يواصل الحوار مع دول المنطقة قبل حتى الحرب الدائرة في مالي وأضافت بأن في انتشار تهريب السلاح وعدم استقرار مالي وتأثيره على الدول المجاورة لهذا البلد ما يستوجب التعاون بين كل الأطراف المعنية, وعما يمكن للاتحاد الأوروبي تقديمه لتونس في هذه المرحلة الحساسة قالت الممثلة الأوروبية بأن هناك مشاورات لتقييم المشهد وتعزيز قدرات وزارة الداخلية بالتجهيزات المطلوبة وقالت ان الاتحاد الأوروبي لا يقدم مساعدات مباشرة للحكومات ولكن نسق المساعدات يبقى قائما على المستوى الثنائي بين مختلف دول الاتحاد الأوروبي وتونس وعن مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لمساندة المسار الانتقالي في تونس أوضحت السفيرة بأن الدعم الأوروبي سيستمر طالما استمرت تواصلت العملية الديموقراطية وأشارت الى أن الاتحاد الأوربي أعرب عن تفاؤله بعودة الحوار الوطني رغم كل الصعوبات وأوضحت بايزا بأن لاوروبا تجربة سابقة في الانتقال الديموقراطي على مدى ثلاثين عاما وأن التجارب الأوروبية السابقة تجعل الديبلوماسية الأوروبية تتحرك بروح تفاؤلية وتتعامل مع كل ما هو إيجابي وتنظر الى ما هو سلبي على أنه قابل للاصلاح. وأكدت السفيرة الأوروبية أن دعم الاعلام والمجتمع المدني من الثوابت في استمرار التعاون مع تونس.. اشارة كان لا بد من التوقف عندها وهو سواء كانت الصدفة وحدها شاءت ان تنعقد هذه الندوة بالتزامن مع يوم أوروبا الذي أراد له وزير خارجية فرنسا في 1950 روبرت شومان أن يكون اعلانا للدول الاوروبية لدمج انتاج الصلب والفحم ليضع بذلك حجر الاساس للاتحاد الاوربي في شكله الحالي أو سواء كان اختيار الموعد لاعتبارات أخرى فان في ذلك أكثر من أي وقت مضى أن تستعيد الديبلوماسية التونسية مصداقيتها وان تكون منطلقا لواقع جديد في علاقاتها الخارجية انطلاقا لا من موقعها الجغراسياسي فحسب ولكن أيضا من هويتها وخصوصياتها الفريدة وهو المنارة التي تعاقبت عليه الحضارات فكان ولايزال بلدا عربيا اسلاميا افريقيا مغاربيا متوسطيا متنورا سلاحه الذي لا يفنى طاقاته البشرية وما تكتنزه عقول أبنائه وسواعدهم...