انطلقت منذ أسابيع حركية واسعة في أوساط البحارة استعدادا لموسم السمك الأزرق الذي يمثل أحد أبرز المواسم لأغلبية الناشطين في المجال البحري. وتواترت جملة من الطلبات الموجهة من قبل الصيادين لوزارة الفلاحة لتأمين هذا النشاط الهام الذي يسهم سنويا في تحريك الدورة الاقتصادية وتكون له جملة من الايجابيات في علاقة بالمستهلك لما لهذا النوع من السمك من انعكاسات ايجابية على قفة المواطن الذي ما عاد يطمع في شراء أنواع السمك الأبيض الذي باتت أسعاره لا تطاق. ففي مواني طبرقة وغار الملح ثم في قلعة الأندلس بالشمال أصبح نشاط البحارة شبه مستحيل نظرا لما شاب هذه الموانىء من نواقص عديدة حكم على بحارة تلك الجهات بهجرتها باتجاه مواني أخرى. وكذلك الأمر بالنسبة لموانىء المدن الساحلية التي تآكلت أرصفتها وزحفت عن معظمها الرمال علاوة على ما ينقصها من معدات. فهي التي كانت تمثل قلبة الصيادين ما عادت تسمح لهم بالنشاط وتستقبلهم محملين بخيرات البحر نظرا لما شابها من إهمال طوال السنوات الاخيرة. ففي البقالطة والمهدية والشابة وغيرها من الموانىء البحرية الصغيرة وقف البحارة خلال هذه الأيام يطالبون وزارة الفلاحة بتوفير ما يلزمهم من معدات لانطلاق موسم صيد السمك الأزرق لكن ولحد هذه الأيام مازالت الوزارة غير مصغية لمطالبهم التي نادت خصوصا بتوفير ما يلزم من مادة الثلج وأيضا باتخاذ إجراءات بخصوص المحروقات وغيرها من الحاجيات الأساسية التي تضمن نجاح الموسم. مطالب البحارة تركزت بالأساس حول وضعية الموانىء التي ما عادت في مجملها تستجيب لنشاطهم نظرا لما عرفته من إهمال على جملة من المستويات. وهذا الواقع دفع بالعديد منهم إما للإحجام عن النشاط في مجال صيد السمك الأزرق الذي يتطلب معدات خاصة أو الهجرة باتجاه الموانىء الكبرى التي تزدحم بالجميع وتكون سببا في تعطل نشاط البحارة. مطالب البحارة اتصلت أيضا بمجالات ترويج إنتاجهم، فقد أفادوا أن ترويج السمك الأزرق الذي يقبل عليه المواطنون في كل المدن والقرى مازال يقتصر على المدن الساحلية ودعوا في هذا الجانب إلى ضرورة توفير نقاط بيع في كل الجهات مع تدخل وزارتي التجارة والفلاحة لتأمين نقل السمك وتوزيعه بشكل يتماشى والإنتاج اليومي الوفير من أنواعه.