يا أهل السّياسة يا أهل التّعاسة ضاقت منكم أنفاسي وشاب شعر راسي وملّت الجموع لعبتكم لعبة الكراسي وأنتم كلّ يوم بلون والشّعب الصّابر يقاسي لا يمينكم يمين ولا شمالكم شمال وليس لكم بناء راسي تأتوننا كلّ صباح بوعود وآمال عريضة وأحلام ورديّة ثمّ تنسونها عند الأماسي وتعودون إلينا مرّة أخرى بكلام آخر وأحلام أخرى وتحلفون أنّكم أبرياء طاهرون كالأقداس وإن الشرّ في الآخرين قائم وأنّ الخيرعلى أيديكم قادم ليس بعده إفلاس وأن أمرنا سيصبح في السّماء محلّقا وأنّنا سنصبح خير الأمم ما رأت أفضل منّا كلّ الأجناس ولكن يا أهل السّياسة لا ظُرف ولا كياسة وكلامكم حبرعلى قرطاس وفعلكم تعاسة في تعاسة فآه منكم ثمّ آه يا أهل السّياسة تبيعون الرّيح للسّفن في المراسي وتضحكون على ذقوننا وتحسبون أنّكم أذكى النّاس لا تفرحو كثيرا فقد انكشفت أسراركم ولا مفرّ لكم فقد دقّت ساعة الإفلاس. مدير مركزي بالدّيوان التّونسي للتّجارة