من يعرف الفنان محمد الجبالي يلاحظ انه مسكون بهاجس الاضافة محمد يسعى دائما ودون كلل الى توليد الافكار وتواتر التجارب، غامر ودخل اروقة فنية عديدة ونجح. واخر شاغل كان المسرح «بلدي الثاني» من نمط الوان مان شو تعامل فيه مع المخرج جلال الدين السعدي وقدمه منذ اسبوع في العرض الاول امام الصحفيين وحضور كبير من الاعلاميين والفنانين على غرار لطفي بوشناق، زياد غرسة، منيرة حمدي ، محسن الرايس، سلاف، هيثم هلال، والنقيب مقداد السهيلي الذي اهدى صديقه باقة ورد. كلهم تابعوا هذه المسرحية النقدية الساخرة، الموضوع من المتداول، من واقع الفنان في تونس والصعوبات التي يجدها وزحف الاسماء العربية على مهرجاناتنا واذاعاتنا وتلفزاتنا ولسان حالنا يقول: «قنديل باب منارة» هذه هي الفكرة التي تناولها الجبالي بحرفية كبيرة. كشف المستور الجبالي توقف عند مظاهر اخرى تنخر واقعنا على غرار «قلبان الفيستة» بعد 14 جانفي، محمد قدم اعترافات وكشف المستور وصدع بالحقائق بنفس الكوميديا السوداء. النص كتبه بمفرده وبلّغ ما يختلج في ذاته بلهجة دارجة تونسية مرة تشوبها لهجات عربية أخرى، اللافت في المسرحية هو الحضور الركحي اللافت وتقديم شخصيات كثيرة وسلاسة الانتقال من وجه الى اخر، ساعتان قام فيهما بكل شيء: رقص، غناء، وتمثيل.. ورغم البداية الرتيبة للعمل والتي خلنا اثناءها ان الجبالي اشتغل بمجال غير مجاله الا ان الامور تحسنت بعد ذلك ونستطيع ان نقول ان محمد الجبالي قدم عرضا متكاملا يمكن ان يتحسن ويتطور مع الايام. كما انه اوصل رسالة الى بعض «المتسردكين» والذين تصوروا انهم بسكاتشات متناثرة هنا وهناك يقدمون انتاجات مسرحية.