لاشك ان وصول النادي الافريقي في المرتبة الرابعة خلال مرحلة «البلاي أوف» والمشاكل الاخيرة كان لها وطء كبير على الهيئة وخاصة سليم الرياحي رئيس النادي الذي لم يبخل على جميع الفروع بالانتدابات والمال لكن خرجت جل الفروع بيد فارغة واخرى لاشيء فيها. وفي الوقت الذي انطلقت فيه عملية مراجعة الحسابات خاصة ان الهيئة التي رصدت 30 مليارا من المليمات على خمس سنوات لدعم النادي وجدت نفسها نهاية شهر ماي قد صرفت 24 مليارا في موسم واحد، وجد الأحباء أنفسهم يطالبون بالاصلاح وبتشخيص العلل مع ضرورة ايجاد الدواء الشافي. على ان كل هذا لا يمنع من طرح السؤال على بعض اللاعبين والمسؤولين السابقين للنادي الافريقي، والسؤال الابرز لماذا بلغ الافريقي هذا الوضع وما الحل؟ «الصباح الأسبوعي» وجهت السؤال لفريد عباس وكمال ايدير ومراد حمزة وعادل السليمي ومنصف الخويني.. الذين كانت اجابات اغلبهم فيها الكثير من التعقل لكن مهما كانت الاسباب لا بدّ من التأكيد على ان الافريقي ينشط في اطار مشروع ولا يمكن المطالبة بالنتائج الحينية وهذه آراء من سألناهم:
فريد عباس :المال لا يصنع وحده النجاح من جهته لئن تمسك فريد عباس بواجب التحفظ كرئيس أسبق للنادي الافريقي فقد تحدث كمحب حيث قال: «كمحب أتألم لباقي الاحباء فنادينا لم يحقق اهداف انصاره وطموحاتهم لكن عند الحديث عن الاداء وما تحقق تبين ان الاموال لوحدها ليست ضمانة النجاح حيث يتطلب الامر الحكمة والرشد في التسيير فنحن كمسيرين قدماء عشنا فترات لم يحسن فيها الاخرون التصرف وخلفوا ديونا للجمعية لكن بحسن الاختيارات للاطارين الفني والاداري والاستقرار في هيكل التسيير أمكن تجاوز المصاعب لذلك فإن نادينا يحتاج لاطار اداري ومسيرين أكفاء ونزهاء حتى تدور عجلة الاصلاح». وفي ما يخص الانتدابات والاسماء الرنانة قال فريد عباس: «في ما يتعلق بالانتدابات كلنا يخطئ ويصيب وهي لا تخضع لعلم صحيح لكن رغم العدد الهام للمنتدبين فإن أداءهم كان ضعيفا والسؤال الذي يطرح في هذه الحال هو هل عجز الاطار الفني عن تكوين المجموعة التي يمكنها تأمين النجاح؟ الاجابة سهلة فكل مجموعة لا بدّ أن تزرع فيها روح التضحية والانضباط والمحافظة على النسق ولا بدّ ايضا من تحقيق التكامل بين الاطار الفني واللاعبين والطاقم الطبي حتى يعطي هذا التكامل ثمرته». وبينما يرى عديدون ان المحيطين بسليم الرياحي كانوا وراء القطيعة بين الهيئة الحالية وقدماء المسيرين قال فريد عباس: لا اسمح لنفسي بالحديث عن المحيطين لانه لكل ناد مسؤول أول وهو الذي يتخذ القرار الذي تقتضيه الظروف وعلى اي رئيس ناد ان يحسن اختيار من حوله ويثق بهم لتكوين اللحمة لتحقيق اهداف الجمعية وطموحات انصارها، وكل ما اقوله هو أن الافريقي في وضع عصيب واذا لم تضبط استراتيجية متوسطة المدى واخرى طويلة الامد لا يمكنه الخروج من هذا الوضع»..
كمال إيدير :علينا أن نعترف بمجهود سليم الرياحي كمال ايدير الرئيس الأسبق للنادي الافريقي يرى ان النجاح يتطلب مجموعة عناصر متكاملة ولا يمكن للبناء الا في ظل الاستقرار حيث يقول: «إحقاقا للحق سليم الرياحي قام بمجهود كبير في الافريقي رغم انه قدم الى الحديقة «أ» في وقت قاتل لذلك ليس امامنا غير ان نمد اليه يد المساعدة ونقف الى جانبه حتى بالكلمة الطيبة فقد قضى موسما في الجمعية وفي مجال لم يكن يعرفه جيدا لكنه اجتهد واشتغل لذلك فالمطلوب الآن هو الاستقرار في الاطار الفني والمجموعة والاستقرار الاداري حتى يتمكن من البناء على قاعدة في كل الرياضات بما فيها الرياضات الجماعية اذ تتطلب روحا وانضباطا كبيرين واعتقد انه لو نجحنا لغابت عديد النقائص.. لهذه رب ضارة نافعة..». ولم يخف كمال ايدير ان النقائص قد بانت للعيان بما يمكن من اصلاحها حيث يقول: «اعتقد ان سليم الرياحي لو بدأ حياته الرياضية بنجاحات كبيرة لكانت غابت عنه عدة اشياء.. ماعدا ذلك فإن الرجل ساهم بقسط كبير ماديا وهو مشكور ولا بدّ الآن من الوقوف على مختلف الجوانب المادية والفنية لضمان الاستقرار وعلينا ايضا انه كلما قمنا بخيار ما لا بدّ ان نتحمل مسؤولية اختياراتنا وندرس واقعنا جيدا ونحدد اهدافنا ونضمن الاستقرار في الاطار الفني والهيئة المديرة واللاعبين وإن شاء الله سنكمل عملية البناء».
مراد حمزة :..الرياحي لا يكترث لكبار النادي اللاعب السابق للافريقي والمدرب مراد حمزة له عديد التحفظات على افريقي سليم الرياحي منذ تولي هذه الهيئة لمهامها وعندما تحدث عن هذه التحفظات اتهم بأنه يسعى للعرقلة حيث يقول ل«الصباح الأسبوعي»: «سليم الرياحي وعدنا بفريق عالمي وكان عليه ان يأتي اذن بمدرب عالمي ويحيط نفسه بمن يعرف خفايا كرة القدم لكن خطأ سليم الرياحي هو ان الذين احاطوا به جاؤوا لتصفية حساباتهم كما انه لم يعر اهتماما لكبار الافريقي ونتمنى ان يدرك ذلك جيدا.. ما عدا ذلك اذكر بأنه لا يمكننا بناء فريق كبير بالحيدوسي والكوكي فكبار المدربين يجدون صعوبة في التعامل مع الافريقي فما بالنا إذن بالاسمين اللذين ذكرتهما.. كما انه عليه مراجعة حساباته وانتداباته فالذوادي والجمل مثلا بعد تجربة فاشلة في الخارج لم يعد لديهما ما يقدمانه للافريقي»..
عادل السليمي :«خرجنا من البلاي أوف قبل أن يبدأ»
عادل السليمي المدرب واللاعب الاسبق للنادي الافريقي يطالب بأن يكون التشخيص للوضع دقيقا والعلاج موجها لتجاوز الاخطاء حيث يقول: «المشكل في الافريقي هو سوء التصرف لانه كان بمقدورنا ان ننجز ما هو افضل لكن بعض القرارات لم تكن في وقتها، وشخصيا لست ضد تغيير الكوكي لكن كان من المفترض ان لا يكون ذلك في الوقت الحساس، زيادة عن كل ذلك الانتدابات لم تكن مدروسة وبعضها غير جاهز ولا يمكنهما تقديم الاضافة في «البلاي أوف». ويرى عادل السليمي أن الافريقي قد خرج من «البلاي أوف» قبل ان يبدأ حيث لم يكن الفريق مهيئا لذلك اذ يقول: «حتى ذهنيا لم يكن لدينا فريق جاهز لخوض مجموعة دربيات في ظرف وجيز كما ان الاعداد «للبلاي أوف» لم يكن بالكيفية المطلوبة خاصة على مستوى المباريات الودية كما ان كل فريق لا يعتمد اساسا على الاسماء والمال بل كان علينا اعداد فريق بمقدوره ان يطبع بصمته»..
منصف الخويني :علينا أن نكون واقعيين في تقييمنا منصف الخويني، مهاجم ايام زمان ظل بدوره (رغم تواجده مع المنتخب) متابعا وفيا للافريقي وهو يقول في تشخيصه للوضع: «تكوين فريق قوي يتطلب المزيد من الصبر فكل الاندية الكبيرة في تونس صبرت لكن في الافريقي ظل ضغط النتائج يسيطر على الجميع فكلنا نطالب باللعب من اجل الالقاب ولم نترك الفرصة لبناء فريق، ومن يريد الالقاب لا بدّ من تكوين فريق على امتداد ثلاث أو اربع سنوات مثلما فعل الترجي مثلا الذي اصبح لديه مخزون هام من اللاعبين ولا يتأثر بخروج هذا او ذاك والافريقي يعجز عن تعويض اي لاعب يغادر.. لهذا كله نطالب بتكوين فريق مع اخذ الوقت الكافي..». ولئن انتقد منصف الخويني بعض الانتدابات على غرار «كارل ماكس» متسائلا عن سر وجوده في الافريقي فقد أكد ان افريقي هذا الموسم رغم كل شيء افضل من افريقي الموسم الماضي حيث يقول: «رغم كل شيء علينا أن نعترف بأن الافريقي هذا الموسم افضل بكثير من الموسم المنقضي الذي بلغ فيه الفريق الحضيض لذلك يجب ان نكون واقعيين في تقييمنا للوضع فتشكيلة الافريقي الذي يمكن التعويل عليها بدأت تتضح ملامحها خلال المباراتين الاخيرتين من مرحلة البلاي أوف»...