افتتحت صباح أمس الاثنين بالإمارات العربية المتحدة اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للكتاب العرب بحضور وفد الأمانة العامة، وثلاثة عشرة وفدا آخر يمثلون دول الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والعراق، والبحرين، واليمن، وعمان، والأردن، وموريتانيا، والجزائر، والمغرب، وتونس، والكويت، والسودان وبالتمعن في جدول أعمال هذه الاجتماعات التي تدور وكل المنطقة العربية تمر بمنعطفات خطيرة لا نجد للأسف الشديد ما يشير إلى الاهتمام من بعيد او من قريب بما تشهده الساحات الثقافية في البلدان العربية (قطر والسعودية) وخاصة في بلدان ما سمي بالربيع العربي من محاولات ترهيب وتخويف وتكفير للكتاب والمفكرين والشعراء والمبدعين بصفة عامة وإنما نجد عموميات وقضايا داخلية كنقل مقر الاتحاد العام للكتاب العرب من مصر إلى أبو ظبي أو الاعتراف برابطة الكتاب السوريين الأحرار، لتمثيل الكتاب السوريين في الاتحاد العام للكتاب العرب، أو تأسيس اتحاد كتاب لكل من قطر والسعودية وحتى النقاش حول اقتراح أن يكون عام 2014 عام الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، فلن يكون حامي الوطيس باعتبار أحقية الشاعر بمثل هذا التكريم أما تقارير الحريات في البلدان العربية فنحن نعرف ما فيها مسبقا للأسف أما التحاور في شان ما يحدث في سوريا والعراق، والصراع العربي الصهيوني، واستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية. واختطاف نتائج الثورات العربية من قبل الإسلام السياسي فهي أيضا من قبيل العموميات التي سيتم تناولها سطحيا لأن اغلب الكتاب والأدباء العرب لا تربطهم بالمشاكل الخطيرة في بلدانهم إلا بعض بيانات تسجيل الحضور وطبعا لكل منهم الولاء الذي سيجعله يحاول تعويم هذه القضايا وتسطيحها. لقد انتظرنا في هذا الوقت العصيب الذي تمر به ثقافتنا ويتعرض له مثقفونا ان يهب الاتحاد العام للكتاب العرب لنجدة منظوريه في تونس وفي مصر وفي بقية الدول العربية التي تشهد محاولات ممنهجة لتركيعهم و"أخونة" المشهد الثقافي في مصر وتونس بكل الطرق ولكن يبدو ان هؤلاء سيتجاهلون ما يحدث للشعراء العرب في قطر والسعودية وتهديد الشعراء والتضييق على الفنانين التشكيليين وعلى المسرحيين في تونس ومناقشة مجلس الشورى المصري لإمكانية إلغاء فن الباليه وحملة الإقالات التي تشهدها مصر حيت تتم الإطاحة برموز المشهد الثقافي المصري كإقالة مديرة دار الأوبرا المصرية ورئيس الهيئة العامة للكتاب د. أحمد مجاهد من منصبه ورئيس قطاع الفنون التشكيلية د. صلاح المليجي، فضلًا عن إقالة رئيس دار الكتب والوثائق القومية عبد الناصر حسن، وإعفاء رئيس مكتب وزير الثقافة محمد أبو سعدة من منصبه إلى جانب تكفير المفكرين بداية من المفكر يوسف زيدان وصولا إلى حسن حنفي وهو واحد من أهم المفكرين المصريين، ومن منظري تيار اليسار الإسلامي، وتيار علم الاستغراب، وأحد المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية. أما الأغرب الذي يستدعي أيضا لفتة فهو ملاحقة القضاء المصري لمسلسلات قبل عرضها مثل"الداعية" و"مزاج الخير" لغاية منع عرضهما في رمضان المقبل كل هذا يحدث والاتحاد العام للكتاب العرب سيناقش نقل مقره من مصر إلى أبوظبي والاعتراف برابطة الكتاب السوريين الأحرار من عدمه أو تأسيس اتحاد كتاب لكل من قطر والسعودية