يستعد صغار الفلاحين في جهات عديدة من البلاد في هذه الأيام إلى زراعة العديد من الخضر والغلال الموسمية الصيفية التي تبقى في حاجة إلى ما يكفي من المياه. وتمثل هذه الفترة أوج نشاطهم الفلاحي الأساسي الذي يتطلب كميات هامة من مياه الري خاصة أن التعويل على الزراعات البعلية يبقى غير مضمون في حال نقص الأمطار في جهات البلاد مثلما هو الحال خلال الموسم الجاري. هذا الاستعداد الجاري من طرف الفلاحين في مختلف الجهات، قابلته صعوبات كبيرة وحاجة ماسة إلى توفير مياه الري. ويبدو أن هذه المادة الحيوية لم تعد تتوفر للفلاحين بالقدر المطلوب مما جعل زراعاتهم تتأثر بل يحصل فيها ضرر هام سوف تكون له تبعات سلبية على مستوى الإنتاج خلال الصيف القادم. وبناء على هذا الوضع الصعب تحرك عدد من الفلاحين وقاموا بوقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الفلاحة وذلك لدعوة المسؤولين فيها لإيجاد حل بخصوص توفير مياه الري أولا، ثم مساعدتهم على أن تكون أسعار هذه المياه في متناول الفلاحين لا أن تكون مشطة كما هو الحال، وموزعة بشكل عشوائي وغير منتظم. هذا الوضع الذي يمر به القطاع الفلاحي السقوي خلال هذه الأيام يذكرنا بالأزمة التي حصلت في السنة الفارطة بخصوص مياه الشرب، حيث كانت لها تداعيات خطيرة أثرت على حياة المواطنين وقطاع الماشية وألحقت ضررا كبيرا بالمواطنين في عديد الولايات. وباعتبار أن المياه هي من أوكد الضروريات فإن على وزارة الفلاحة أن تأخذ المسألة مأخذ الجد وتسارع بإيجاد حلول للفلاحين الذين يمثلون بنشاطهم ضمانة لقوت كافة المواطنين. ولعل ما يتوفر من مياه في السدود يجعلنا في غنى عن الأزمات وفي مأمن منها خاصة إذا كانت عملية توزيع المياه محكمة ودقيقة وبعيدة عن مظاهر التسيب والإهمال وعدم القدرة على تسيير القطاع.