يستعد صغار الفلاحين في جهات عديدة من البلاد في هذه الأيام لزراعة العديد من الخضر والغلال الموسمية الصيفية، مثل البطاطا الفصلية والبطيخ والدلاع وغيرها من أنواع الخضروات والغلال التي تبقى في حاجة إلى ما يكفي من المياه. وتمثل هذه الفترة من بدايات فصل الربيع أوج نشاطهم على اعتبار أنها مرحلة لنشاطهم الفلاحي الأساسي لكافة أنواع الخضر والغلال الصيفية التي تكون في حاجة إلى كميات هامة من مياه الري باعتبارها من نوع الفلاحة السقوية التي تمثل جزءا هاما من الانتاج الفلاحي السنوي خاصة أن التعويل على الزراعات البعلية يبقى غير مضمون في حال نقص الأمطار في جهات البلاد مثلما هو الحال خلال الموسم الجاري. هذا الاستعداد الجاري من طرف الفلاحين في جهات مثل ولايتي منوبة وقابس وأيضا في مناطق داخلية مثل سيدي بوزيد وجهات ساحلية عديدة التي تختص في الزراعات السقوية كما في الوطن القبلي، قابلته صعوبات كبيرة وحاجة ماسة إلى توفير مياه الري. و يبدو أن هذه المادة الحيوية لم تعد تتوفر للفلاحين بالقدر المطلوب مما جعل زراعاتهم تتأثر بل يحصل فيها ضرر هام سوف تكون له تبعات سلبية على مستوى الإنتاج خلال الصيف القادم. وبناء على هذا الوضع الصعب تحرك عدد منهم وقاموا بوقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الفلاحة وذلك لدعوة المسؤولين فيها لإيجاد حل بخصوص توفير مياه الري أولا، ثم مساعدتهم على أن تكون أسعار هذه المياه في متناول الفلاحين لا أن تكون مشطة كما هو الحال، وموزعة بشكل عشوائي وغير منتظم. هذا الوضع الذي يمر به القطاع الفلاحي السقوي يذكرنا بالأزمة التي حصلت في السنة الفارطة بخصوص مياه الشرب، حيث كانت لها تداعيات خطيرة أثرت على حياة المواطنين وقطاع الماشية وألحقت ضررا كبيرا بالمواطنين في عديد الولايات. وباعتبار أن المياه هي من ألزم الضروريات فإن على وزارة الفلاحة أن تأخذ المسألة مأخذ الجد وتسارع بإيجاد حلول للفلاحين الذين يمثلون بنشاطهم ضمانة لقوت كافة المواطنين. ولعل ما يتوفر من مياه في السدود يجعلنا في غنى عن الأزمات وفي مأمن منها خاصة إذا كانت عملية توزيع المياه محكمة ودقيقة وبعيدة عن مظاهر التسيب والإهمال وعدم القدرة على تسيير القطاع.