بقدرة قادر تحول ضابط عسكري معزول إلى أحد أشهر العرافين وذاع صيته بولايتي صفاقس ومدنين ليرتع كما شاء من أجل جمع المال بشتى الطرق كالتحيل والسرقة وغيرهما، إلا أن مشواره لم يدم طويلا إذ كشف النقاب عن وجهه الآخر وألقي القبض عليه أول أمس بمكتبه بصفاقس متلبسا إثر كمين نصبه له أعوان فرقتي الشرطة العدلية وشرطة النجدة بمنطقة الأمن الوطني بصفاقسالمدينة وبحوزته كمية هامة من القطع النقدية الأثرية المقلدة وسبيكتين من الذهب المقلد إضافة إلى مواد مخصصة لصبغ القطع النقدية قصد التحيل. مصدر أمني أكد ل"الصباح" أن إمرأة أصيلة مدينة المحرس تقدمت بشكاية أفادت فيها بأن عرافا أدلت بهويته أوهمها بوجود جن في منزلها وطلب منها مبلغا قدره 350 دينارا ليتسنى له إخراجه، فسلمته المبلغ لاقتناء البخور وغيره من متطلبات الشعوذة، وفي الموعد المحدد حل بالمنزل وولج غرفة النوم بعد أن أغلق الباب وظل بمفرده يتلو آيات قرأنية ويشعوذ استولي خلالها على مصوغ صاحبة المنزل الذي تناهز قيمته 13 ألف دينار ثم غادر بعد أن أوهم المتضررة أنه أخرج الجن. بعد يومين تفطنت المرأة لاختفاء مصوغها فأدركت أنها سقطت ضحية مشعوذ متحيل ولص محترف فأشعرت السلط الأمنية بصفاقس، التي تحركت في الحين وحددت هوية المشتبه به فتبين أنه كهل في العقد الخامس من عمره كان يشغل خطة ضابط عسكري قبل عزله وسجنه لمدة خمسة أعوام من أجل إفشاء سر مهني وألقت القبض عليه داخل مكتبه وحجزت لديه أربعة أكياس بها حوالي 110 قطع نقدية أثرية مضروبة من المعدن الأصفر وسبيكتين متوسطتي الحجم من النحاس صبغهما إلى الأصفر للإيهام بأنهما من الذهب الخالص إضافة إلى كمية من البخور، وانطلقت في التحريات معه لكشف النقاب عن أنشطته المسترابة التي يبدو أنها تتراوح بين التحيل والسرقة والتنقيب عن الكنوز.