تدارس الدور المحتمل للطاقة النووية في حل مشكلة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية والمياه كان من ضمن المحاور الرئيسية لاجتماع نظمته امس الشركة التونسية للكهرباء والغاز بالتعاون مع الهيئة العربية للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والامانة العامة لجامعة الدول العربية بالاشتراك مع الاتحاد العربي للكهرباء اجتماعا حول الجدوى الفنية والاقتصادية لإدخال المحطات النووية في منظومات توليد الكهرباء وإزالة ملوحة مياه البحر. أكد الدكتور عبد المجيد المحجوب المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية على هامش الاجتماع ان المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلدان العربية والطلب المتزايد على الكهرباء والماء جعلت صانعي القرار في البلدان العربية يبذلون جهودا من اجل تأمين الطلب الملح عبر التركيز على مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مؤكدا ان الاعتماد على الطاقات المتجددة عالي التكلفة عند الانتاج مما يؤكد على اهمية خيار الطاقة النووية كخيار بديل من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية لتوفير الكهرباء بصفة مسترسلة وآمنة. تنويع مصادر الطاقة.. واعتبر الطاهر العريبي ر.م.ع. "الستاغ" ان النقص المتزايد على الموارد الطاقية وارتفاع اسعارها في السوق العالمية وآثارها السلبية على البيئة والمحيط يقتضي بلورة استراتيجية لتنويع مصادر الطاقة بما في ذلك الطاقة النووية والطاقات المتجددة من خلال امكانية ادماج الطاقة النووية في منظومة الكهرباء الوطنية كخيار استراتيجي للأمن الطاقي. وقال ان قرار انشاء محطة كهرونووية يأتي نتيجة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية الذي بلغ في السنوات الاخيرة حوالي 6 % سنويا وارتفاع اسعار المحروقات بالاضافة الى قلة الموارد الوطنية من الطاقة الاولية وان احداث مثل هذه المحطات يستوجب جهودا وطنية من خلال الاستعانة بالمؤسسات الوطنية والهياكل الدولية لضمان الامن والامان من ناحية التحكم في التكنولوجيا النووية. وفي نفس السياق بيّن ان شحّ الموارد المائية وندرتها وتزايد الجفاف دفع العديد من الدول والمؤسسات الاقليمية والدولية الى التفكير في المزج بين توليد الكهرباء وازالة ملوحة البحر باستعمال الطاقة النووية لتوفير الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشراب وتخفيض كلفة بناء المحطات النووية مع حماية البيئة وتخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. مخطط إستراتيجي وبخصوص الاعتماد على الطاقة النووية في الظرف الحالي ذكر ان عدم الاعتماد عليها في تونس حاليا بسبب التكلفة العالية لانشاء المحطات الكهرونووية مؤكدا على أنه تم وضع مخطط استراتيجي لضمان نجاح المشروع في جميع مراحله والتي تخص اختيار تكنولوجيا المفاعلات النووية واعداد الدراسات الاقتصادية والخيارات ذات الصلة بالوقود النووي والتصرف في النفايات النووية وتأهيل الشبكة الكهربائية لادماج المحطة النووية في المنظومة الكهربائية.