كيف سيتم انتخاب نواب المؤتمر وأعضاء اللجنة المركزية؟ تونس الصباح: تتسارع وتيرة الإعداد للمؤتمر الخامس للتجمع الدستوري الديمقراطي، مع اقتراب موعد المؤتمر المقرر في نهاية شهر جويلية القادم.. ومن المنتظر أن تشرع اللجان الوطنية للتفكير، في عقد اجتماعاتها في غضون الأيام القليلة المقبلة، بغاية اقتراح مشاريع لوائح المؤتمر، التي ستعرض لاحقا على الديوان السياسي، الذي سيحيلها بدوره على أنظار اللجنة المركزية التي ستسبق انعقاد المؤتمر.. وكانت اللجان الجهوية والمحلية التابعة للتجمع، التي اشتغلت على امتداد عدة أسابيع، قد رفعت مقترحاتها إلى قيادة الحزب التي أذنت في أعقاب ذلك، بانطلاق اللجان الوطنية في أشغالها التي ستتكفل خاصة، بضبط مشاريع اللوائح التي ستحدد أفق البرنامج الحزبي خلال السنوات الخمس المقبلة.. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن اللجان التي شاركت في صياغة المقترحات الأولية يناهز عددها السبعين ألف لجنة، شملت الهياكل القاعدية والمحلية والجهوية والخارجية، وهو ما يعني من الناحية العملية، أن أكثر من 650 ألف شخص ساهموا في وضع أسس ومضمون اللوائح، معظمهم من الذين سيكونون من نواب المؤتمر القادم.. وشهدت الأيام القليلة المنقضية، تشكيل اللجان الوطنية للتفكير، التي تقرر أن يرأسها أعضاء الديوان السياسي للحزب، مع وجود عضوين بخطة نائب للرئيس ومنسق اللجنة.. ومن المقرر أن تجتمع هذه اللجان بمعدّل مرتين في الأسبوع على الأقل، وسط توقعات بأن تكون اجتماعاها ماراطونية، سيما وأنها ستضم أكبر عدد ممكن من المشاركين، بعد أن تقرر في وقت سابق فتحها لجميع الكفاءات والطاقات الممكنة.. ومن غير المستبعد في هذا السياق، أن يصل عدد المشاركين في اللجان الوطنية، إلى حوالي الألفي شخص نيابات المؤتمر.. وعلمت "الصباح" من مصادر صلب التجمع الدستوري الديمقراطي، أنه يجري الإعداد حاليا للمناشير الخاصة بالترشحات لنيابات المؤتمر وعضوية اللجنة المركزية.. ومثلما تعود التجمعيون، فستكون انتخابات نواب المؤتمر، على مستوى الجامعات والهياكل القاعدية، وسط توقعات بأن يكون عدد الترشحات للنيابات، يفوق ما حصل في المؤتمرات السابقة للحزب، في ضوء وجود تنافس شديد على الفوز بمقعد ضمن المؤتمر الخامس للتجمع.. وسيتم انتخاب نواب المؤتمر، وفق شروط ينص عليها النظام الداخلي للحزب، على قاعدة نائب عن كل ألف (1000) منخرط، على مستوى الجامعات الدستورية، فيما سيكون بوسع الشعب التي تتوفر على ألف منخرط، اختيار نائب عنها أو أكثر بصورة مباشرة، وهو ما يجعل نواب المؤتمر في حدود 3 آلاف نائب، بينهم نحو 30 بالمائة من العناصر النسائية.. وكانت هياكل التجمع في مختلف الأحياء والجهات، شهدت حراكا حزبيا لافتا خلال الفترة المنقضية، باعتبار امتداد الحزب تنظيميا في كامل تراب البلاد، ووجود منافسة شديدة صلب هذه الهياكل.. الجدير بالذكر في هذا السياق، أن الحزب الحاكم يتوفر على نحو 8 آلاف شعبة وما يزيد عن 300 جامعة، بالإضافة إلى حوالي 30 لجنة تنسيق داخل الجمهورية، دون اعتبار هياكل الحزب في الخارج.. انتخابات اللجنة المركزية.. على أن عضوية اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي، ستكون الحدث الأبرز صلب المؤتمر القادم، باعتبار التنافس الذي تعرفه، وما يتردد عن ضرورة إدخال دماء جديدة على شرايين اللجنة، التي تعدّ الذراع الأساسية للديوان السياسي للحزب.. وتتألف اللجنة المركزية للتجمع الدستوري، من 250 عضوا، يجري انتخابهم وفقا للنظام الداخلي على مرحلتين: الأولى جهوية، يقع خلالها انتخاب ضعف العدد المطلوب، والثانية وطنية، يتم فيها فرز نصف العدد المنتخب جهويا عبر الانتخاب.. ويشترط في المرشح لعضوية اللجنة المركزية، بحسب الفصل 24 من النظام الداخلي، "أن يكون تحمّل مسؤولية في التجمع لا تقل عن ستّ سنوات، أو قضّى ثماني سنوات متتالية منخرطا في التجمع".. وتفيد معلومات موثوقة، أن السباق نحو اللجنة المركزية، بدأ منذ فترة، خاصة بالنسبة للمائة وخمسين الذين سيتم انتخابهم من بين ال250 عضوا في اللجنة (100 عضو يتم تعيينهم من قيادة التجمع، تحت عنوان القائمة الوطنية).. ويتم انتخاب المائة وخمسين، على نحو شديد الدقة، بحسب عدد المنخرطين بلجان التنسيق، وذلك وفقا للتسلسل التالي: 8 أعضاء عن كل من لجان تنسيق صفاقس وسيدي بوزيد والقصرين.. 7 أعضاء عن كل من لجان تنسيق بنزرت وسوسة وقفصة والقيروان ونابل.. 6 أعضاء يتم انتخابهم عن كل لجنة من لجان تنسيق باجة وقابس والمهدية ومدنين.. 5 أعضاء عن كل من لجان التنسيق في بنعروس والكاف وجندوبة والمنستير وسليانة.. 4 أعضاء عن كل لجنة من لجان تنسيق أريانةوتونسالمدينة ومنوبة والوردية وزغوان.. 3 أعضاء عن كل من لجان التنسيق باردو وتوزر وتطاوين وقبلي والمنزه والمرسى.. عضوان عن لجنة تنسيق فرنسا.. عضو عن لجنة تنسيق إيطاليا.. عضو عن لجنة تنسيق ألمانيا.. ويرجح أن تكون انتخابات اللجنة المركزية بدورها شديدة التنافس، وسط أنباء عن دخول وجوه جديدة إليها بمناسبة المؤتمر المقبل.. ولا شك أن مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي، الذي اختار له الرئيس زين العابدين بن علي رئيس التجمع، شعار "التحدي"، سيواجه تحديات عديدة، أبرزها اعتماد مقاربة للعمل السياسي الوطني وللشأن الاقتصادي والتنموي في أفق العشرية الثانية من الألفية الجديدة، وفقا للوائح التي ستعكس إلى حدّ بعيد اتجاهات الحزب في المرحلة المقبلة..