نسعى لتنويع روافد اقتصادنا.. رغم العقوبات ضمن التغييرات السياسية الحاصلة في الشرق الأوسط، وضمن التطورات الكبيرة التي عصفت بالشرق الأوسط، والتهديدات الإسرائيلية المتتالية، صعد المرشح الإيراني المعتدل، حسين روحاني رئيسا للجمهورية الإيرانية، في وقت أصبح التجاذب السياسي الدولي على أشده في كثير من الملفات الحساسة التي تمس مباشرة بالمصالح الإيرانية بالمنطقة، وخاصة بالملف النووي الإيراني، والذي كان الرئيس المنتخب الحالي المسؤول الأول حول مفاوضاته مع الدول الست الكبرى أو مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية، في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي. ضمن هذا الإطار، كان اللقاء الإعلامي الذي نظمه السفير الإيراني في تونس بيماني جبلي، أمس، في مقر إقامته، الذي حاول من خلاله مناقشة الصحافيين حول نتائج الدورة الحادية عشرة للانتخابات الرئاسية الإيرانية، وما تمثله بالنسبة للسياسة الإيرانية العامة للفترة القادمة. وتحدث السفير الإيراني حول هذا الإستحقاق الإنتخابي، موضحا أن النظام السياسي في إيران هو نظام «مزج بين الديمقراطية والهوية الإيرانية الدينية، والنظام الذي جاءت به الثورة الإيرانية». وبناء عليه فإنه على كل المرشحين للرئاسة الإيرانية الإلتزام ب»المبادئ التي جاءت بها الثورة». كلام السفير الإيراني أراد من خلاله أن يجيب على سؤال حول هل أن الرئيس الحالي هو «رئيس لنظام قديم»، خاصة بعد تصريحات روحاني الأخيرة خلال أول ندوة صحافية قام بها، والتي قال خلالها أنه ملتزم ب»الحفاظ على حقوق الشعب الإيراني في تخصيب اليورانيوم»، والمحافظة على نفس المواقف المساندة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد فيما يتعلق بالأزمة السورية. وفي نفس الإطار أراد السفير الإيراني أن يرسل «رسائل نتائج الإنتخابات الإيرانية» إلى الداخل الإيراني كما إلى الخارج. حيث قال أن نتائج الإنتخابات الإيرانية التي صعد خلالها حسين روحاني المرشح الإعتدالي المستقل من الجولة الأولى بنسبة قاربت ال51 في المائة، «تؤكد على الإستقرار والثقة المتبادلة بين الشعب والنظام بعد 34 سنة من تاريخ الثورة الإيرانية». وأن يدرك كل العالم جدوى النموذج الإيراني في الحكم والذي يمزج بين ما اعتبره «ديموقراطية ومحافظة على الهوية الدينية للشعب الإيراني». حجج الممثل السامي الإيراني في تونس كانت من خلال عدة مظاهر أبرزها، المشاركة الكبيرة في الإنتخابات الإيرانية والتي بلغت نسبتها 72.7 في المائة، والتي شارك فيها 6 مرشحين قال أنهم من مختلف التيارات السياسية الموجودة في إيران، من محافظين وأصوليين ومعتدلين ومستقلين. أما رسائل الخارج، فقد دعا السفير الإيراني بلدان العالم إلى ما أسماه «إعادة اكتشاف الشعب الإيراني» وأهمية النظر إلى واقع إيران من زوايا نظر جديدة، وأن إيران تمتاز ب»استقلالية قرارها السياسي» ورفضها لما أسماه «عقلية الإستكبار»، وأن بلاده من «خلال الثوابت ومبادئ الثورة» تحرص على «دعم الشعوب المضطهدة». كلام السفير الإيراني يبرز وضوحا في الرؤية حيث سعى إلى إبراز أن إيران تريد أن تبدأ عهدا جديدا وانها مستعدة للتعاون في كافة الملفات المطروحة، سواء كانت مع الغرب أو مع بلدان الجوار العربية، خاصة فيما يخص الملف النووي الإيراني والعلاقات المتوترة مع دول الخليج وخاصة فيما يخص الملف السوري. ولا يعني هذا، من خلال كلام السفير الإيراني، إلا أن الفترة الرئاسية المقبلة، فترة تبدي فيها الحكومة الإيرانية «مرونة كبيرة» في المفاوضات النووية وإعادة إرساء ثقة مع الأجوار الخليجيين، خاصة بعد فترة التصلب في العلاقات طهران الدولية طوال مدة حكم المحافظ محمود أحمدي نجاد، والتي تميزت بانسداد الآفاق، وعرضت الإقتصاد الإيراني لتعثرات كبيرة، أبرز مظاهره نسبة التضخم الكبيرة التي بلغت 30 في المائة، بعد حزم العقوبات الكبيرة التي طالت الإقتصاد الإيراني، وبدأت تمس منذ أكثر من عامين بعماد الإقتصاد وهي الصناعات البترولية. ضمن هذا لإطار وفي رده على سؤال ل»الصباح» حول هل أن انتخاب مرشح معتدل، جاء لتعديل الأجواء الدولية، لإضفاء مرونة وبراغماتية أكبر تسمح للاقتصاد الإيراني بالإنتعاش؟ يقول السفير الإيراني أن البلاد تحاول اليوم أن تتحول من الإعتماد على النفط في الإقتصاد، إلى محاولة تنويع مصادره، وأن هذا التمشي قد يتسبب في هزات كبيرة للاقتصاد، لكنه لم ينف أن يكون لصعود مرشح معتدل للرئاسة الإيرانية مثل حسن روحاني عدم تغيير في نسق السياسة الخارجية الإيرانية، إلا أنه أكد على أنه «لا انحياز عن المبادئ والثوابت» وهما في حالتنا هذه «مواصلة تخصيب اليورانيوم».. ودعم «الحل السياسي للأزمة السورية» مؤكدا ضمن هذا النطاق أنه «لا يوجد أي إيراني يحارب في سوريا» وأن طهران تتفهم وجود عناصر «حزب الله» في سوريا للمحاربة جنبا إلى جنب مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وتأتي تأكيدات السفير الإيراني في وقت رحب الغرب بصعود الرئيس المعتدل حسن روحاني واستدعاء إيران لتكون حاضرة في مؤتمر السلام حول الأزمة السورية او «مؤتمر جنيف 2»، وهو ما قد يوضح الرسالة الحقيقية التي أراد السفير الإيراني إيصالها للخارج، وخاصة الغرب ودول الخليج بأن إيران على استعداد للتعامل بمرونة في كل الملفات العالقة، وفق مبادئ لا يمكن الحياد عنها: «لا إيقاف لتخصيب اليورانيوم.. ولا تخلي على المصالح الإقليمية». من هنا يتضح أن السياسة العامة الإيرانية تتجه بعد الإنتخابات الأخيرة نحو الإحتفاظ بنفس الإستراتيجية.. لكن بتكتيك مختلف. نزار مقني
سيارات إيرانية بالسوق التونسية قريبا.. واتفاق للتعاون الطاقي قال السفير الإيراني في تونس بيماني جبلي أن الدورة الحادية عشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين والتي انتظمت في تونس السنة الماضية تمخضت عنها عدة لجان تواصل عملها وأن آخر اجتماع لها انتظم الأسبوع الماضي، وقد انبثق عنه اتفاق بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز وشركة «مبنى» الايرانية للتعاون في مشاريع طاقية عملاقة. كما كشف السفير الإيراني عن إبرام اتفاقية بين البلدين من اجل توريد السيارات الايرانية الى السوق التونسية، مشيرا في هذا الصدد إلى دراسة تجرى على السوق التونسية لمعرفة الأذواق في مجال السيارات وعلى ضوئها سيتم العمل على توريد سيارات إيرانية الى تونس، مضيفا ان هذه العملية ستنطلق خلال الأشهر القليلة القادمة . وأشار السفير الايراني أيضا إلى وجود 18 مذكرة تفاهم بين الجانبين، وقع الإمضاء على 8 منها فيما تجري دراسة بقية المذكرات.