ردت إيران بسرعة على قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإنشاء بنك للوقود النووي بإعلان الاكتفاء الذاتي من اليورانيوم المخصب، بعد بدء إنتاج ما يعرف ب»الكعكة الصفراء،» وقال رئيس الوكالة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن «الكعكة الصفراء» الأولى جرى شحنها من مناجم في بندر عباس إلى منشأة في أصفهان. وأعلن صالحي، في حديث لتلفزيون «برس» الحكومي، أن إيران «باتت مستقلة بشكل كامل على صعيد دورة الوقود،» وأضاف: «لم تعد لدينا أي مشكلة على صعيد توفير الموارد..» وشرح قائلاً: «اليوم نشهد تحقيق إنجاز فريد، لقد كان أصحاب النوايا السيئة الذين كانوا يتآمرون ضد إيران يحاولون على الدوام زرع الخوف واليأس في عقول الأجيال الإيرانيةالشابة.» ويشار إلى أن ما يعرف ب«الكعكة الصفراء» هي مرحلة تتم خلالها تصفية اليورانيوم وتنقيته من الشوائب، ويصار بعد ذلك إلى تحويل «الكعكة» إلى يورانيوم هكسفلورايد، وهو غاز يستخدم في تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى. وكانت إيران قد نددت بموافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مشروع إنشاء بنك عالمي للوقود النووي، ورأى في الاقتراح شكلاً من أشكال «الفصل العنصري النووي،» وذلك في تصعيد يأتي قبل يوم واحد على بداية جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والغرب حول الملف النووي. وقال ممثل طهران في الوكالة، علي أصغر سطانية إن الاقتراح الذي أقره مجلس حكام الوكالة الدولية لتوفير مخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب الذي يمكن للدول الحصول عليه لأغراض سلمية وطبية دون الحاجة الى تخصيب اليورانيوم على أراضيها إن الخطوة ترمي إلى «احتكار التكنولوجيا النووية.» واعتبر سلطانية أن ما وصفه ب«حق إيران» في تخصيب اليورانيوم مسألة لا يمكن الطعن بها، ومضيفا أنه: «يجب أن يعتمد كل اقتراح على أساس احترام حقوق الدول، ومن ثم ترك الباب مفتوحاً أمامها لتحديد الوسيلة الأفضل لممارسة هذه الحقوق.» وبالتزامن مع موقف سلطانية، كان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بدوره يشرح موقف بلاده من الملف النووي والمفاوضات التي ستجري اليوم وغدا الثلاثاء في سويسرا بين إيران والغرب، إذ قال إن على دول المجموعة السداسية التي تنظر في ملف طهران «أن تستفيد جيدا من فرصة الحوار والمحادثات وأن لا تقوم بإهدارها.» وقال نجاد: «إذا كانوا يمتلكون الصدقية وأرادوا الحصول على نتيجة ايجابية من وراء المحادثات، فانه عليهم التزام العدالة والاحترام أولا، والإقرار بحقوق الشعب الإيراني وتأكيدها ثانيا. نحن على استعداد للتعاون في مجالات مثل الاقتصاد والطاقة النووية والأمن الدولي والقضايا السياسية الدولية وحل المشاكل العالمية، وتعد هذه فرصة استثنائية لهم.»