يشارك مهنيون في السينما يمثلون مختلف الاختصاصات ذات العلاقة بالانتاج والترويج والصناعة والتنظيم للتظاهرات من عديد البلدان والمنتمين لجهات إقليمية ودولية في مؤتمر دولي يخصص لطرح مسألة التوزيع والترويج للفيلم العربي وتحديدا في جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط وذلك في معهد العالم العربي بباريس يوم غد غرة جويلية وذلك في إطار برنامج الأوروميد السمعي-البصري التابع للاتحاد الأوروبي. وذلك بالتعاون مع مهرجان الفيلم العربي IMAG'IMA الذي انطلق منذ يوم 28 من شهر جوان الجاري ويتواصل إلى غاية 3 جويلية. ليتفرع البحث في هذا المشغل التجاري الثقافي إلى ما يتعلق بصناعة السينما وبحث المسائل الممكنة لتطويره على نحو يستجيب في جميع جوانبه لهامش الحرية ويعكس الحراك الذي تعيشه بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط بصفتها شريكا في برنامج الأوروميد السمعي - البصري في برنامجه الثالث. مسائل متفرعة يتم خلال هذه المناسبة أيضا التطرق إلى جملة من المسائل الأخرى ذات علاقة بالموضوع المطروح على غرار دراسة سوق الإنتاج والترويج على مستويين محلي وإقليمي ومدى علاقة السينما بواقع الشعوب والبلدان في البلاد العربية ولا سيما بالنسبة للبلدان التي عرفت ثورات أو حراكا من أجل التغيير والحرية من ناحية ولتقدم أعمالا تطرح القضايا التي تعيشها هذه الشعوب في هذه المرحلة. فرغم ارتفاع عدد الأفلام العربية المنتجة خلال الأعوام الأخيرة إلا أن السينما العربية بمختلف أشكالها الروائية والطويلة منها او القصيرة والوثائقية تجد صعوبة كبيرة في التوزيع خاصة من قبل جهات أجنبية. كما لا تزال مهمة بيع الأفلام دولياً صعبة. إذ لا تزال الأفلام العربية تعاني من ضعف الحضور في أسواق الأفلام الأوروبية، رغم ما تحظى به من استحسان ونجاح خلال المشاركة في عديد المهرجانات الدولية فضلا عن نجاحها ورواجها محليا وإقليميا. لكن ما يسجل في هذا الجانب أيضا هو انعدام وجود شبكة توزيع الأفلام في الدول العربية خاصة وعدم توفر سياسة ترويج وتوزيع تنهض بالأفلام العربية رغم وحدة اللغة والثقافة والطموحات والاهتمامات. ويشارك في هذا المؤتمر الدولي عدد من المختصين في عديد المجالات المتعلقة بقطاع الفن السابع من هياكل عربية وأوروبية على غرار غيروم پايار الذي يشغل خطة مدير سوق الأفلام الدولية في مهرجان "كان" السينمائي الدولي ومنعم ريشا من "أوروبا سينماس" و"لوكاس روسانت" من سوق الإنتاج المشترك في مهرجان دبي السينمائي إضافة إلى دانييل زيسكيند وهو خبير في مجال الاتصالات وجاكلين آدا، مسؤولة الإنتاجات الفرنسية بمبادرات أجنبية في المركز الوطني الفرنسي للسينما والصورة المتحركة CNC وڤاليريو كاروزو وكاترين بوريزي من برنامج الأوروميد السمعي-البصري. لذلك سيكون هذا المؤتمر مناسبة هامة لبحث سبل معالجة هذه المسألة من أجل فتح امكانيات التوزيع والترويج أمام الفيلم العربي بشكل خاص في هذه المرحلة تحديدا على اعتبار أن الثقافة عامة والفن السابع خاصة تعد مقوما هاما للتنمية في هذه البلدان على غرار ما هو معمول به في عديد التجارب. لأن في تشخيص العوائق التي تقف في طريق الفيلم العربي بمثابة خطوة هامة في اتجاه الحلول الممكنة للنهوض بهذا القطاع وقد يمكن من تخطي هذه العوائق لأجل خلق سياسة توزيع ناجعة وفعالة.. لأن الأمر لا يتوقف على التساؤل عن وضع صناعة السينما في العالم العربي؟ وماهي الخطوات القابلة للتطبيق التي من شأنها دعم قطاع السينما العربية؟ وسيتيح المؤتمر فرصة تقديم جمعية "ميديس" أول شبكة موزعين في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط. إضافة إلى عرض دراسات وإحصائيات تتعلق بالقطاع السمعي-البصري في البلدان العربية قام بتطويرها برنامج الأوروميد السمعي-البصري. كما سيتم خلال هذه المناسبة تنزيل لائحة برنامج أوروميد السمعي - البصري الأولى للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة التي تم إصدارها في شهر ماي الماضي. وتضم 130 فيلما عربيا تهدف إلى لفت أنظار الأسواق الدولية إلى الأفلام المنتجة من قبل بلدان جنوب المتوسط بشكل غير مسبوق، خصوصا في ظل التغيرات التاريخية التي تشهدها المنطقة.