دعا فيصل التبنيني أمين عام حزب صوت الفلاحين أعضاء المكتب التنفيذي الحالي لإتحاد الفلاحة والصيد البحري وعلى رأسهم عبد المجيد الزار، إلى الاستقالة فورا.. وإعادة الانتخابات التي اعتبرها غير نزيهة. واعتبر امس خلال ندوة صحفية أن "ما وقع لا يعدو أن يكون مجرد مسرحية تكلفت 500 مليون دينار من أموال الشعب.. وليست سوى عملية تنصيب قام بها حزب حركة النهضة على رأس المنظمة في إطار مخطط واسع لضرب العمل النقابي والجمعياتي في تونس." حسب قوله. واتهم التبيني أعضاء الإتحاد الذين أفرزهم مؤتمر سوسة الأخير، ب"محاولة تقزيم حزب صوت الفلاحين الذي جاء كردة فعل للوقوف أمام التجاوزات والخروقات الخطيرة التي تم تسجيلها في صلب المكتب الحالي والسابق على حد سواء.." معتبرا أن ما يحصل اليوم في القطاع الفلاحي "ليس إلا إمتدادا لسياسة النظام السابق." وأشار رئيس حزب الفلاحين الى ما أسماها "تجاوزات سبقت الانتخابات الأخيرة" بدأت في انتخابات المكاتب المحلية حيث تم تغييب المراقبين عنها لإقصاء المناضلين ومنع وصولهم إلى المؤتمرالوطني..مقابل تزكية أشخاص محسوبين على حزب النهضة وذلك بالتنسيق مع المكتب السابق المتورط في منطومة فساد العهد البائد. التبيني اتهم الحكومة بزرع ما وصفه "بالبوليس السياسي داخل إتحاد الفلاحين بهدف تدجينه وضرب المعارضين لها في صلب المنظمة". اتهامات ل"النهضة".. وأخرى لوزير الفلاحة وأعرب بعض رؤساء الاتحادات الجهوية السابقين عن امتعاضهم من الطريقة الغامضة التي تم اقصاؤهم بها مقابل ما اعتبروه "صعود أسماء فاسدة عملت السنين الطوال على إضعاف المنظمة الفلاحية ومنع تحولها إلى عنصر فاعل".. وفي هذا السياق قال مكرم المحفوظي وهو عضو في المكتب التنفيذي السابق "إن ظهور الرئيس الحالي لإتحاد الفلاحة عبد المجيد الزار جاء بطريقة غامضة في 2012 حيث بدأ التمهيد للإطاحة بالمناضلين الشرفاء عبر عملية الإقصاء العشوائية من المكاتب المحلية وذلك بالتواطؤ مع الرئيس السابق أحمد جار الله". كما اعتبر المتدخلون المكتب الحالي "امتدادا لسابقه، خاصة أن الخروقات التي حصلت قبل وبعد الانتخابات كانت بإشراف مباشر من وزارة الفلاحة وبتزكية الوزير محمد بن سالم الذي قام بتجميد وتحويل الحسابات البنكية للمنظمة بطريقة غير قانونية..في خطوة خطيرة للسطو على الإتحاد وجعله بوقا سياسيا في خدمة حزب النهضة". أحد الفلاحين الحاضرين اتهم "وزارة الفلاحة ولجان حماية الثورة بالسطو على الإتحاد بالقوة، مشيرا إلى أن الخروقات المسجلة بعد الثورة فاقت ماكان يحصل زمن الإستبداد..متهما حزب النهضة بالتدخل المباشر في جميع مؤتمرات المنظمة الفلاحية المحلية و الجهوية و الوطنية". ومن جهته وصف نعمان العشي الرئيس السابق للإتحاد الجهوي بجندوبة حال إتحاد الفلاحة "بالإرتهان الكلي لمجلس شورى حركة النهضة، معتبرا أن استقالة عبد المجيد الزار من هذا المجلس ليست سوى ذر رماد على العيون، ومحاولة لإقناع الفلاحين بإستقلالية الرجل وحياديته. أزمة غذائية في الأفق في سياق آخر حذر رئيس حزب صوت الفلاحين من الوضعية الفلاحية في البلاد التي تنذر بكارثة غذائية، بسبب تهميش الفلاحين الذين وبسبب المشاكل المتراكمة هجروا مزارعهم..وهو ما يهدد بأزمة عميقة بدأت ملامحها تظهر من خلال التجاء الدولة إلى استيراد الحليب وبعض أصناف الخضراوات..وهو ما يعتبر خطرا كبيرا على الأمن الغذائي الوطني.