أدرج المجلس الوطني التأسيسي مساء أمس المسألة المصرية ضمن جدول أعماله وتباينت آراء النواب بين مؤيد لما حدث ومعارض. وحمّلت محرزية العبيدي السلطة القائمة في مصر سلامة النواب المصريين وأمنهم. وبينت النائبة حسناء مرسيط أن الحكم الشرعي المصري لم يفهم طبيعة المرحلة لأنه كرس الإسلام السياسي الذي لا يستجيب للتعددية السياسية والاجتماعية لأي شعب. . وذكر النائب محمد البراهمي أن ما يحدث في أرض الكنانة يدل على أن هناك نموذجا جديدا للثورة يكتب على صفحات التاريخ. وفسر أن ثورة حصلت في تونس واخرى في مصر واعتقد الشعبان قطع دابر الاستبداد والحيف الاجتماع لكن جرت الرياح بما لا يشتهيان وحصل تغول الحزب الفائز وساد الاحباط والارتباك والعجز. فتظاهر المصريون ليسحبوا تفويضا شرعيا من الرئيس المخلوع مرسي وكتبوا درسا جديدا في علم الثورة وحذر النائب ذوي الألباب. وبين النائب هيثم بلقاسم أن طريقة عزل الاخوان مدانة وأن المؤتمر من أجل الجمهورية يعتبر ما حدث انقلابا عسكريا على المسار الدمقراطي ومحاولة بائسة لإعادة النظام القديم وحمل مسؤولية الانقلاب لكل النخبة المصرية العلمانية والاسلامية ودعا النائب عبد العزيز القطي لتصحيح المسار الانتقالي نظرا لغياب الشرعية التوافقية وتعنت حركة النهضة في صياغة الدستور وتدخلها في القضاء وتشجيعها على العنف زيادة على تواصل تردي الأوضاع الاجتماعية غلاء الاسعار وذكر أن الوقت حان لحل الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني والاعداد لخارطة طريقة واضحة للانتخابات وتشكيل لجنة لصياغة الدستور وحل رابطات حماية الثورة وقال :"قسما بالقرآن سنقضي على الطغيان ونقول للمصريين انتم السابقون ونحن اللاحقون". واحتج نواب النهضة وخاصة نجيب مراد بشدة على هذه المداخلة. ووقال النائب المولدي الرياحي ان التكتل لا يروق له تدخل الجيش في السياسة. ويرفض فتح الباب لحكم دولة دينية ولكي يمارس الجيش الحكم. وكان احرى بمن يمسك الحكم وبالمعارضة الاجتماع في حوار وطني لتتغلب عن الصعوبات. وذكر النائب احمد السافي أنه يجب استخلاص الدروس من التجربة المصرية وأهم هذه الدروس تتمثل في ضرورة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية. والابتعاد عن العنف والاخطاء التي وقع فيها النظام المصري لأن الشرعية لا تنفي حق الشعوب في تقرير مصيرها. وبين النائب الصحبي عتيق ان ما حدث في مصر خطير وهو محاولة لإعادة المنظومة القديمة التي ثار عليها الشعب وذكر أن ما حصل هو انقلاب عسكري على صناديق الاقتراع وارادة الشعب ومن فعل ذلك لا يدرك أنه يدفع الشباب نحو خيارات متطرفة وأضاف أن الخطير هو مصادرة حرية الاعلام والتعبير بغلق التلفزات. وعبر عن رفض حركة النهضة هذا الانقلاب السافر وقال النائب المنجي الرحوي إنه يحي ارادة الشعب المصري لذلك البذل والعطاء. وبين أن الشباب والمعطلين عن العمل الذين قادوا الثورة التونسية والمصرية كان نصيبهم منها الفقر موزعا عليهم بالتساوي ومزيدا من التهميش في حين اقتسم الحزب الفائز، الغنيمة.. ووجه النائب لهذا الحزب رسالة مفادها أنهم "مطالبون بدستور توافقي وتنقية الادارة من التسميات التي تمت على أساس الولاء وحل رابطات حماية الثورة وتجميد الاسعار والا فان الوضع الذي تعيشه مصر سيتحول الى تونس". وذكر النائب ناجي الغرسلي ان هناك بالضرورة من كان يترصد للثورة ويكيد لها بالليل والنهار وهؤلاء هم الفلول المدعومون بالدوائر الامبريالية التي نسقت أمرها وضربت الديمقراطية في المهد. وقال النائب عبد الرؤوف العيادي إن ما حدث هو انقلاب على الشرعية واجهاض للتجربة الديمقراطية من خلال وصاية الجيش.