تونس - الصباح: علمت "الصباح" من مصادر جديرة بالثقة، أن الأسابيع القليلة القادمة ستشهد تطورات إيجابية فيما يتعلق بإنشاء المعهد المتوسطي للمستشارين الجبائيين.. وعرفت الفترة الماضية لقاءات مغاربية أوروبية مكثفة، احتضنتها العاصمة الفرنسية، ونوقشت خلالها الجدوى من إنشاء هذا المعهد وكيفية إدارته، والمهمات التي ستعهد إليه والدور الذي سيضطلع به على الصعيد المتوسطي.. وكانت مبادرة بعث معهد متوسطي للمستشارين، قد صدرت عن الغرفة التونسية للمستشارين الجبائيين منذ العام 2000، حيث تمت اتصالات وتحركات مع منظمات متوسطية عديدة، اقتنعت بأهمية المشروع وتحمست له، بالنظر إلى الدور الذي سيلعبه المعهد في مجال التشريع المهني وتبادل الخبرات، وتكوين المستشارين الجبائيين، بالإضافة إلى ملاءمة التشريعات وإنجاز الدراسات والبحوث العلمية في مادة الجباية.. تشجيع فرنسي أوروبي وقال الأستاذ الذوادي في تصريح ل "الصباح"، أن المشروع لقي استحسان المنظمات المتوسطية المتخصصة في مجال المستشارين الجبائيين، وذلك في أعقاب اتصالات مكثفة تم إجراؤها مع عدة منظمات فرنسية ومغربية وجزائرية، أثمرت في النهاية، ولادة قريبة لهذا المعهد المتوسطي.. وأوضح الذوادي، العضو المراسل بمعهد المحامين المستشارين الجبائيين بفرنسا، والذي يشغل عضوا في الجمعية العالمية للجباية، أن المعهد سيكون شبيها في شكله القانوني، بالكنفدرالية الأوروبية للجباية، فيما يتجه التفكير لأن يكون مقره بمدينة ليون الفرنسية.. وأشار إلى الدعم القوي الذي وجدته فكرة إنشاء المعهد المتوسطي، سواء لدى البرلمانيين الأوربيين، أو لدى بعض المسؤولين الفرنسيين.. ومن المتوقع، أن يكون للمعهد المتوسطي المزمع بعثه قريبا، تعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية، على غرار الكنفدرالية الأوربية للجباية، التي تضم أكثر من 160 ألف مستشار جبائي، ينتمون لأكثر من 22 بلدا أوروبيا.. كما ستكون للمعهد علاقات تعاون مع الجمعية العالمية للجباية، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إلى جانب المكتب العالمي للتوثيق الجبائي ومراكز البحث العلمي في مادة الجباية، فضلا عن منظمات الاتحاد الأوروبي المعنية بالمسائل والقوانين الجبائية... مهام أساسية.. وحول المهام التي ستوكل لهذه المؤسسة ذات الصبغة القانونية، قال الأستاذ لسعد الذوادي، أن المعهد المتوسطي، سيلعب دورا هاما في مجال التكوين الجبائي، سيما في البلدان التي ما يزال تدريس المادة الجبائية مهمشا صلب جامعاتها.. كما سيقوم المعهد بدور مهم على صعيد ملاءمة التشريعات لما هو موجود في أوروبا والغرب بشكل عام، مشيرا في هذا السياق، إلى أن تونس ستستفيد من هذا المعهد، خصوصا بعد أن وقعت منذ العام 1995، بموجب اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، (الفصل 52)، على التزامها بملاءمة تشريعاتها مع التوصيات الأوروبية، وبخاصة التوصية الصادرة بتاريخ 12 ديسمبر 2006، والمتعلقة بقطاع الخدمات.. ولم يخف السيد الذوادي، ما وصفها ب "الفوضى" التي توجد ضمن قطاع الخدمات في العالم العربي، بسبب غياب القوانين المنظمة لهذا القطاع.. وشدد على أهمية قطاع الخدمات في توفير فرص عمل لأصحاب الشهادات العليا، إذا ما تم الالتفات إلى عديد المهن، بينها الاستشارة الجبائية وهندسة الفضاءات الخضراء، وتخطيط المدن والخبرة في الإعلامية، والتكوين والهندسة والاستشارات المالية، والاستشارة الاجتماعية وغيرها.. وهي مهن بإمكانها توفير الآلاف من فرص العمل بين صفوف حاملي الشهادات العليا، على حدّ قوله.. وحسب بعض المعلومات المؤكدة، فإن رئاسة المعهد المتوسطي لم تحسم بعد، ولا يستبعد أن ينحصر التنافس لاحقا بين فرنسا والمغرب والجزائر، فيما تتجه النية إلى إسناد الغرفة التونسية للمستشارين الجبائيين، صفة المؤسس للمعهد المتوسطي، باعتبار الجهود التي بذلتها في سبيل إنشاء هذه المؤسسة..