تمثل الفلاحة في جبنيانة قطاعا هامّا وأساسيا في جهة جبنيانة لكنّها أضحت تواجه عراقيل متعدّدة وعلى أبعاد متنوّعة انضاف إليها انحباس الأمطار وأزمة الأعلاف علاوة على غلاء مستلزمات الإنتاج السقوي. وقد صرّح الأستاذان رؤوف المحجوبي عميد مدرسة الفلاحة والمنصف الزغيدي الاطار بFMI في ندوة عقدتها جمعية التعاون المدرسي بجبنيانة أنّه لم يعد بالإمكان اعتبار جبنيانة منطقة فلاحية وذلك لاستنزاف المائدة المائية كما ان نسبة الملوحة المرتفعة وصلت الى 7 بالمائة بجهة حزق وهو ما دفع بعدد من الفلاحين الى الالتجاء الى الزراعات العلفية التي تتلاءم مع الملوحة النسبية للمياه وبالتالي تغطية حاجيات الأبقار والأغنام من الأعلاف الخضراء خاصة بجهة حزق، ففي تصريح لمهدي العقربي مسؤول الانتاج الحيواني بالخلية الترابية للارشاد الفلاحي أفاد بأنّ المائدة المائية بالمعتمدية ضعيفة وهو ما سيستدعي خلق شيء من التوازن والتقليل من الاعتماد على الآبار السطحية بل العمل على استحداث آبار عميقة كحلّ لتخفيف الضغط على المائدة السطحية، ويشتكي فلاحو جبينانة من بعض التجاوزات في توزيع مادة السداري (وهي مادة مدعمة، إبّان عهد النظام السابق كما هو معلوم فهي توزع على حسب الولاءات) وتصديا لهذه التجاوزات تمّ تشكيل لجان مراقبة محلية وجهوية لمتابعة توزيع هذه المادة بالتوازي مع إصلاح المنظومة حتى يتمّ القضاء على هذه التجاوزات. كما تمثل المسالك الفلاحية بجبنيانة عائقا أمام الفلاحين في نقل منتوجاتهم خاصة أثناء موسم هطول الأمطار على غرار مسالك النوايل- العقاقشة-واد المعزة وقد اتخذت دائرة المسالك السقوية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بصفاقس حيث أنّها تتدخل داخل المناطق السقوية العمومية وتبقى المسالك الفلاحية التي لا تشمل مناطق سقوية عمومية من مشمولات هياكل اخرى كإدراة التجهيز والمجالس الجهوية. فلاحو جبنيانة يحثون السلطات المختصة بإحياء تجربة التعاضد على غرار ما حصل في طبلبة والبقالطة مثلا وهو أمر يسهّل عمليّة الإنتاج والترويج وقد صرّح مسؤول الإنتاج الحيواني بالخلية الترابية للإرشاد الفلاحي بجبنيانة انه يمكن لاي مجموعة من الفلاحين إحداث شركة تعاونية وان تتوسّع في نشاطها كتوفير البذور والمستلزمات الفلاحية وترويج المنتوج والاجراءات بسيطة حيث يقوم الفلاحون بتقديم مشروع دراستهم وجدواه علاوة على مطلب في الغرض. في جانب آخر فان الكهرباء الفلاحي يتميز عن الكهرباء المنزلي بأنّه يتمتع بتسعيرة تفاضلية كما انه يخضع لعدة مقاييس منها انه لا تتجاوز نسبة ملوحة مياه الريّ 3 غرامات وفي حالة تجاوزها بقليل يتم اعتماد تحليل التربة، هذه الاجراءات وتشعّبها تشجّع الفلاحين على استعمال الكهرباء المنزلي وبالتالي تثقل كاهل الفلاح. القطاع الحيواني في الجهة اضحى يشهد تقلصا مطردا لعدد رؤوس الماشية ويعود ذلك الى ارتفاع سعر الأعلاف وقلة الموارد العلفية الخضراء مقارنة بحجم القطيع الذي يغطي حوالي نصف حاجيات القطيع هو سبب مباشر لانخفاض عدد رؤوس المواشي وهو ما دفع بعدد من الفلاحين وشباب الجهة للتخلي عن تربيتها باعتبار كلفتها العالية وضعف نسبة الربح. ختاما على المتدخلين في المنظومة الفلاحية الحرص على المعالجة الجادة والعاجلة لمشاكل القطاع بالجهة باعتبار انه ركيزة من الركائز الاساسية للاقتصاد والتنمية ولا بد من التضامن بين الفلاحين والهياكل المهنية من اجل النهوض بالقطاع.