رغم غياب النواب المنسحبين من المجلس التأسيسي نظم نواب الترويكا والوفاء للثورة وتيار المحبة وعدد آخر من النواب المستقلّين أمس جلسة استشارية حول المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، وسرعان ما تحولت مداخلات بعضهم إلى جلد للنواب المنسحبين ومحاكمة للمعارضة "المتآمرة" التي طالبت بحل المجلس وتكوين حكومة إنقاذ وطني واصفين إياهم بالإنقلابيين.. كما ندد بعضهم بعدم ترأس مصطفى بن جعفر هذا الاجتماع، وانتهوا إلى تكوين لجنة تتكون من النواب وليد البناني وجمال الطوير وأزاد بادي ونورة بن حسين واسكندر بوعلاق وهشام بن جامع وطارق بوعزيز للاتصال ببن جعفر وإعلامه بالتوصيات التي انبثق عنها اجتماعهم والمتمثلة أساسا في تنظيم جلسة عامة الاثنين القادم وإعداد رزنامة واضحة، إلى جانب التمسك بشرعية المجلس، والتسريع في عمل لجنة التوافقات، والاتفاق على آليات عمل لتسريع نسق عمل المجلس. وستلتقي هذه اللجنة مساء اليوم رئيس الحكومة المؤقتة بعد أن تعقد صباحا لقاء بالنواب المنسحبين في صورة قبولهم الدعوة للتحاور معهم داخل المجلس وحذر النائب الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة خلال هذا اللقاء الذي ترأسه النواب أزاد بادي وطارق بوعزيز واسكندر بوعلاقي وحضره 116 نائبا من وجود محاولة لتعطيل المسار الانتقالي، وبين أن هناك من يئس من الفوز في الانتخابات وهو الذي يعمل على تعطيل المسار وتهديد الديمقراطية. وأضاف أن من يريد ان ينقلب على الشرعية لا يؤمن بآليات العمل الديمقراطي واعتبر الدعوات لحل المجلس دعوات للفوضى والهدم والعنف والتقاتل والاحتكام للشوارع وسينتهي هذا بالبلاد إلى الاحتراب والتقاتل والفتن. وذكر النائب عمر الشتوي (المؤتمر) بالأخطاء الكثيرة المجانية التي ارتكبت في المجلس مؤخرا والتي لا تصب في إطار الوحدة الوطنية وبين أن أقل شيء يمكن القيام به الآن هو تصحيح تلك الاخطاء سواء ما تعلق منها بمنهجية اعداد الدستور أو بالعلاقة مع المنظمات الوطنية منددا بالنواب الذين نالوا من الاتحاد العام التونسي للشغل والنقابات الامنية، وقال إنه موافق على حل المجلس لكن بعد انهاء مهامه وعبّر النائب جمال الطوير (التكتل) عن تفهمه لموقف النواب المنسحبين بعد فاجعة الاغتيال السياسي للشهيد محمد البراهمي، لكنه يرى أنه بعد مرور كل هذه الأيام لم يعد هناك داع لبقائهم خارج المجلس التأسيسي. المحاسبة وذكر النائب عبد الرؤوف العيادي (حركة وفاء) أن توقف عمل المجلس ليس له أي مبرر وطالب المنسحبين بالعودة أو الاستقالة . وقال :"نحن شاركنا في الثورة ونرى أنه لا بد من التعجيل بالمحاسبة وكشف الارشيف وسن قانون العدالة الانتقالية، فبعد الثورة كان من المفروض بناء نظام دولة قوية ومنيعة لكن عدنا الى لغة الشارع". أما النائب خميس الحريزي (الوفاء للثورة) فقال أن تونس تعيش منذ 14 جانفي مسارا إنقلابيا على الثورة وهو متواصل إلى الآن ولكن اليوم ليست الثورة فقط هي التي ستضيع بل تونس وانتقد وسائل الاعلام وقال ان بعضها يدق طبول الحرب وبين أن صاحب التلفزة التي تدعو للإقتتال يجب سجنه كما انتقد النقابات الامنية وبين أنها تهيج الشعب وتتدخل في السياسة وانتقد "ما يسمى بالخبراء في القانون" . وبين النائب ايمن الزواغي (تيار المحبة) أن بعض الشخصيات المناضلة تتكلم اليوم باسم الشعب رغم انها تحصلت على مقعدين أو ثلاثة مقاعد فقط في انتخابات المجلس التأسيسي. وتحدث عن حملة لجمع الامضاءات تحت شعار للانتخاب لا للانقلاب فيها دعوة لرفض حل المجلس واعتبار ذلك انقلابا على الدولة المدنية الديمقراطية وتجاوز عدد الامضاءات خلال يومين 30 ألف سجن الانقلابيين وقال النائب وسام ياسين (غير المنتمين إلى كتل) أن ما يحدث انقلاب، وبين أن الانقلاب إذ فشل فيجب ادخال الانقلابيين إلى السجن وإذا نجح فانهم هم من سيدخلون السجون وذكر أن الأقلية إذا مسكت الحكم ستكون أتعس ديكتاتورية في العالم وذكّرت النائبة فريدة العبيدي (النهضة) بالقسم الذي أداه نواب المجلس التأسيسي عند دخولهم المجلس وقالت :"من أصموا آذاننا بالحديث عن مدنية الدولة نجدهم اليوم خارج المجلس يضربون الشرعية". واعتبر النائب المولدي الرياحي (التكتل أن جلسة أمس هي جلسة الوفاء للمجلس التأسيسي لان الشعب انتخب النواب ليكونوا داخل المجلس وليس خارجه ولا يمكن لأحد مهما كان حجمه أن يشل عمله ودعا لاستكمال ما تبقى من الدستور.. وبرر غياب بن جعفر بأن له مهام أخرى يمارسها بصفته رئيسا للمجلس منها مواصلة اللقاءات التشاورية التي شرع فيها مع المنظمات والأحزاب من أنتم؟ النائب هشام بن جامع (المؤتمر) عبر عن استغرابه من الدعوات لحل المجلس،.. وقال:" من يدعون لحل المجلس هم الذين لا يرغبون في الاعتراف بنتائج الانتخابات فهم يستغلون دم الشهداء وينادون بحل المجلس.. لكننا نقول لهم نحن من أنتم؟ وما هو حجمكم؟ وحضر هذه الجلسة النائبان المنسحبان محمد العلوش وحسناء مرسيط لكنهما سرعان ما غادرا القاعة، وكان النائبان عبّرا سابقا عن رفضهما سيناريو حل المجلس ونددت النائبة يمينة الزغلامي (النهضة) بالتلفزة الوطنية لأنها لم تقم بتصوير كامل الجلسة وفي نفس السياق ضايقت النائبة الأولى لرئيس المجلس التأسيسي محرزية العبيدي مرة أخرى الفريق الصحفي للقناة الوطنية لعدم تصوير كامل الجلسة أما بن جعفر فقد إلتقى أمس كل من رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ورئيسة اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية